أضواء على المحمية الطبيعية في جبل عبد العزيز بالحسكة
بدر شلال
الاربعاء 14-6-2006
يأتي اختيار جبل عبد العزيز كمحمية طبيعية ضمن توجه عام لاختيار عدد من المحميات على مستوى القطر ذات بعد استراتيجي من نواح عدة بيئية وسياحية وعلمية وغيرها وقد اختير جبل عبد العزيز كمحمية طبيعية بموجب القرار رقم/27/ ت تاريخ:11/5/2002 الصادر عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وذلك لتوفر شروط المحمية فيه ومن أهمها أن جبل عبد
العزيز يعتبر الموطن الأصلي لأشجار البطم الأطلسي والكونجوك بشكل رئيسي وبشكل ثانوي أشجار اللوز الشرقي والزعرور والسويد الفلسطيني والتين وبعض النباتات الرعوية المعمرة كالشيح والصر والروثة والزعتر والقيصوم وتتوفر فيه إمكانية التجدد الطبيعي والحيوانات البرية المتأقلمة مع بيئتها وبعض النباتات البرية الأخرى وقد تدرجت مساحة المحمية من /4220/ هكتاراً إلى /18900/ هكتار إلى /49000/هكتار وهي المساحة الإجمالية للمحمية من إجمالي مساحة جبل عبد العزيز البالغة /84050/ هكتار اً.
ويفيد المهندس أحمد القادري مدير الزراعة والإصلاح الزراعي بالحسكة أن جبل عبد العزيز يقع من الناحية الجغرافية في الجهة الجنوبية من محافظة الحسكة ويبعد عن مدينة الحسكة بحدود /25/ كم وهو سلسلة جبلية طولها /90/ كم من الشرق إلى الغرب وبعمق انحداري هضابي باتجاه شمال- جنوب طوله/8-15/ كم تقريباً تتخللها مجموعة من التلال مختلفة الارتفاعات وكذلك الوديان المسماة بالثنايا وهي أربعة(ثنيةمغلوجة- ثنية الجفر -ثنية البديع- ثنية الحجل) وتتراوح تربتها بين السطحية والصخور المتكشفة والعميقة وذات الميول المتفاوتة والتي تصل /35%/ وطبيعة التربة كلسية مارنية.
ويبلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في جبل عبد العزيز بين /250-300/ مم وتوجد فيه أربعة ينابيع أو عيون وهي (مغلوجة- الخزنة- الغرة- العلاجة) أما الرياح السائدة فهي شمالية وغربية والرطوبة تتراوح ما بين شهري كانون الأول وكانون الثاني من /75-80%/ وتتناقص إلى أدنى حد لها خلال شهر تموز وآب حتى تصبح /30-32%/ وتعتبر مرقب أعلى قمة في جبل عبد العزيز إذ يبلغ ارتفاعها /945/ م عن سطح البحر.
ومن أهم النباتات الطبية المنتشرة في جبل عبد العزيز ( الشيح -الزعترالبري- الدعجة- القبار- النعناع البري- البابونج- الختمية -الخبازة والخشخاش- الحرمل- القيصوم) وفيها طيور برية مثل (الحجل- الباشق والنسر - الرخمة- البوم-الحمام- القبرة -الهدهد- الوروار- الغراب- الدرغل- القطا) وكذلك فيها حيوانات برية مثل(الذئاب - الثعالب الضباع الأرانب - الغزلان....الخ).
وعلى إحدى قمم الجبل تتربع (قلعة سكرة) الأثرية وفي جبل عبد العزيز غابة اصطناعية من أشجار الصنوبر في موقع مغلوجة يرتادها المواطنون في فصل الربيع لغرض التنزه.
ويضيف المهندس علي خلوف الجاسم رئيس مصلحة الحراج أن الاهتمام بالمحمية البيئية هو من صلب عمل مصلحة الحراج للحفاظ عليها وإعادتها إلى سابق عهدها وذلك من خلال تأمين عنصر الحماية لها ومنع جميع أشكال التعديات من رعي واحتطاب وحرائق كما يعتبر التشجير الحراجي إعادة لاحد عناصر الحياة في المحمية أي الأشجار الحراجية علماً علماً بأنه تم تشجير مساحة
/34393/ هكتاراً في جميع أنحاء محافظة الحسكة منها في جبل عبد العزيز
/266*5/ هكتار .
