شكلت المزامل أي الأواني الفخارية المخصصة لحفظ الماء وتبريده جزءا من تراث منطقة الفرات وأسهمت مهارة صانعي الفخار المتوارثة منذ آلاف السنين في التعامل مع مواد الطبيعة وخلق إبداعات أصبحت نماذج للدقة والإتقان تحفظ في البيوت .
وقد وفرت طبيعة دير الزور بما تضم أراضيها من ترسبات طينية ورملية المادة الأولية اللازمة لصناعة المزامل.
فصناعة الفخار وجدت في سورية منذ الألف السادس قبل الميلاد في منطقة الجزيرة تل حلث كما أن صناعة المزامل في دير الزور تعد احد أشكال تلك الصناعة حيث افتتح لها معامل خاصة منذ حوالي200 سنة في الدير العتيق واستعملت لترشيح المياه وتصفيتها بإضافة مادة الشب لتنقية المياه.
كما أن المزملة سميت بهذا الاسم كون أصحابها يزملونها أي يغطونها بقطعة من قماش الخيش لتبريد الماء في الصيف ولحفظها من التشقق في الشتاء ويوضع تحتها وعاء من الفخار للحصول على الماء النقي الذي يرشح من الأسفل وتغطى بغطاء من الخشب كما توضع على كرسي من الحجر الرخامي أو الكلسي أو من الخشب .
فالصانع يتفنن في بصم الرسومات والنقوشات التي يريدها على المزامل مبينا أن هذه النقوش منها ما يرتبط بالطبيعة الصحراوية وجماليتها ومنها ما يرمز إلى بعض العادات والتقاليد السائدة في التراث الشعبي الفراتي .
وهكذا فإن صناعة المزامل تعتبر من الصناعات اليدوية القديمة في المحافظة والتي لا تزال حاضرة على الرغم من كل التطورات فهي مهنة توارثها عن العائلة من آبائه وأجداده مبينا أن صناعة المزامل لا تختلف كثيرا عن صناعة بقية قطع الفخار في خطواتها الأساسية .
و يتم أخذ ما يتركه فيضان النهر من طين بعد جفافه ويوضع في أحواض خاصة ويخلط بالماء والرمل والملح وبعد الخلط تصفى هذه المواد من خلال مناخل خاصة ثم تترك في أحواض للتجفيف وتغطى بالخشب أو النايلون للحفاظ على ليونتها ثم تخلط مرة ثانية حتى تتجانس الحبيبات ثم تقسم إلى قطع متساوية للبدء بالعمل.
وكما أن صنع المزامل يبدأ من القاعدة والتي توضع بعد صناعتها في مكان غير معرض للشمس حتى تصبح صلبة بحيث يمكن البناء عليها ثم يتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي إضافة البناء وعادة لا يتجاوز ارتفاعه عشرين سنتيمترا ثم ترجع للمكان نفسه للتجفيف أيضا والوصول لحالة القساوة التي يمكن البناء عليها مرة أخرى ومراحل العمل هي التي تحدد حجم المزامل التي تبدأ من سعة عشرين ليترا إلى200 ليتر بعدها يقوم صانع الفخار بوضع بعض النقوش والكتابات التزيينية وفقا لموهبته.
و بعد تجفيف قطع المزامل توضع بشكل هندسي ثم تدخل إلى الفرن بحيث تكون كل منها داخلة في الأخرى حسب الحجم حيث تستمر عملية الشي عشر ساعات تبدأ بنار هادئة ثم تتدرج بالارتفاع حفاظا على الفخار من التشقق وتستعمل لذلك أفرانا ومعدات تقليدية الصنع.
فاللون الطبيعي للمزامل هو الأبيض المائل إلى الإصفرار وهو اللون الذي تكون عليه في حال كان صنع وشي القطعة صحيحا أما الألوان الأخرى كالأحمر مثلا فهو يدل على أن الترشيح ضعيف وصلابة الفخار كذلك أما الأخضر فيدل على أن ذرات الرمل قد احترقت وانعدمت المسامات لافتا إلى أن صناعة المزامل قلت في الآونة الأخيرة بسبب قلة اليد العاملة والجهد الكبير الذي تتطلبه وانتشار البرادات الحديثة .
بارك الله فيك اخ رامي موضوع تراثي بامتياز
وللتوضيح بخصوص الماء المستخدم للشرب هو الماء الراشح من الحب لأنه الانقى كما ذكرت
ولاأعرف أخي رامي لماذا في بعض الاماكن الاخوة يشربون الماء الذي داخل الحب
مشكور وتقبل تحياتي
بارك الله فيك اخ رامي موضوع تراثي بامتياز
وللتوضيح بخصوص الماء المستخدم للشرب هو الماء الراشح من الحب لأنه الانقى كما ذكرت
ولاأعرف أخي رامي لماذا في بعض الاماكن الاخوة يشربون الماء الذي داخل الحب
مشكور وتقبل تحياتي
الأخ حبيب الصالح :
صحيح كلامك أنه من المفروض أنه يستخدم للشرب الماء الذي يرشح من المزملة ولكن بعض الناس يستخدمها لتبريد الماء فقط فلذلك تجدهم يستخدمون الماء مباشرة .
طريقة الترشيح بلحب طريقة علمية صحيحة منذقدم الزمن ولكن طريقة استخدامها غير
صحيحة هنا في العراق معظم الناس يشربون من داخل الحب ويترك الماء الذي يترشح من الحب
يسقط على الارض أو يقع في أناء والقليل يستعمله لآن فترة الترشيح تكون طويلة ولاتكفي الحاجة
شكرآ مرة اخرى على الموضوع .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فائز بدر العكيدي: الاخ رامي موضوع جميل يذكرنا بلماضي
طريقة الترشيح بلحب طريقة علمية صحيحة منذقدم الزمن ولكن طريقة استخدامها غير
صحيحة هنا في العراق معظم الناس يشربون من داخل الحب ويترك الماء الذي يترشح من الحب
يسقط على الارض أو يقع في أناء والقليل يستعمله لآن فترة الترشيح تكون طويلة ولاتكفي الحاجة
شكرآ مرة اخرى على الموضوع .
حياك الله أخي فائز العكيدي
مثل ما وضحت سابقاً فالبعض يقصد من وضع المزملة هو تبريد الماء وليس تنقيته .