وفي ضوء ذلك يمكن إيجاز الهدف من تأسيس محمية جبل عبد العزيز بعدة نقاط أهمها إعادة الغطاء النباتي إلى سابق عهده وإعادة الحيوانات والطيور البرية والمحافظة عليها من الانقراض وتحسين الوضع البيئي والسياحي للمنطقة والمحافظة على الأصول الوراثية لبعض النباتات وحفظ التربة وتنظيم مساقط المياه وتحسين المناخ الموضعي لمنطقة جبل عبد العزيز .
أما من الناحية الاجتماعية والخدمية فتشير الدراسات إلى أن عدد القاطنين في جبل عبد العزيز لتاريخه يبلغ حوالي /15/ ألف نسمة يزاولون مهنة الزراعة وتربية الأغنام ويحيط بالجبل ثلاث طرق معبدة تخدم حوالي 25% من قرى الجبل التي تفتقر بشكل عام للخدمات الأساسية من خدمات صحية ومياه شرب وهاتف ..الخ.
وفي جبل عبد العزيز أنشئت محمية لتربية الغزلان في موقع مغلوجة على مساحة خمسة هكتارات وتم شراء /14/ رأساً من الغزلان من تركيا عام /1992/ وفي عام /1999/ تم توسيع مساحة المزرعة إلى /15/ هكتاراً ثم إلى /50/ هكتاراً عام 2004 ووصل العدد الحالي للغزلان إلى أكثر من /500/ رأس مع العلم أن هذه المساحة لا تفي بالمطلوب وإذا ما تمت المقارنة ما بين مزرعة الثورة بالرقة مع العدد والمساحة الموجودة في مزرعة الغزلان بالحسكة فإننا نحتاج إلى الهكتارات فعدد رؤوس الغزلان في مزرعة الثورة /135/ رأساً وبمساحة /600/ هكتارومهما توسعت فإنها لا تكفي العدد الموجود حالياً والزيادات المتوقعة في الأعوام القادمة ولا بد من إيجاد حلول مناسبة لهذه الغزلان وعلى ضوء ذلك اقترحت مصلحة الحراج توزيع قسم من الغزلان إلى المحافظات الأخرى وبيع قسم من الغزلان للمواطنين الذين يرغبون بتربية الغزلان وفق شروط معينة كما تم اقتراح توزيع الذكور على القطاع العام والمؤسسات العامة والراغبين بذلك أو بيعها بالمزاد العلني أصولاً ودراسة إمكانية إطلاق قسم منها في محمية جبل عبد العزيز وذلك من خلال لجنة وزارية ومحلية وحسب الواقع مع العلم أن كلفة المزرعة سنوياً تحتاج إلى مبالغ عالية خلال السنة الواحدة من شراء أعلاف وأدوية وأجور عمال تقدر بمليونين ليرة سورية وهذا المبلغ مخصص لعدد الغزلان الموجودة حالياً عدا الزيادات المتوقعة في السنوات القادمة ومن هنا فإن المزرعة مهما توسعت لن تكفي لاستيعاب الزيادات المتوقعة في الأعوام القادمة رغم أنها مكلفة.
أما عن المشاتل الزراعية في المحافظة فهناك أربعة مشاتل تابعة لمصلحة الحراج وهي مشتل الحسكة الحراجي - مشتل الثورة الحراجي - مشتل مغلوجة الحراجي - مشتل السبع زلام الحراجي )
تنتج هذه المشاتل كخطة سنوية حوالي/2/ مليون غرسة حراجية متنوعة أهمها ( البطم والصنوبر والطرفاء والسرو والعفص والكينا والنخيل والازدرخت ولسان الطير والاكاسيا ...الخ)
لتغطية حاجة مصلحة الحراج والأهالي والدوائر الحكومية ونشير إلى أنه يوجد اكتفاء ذاتي في هذا المجال
وإذا ما نظرنا إلى إجمالي المساحة المحرجة في المحافظة نجد أنها بلغت حتى نهاية موسم التحريج لعام 2004-2005 /34393/ هكتاراً وتضمنت خطة موسم 2005-2006 للتحريج زراعة/1500/ هكتار موزعة على مواقع جبل عبد العزيز -كوكب- الهول- سد الباسل