بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة الشاعر الفارس شالح بن حطاب هدلان من قبيلة الخنافرة منقولة من كتاب أبطال من الصحراء
كان لشالح ثلاثه من الصبيه أكبرهم ذعار وأوسطهم ذيب وأصغرهم عبد الله ..ولم يكن أخوا ذيب إلا فارسين معـدودين من أفرس الرجال بين قبيلة قحطان
ولكن شهرة ذيب وشجاعته النادرة غطت على أخويه وعلى غيرهما .
فعندما شب الصـبـــي ذيب بن شالح وبلغ سن الرابعة عشرة
وكان في هذا السن قد تدرب على ركوب الخيل *والرمي وغيره .
وكان ذيب يسأل أباه ورجال الحي من قبيلة الخنافره يســـألهم دائما ويقول: أين مصدر الخطر الذي تتوقعونه؟
ومن أين يمكن للعدو أن يفاجئنا منها؟ فيقولون له : هو من ناحيةقبيلةعتيبه .
فيقول ذيب سأحمي إبلي وإبل قبيلة الخنافرة من أي كان .
من شدة محبة شالح لإبنه كان يقبله كأنه طفل صغير .ثم ينفجر باكيا * وقد لامه قومه مرارا قائلين:
كيف تقبل ذيبا بين الرجال وكأنه طفل ثم تبكي فيجيبهم : دعوني أقبل ذيبا وأبكي عليه وأودعه كل يوم *لأنني أتخيل أن الدنيا ستحرمنــي من ذيب ثم قال قصيدته المشهوره .
ما ذكر بــه حـــي بكى حي يا ذيـب** والــيوم أنــا بـابــكيك لـو كنــت حيـــا
وياذيب يبكونـك هل الفطـر الشيب**إن لا يــعتــهــم مـــثل خيـــل المــحيـا
وتبكيك قطعـــــان عليـها الكواليب**وشيــــال حمـــل اللـي يبون الكـفيـــــا
وتبكيك وضـــح علقوهــا دبــاديـب**إن رددت مـــــن يمـــــة الخـوف عيــا
ويبكيك من صكـت عليه المـغاليب** إن صـاح بأعلى الصوت ياهل الحميا
ننزل بك الحزم المطرف ليا هيــب**إن رددوهــــن نــاقلــــين الــعـصـيـــــا
انا اشـهد إنك بيننا منقـع الطـــيب** والــطـيـب عســــر مطــلـبـه مـا تهيــا
وأن بر ذيب بوالده شالح لم يسبقه أحد إليه ...كان ذيب لاينام أبدا وأبوه لم ينم *
وكان يجلب لأبيه الحليب من الإبل وعندما يأتي به إليه ويجده نائما يبقى واقفا وواضعا الإناء على يده.
وربــما حام حول أبيه وذكر الله بصوت منخفض إلى أن يستيقظ أبوه ثم يقبل جبينه ويناوله الحليب ولايرضى أن احدا غيره يقدم أي شيء من الغذاء .
.وذات يوم لم يصطد من الصيد شيئا
.وقد أقبل أبوه يتقدم الظعينة .وبقي ذيب حائرا متحسرا بماذا يقابل أباه وأخيرا استقر رأيه على أن ينحرمطيته (الأصيل) التــي يعادل ثمنها خمسا من الإبل ..وفعلا أخفاها بين الشجرلئلا يراها والده ونحرها وأخذ من طيب لحمها وطهاه بالإناء الذي عادة يقدم به لحم الصيد لوالده*
وعندما وصل شالح واستقبله ابنه كعادته قدم له الأكل بعد أن صب
له من القهوه * وعندما تصاعدت رائحة لحم البعير عرف شالح أن هذا ليس بلحم صيد فقال لابنه ماهذا ياذيب ؟ فقال ذيب (شبب يبـه ) أي إن هذا رزق من الله ياأبت فكرر أبوه السؤال
وكررالابن الإجابه * بأن هذا شبب ياابن هدلان ثم عرف الوالد النتيجه وقال لابنه ذبحتها ياذيب ؟
!فقال ذيب : هي تفديك ياأعز والد وعوضها سيكون من حلال القوم وذات ليله كان هو ووالده
ساهرين * وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات
ياذيــب أنـــا يـابوك حالـي تردا&& وأنا عليك من المواجيب ياذيـب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا&& طويلة النسنوس حرشا عراقيب
و قال:
ياللي على ذيب السرايا تعدا&&& لو حال من دونه عيال معاطيب
ليث على درب المراجل مقدا&&& ما فيك ياذيب السبايا عذاريـب
وبعد أن قال والده هذه الأبيا ت بطريقة المزاح أسرها الإبن ذيب في نفسه * وعندما نام والده
وأطمأن ذيب انه قد غرق في النوم * ذهب خفية وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان
وأمر عليهم أن يرافقوه * فشدوا مطاياهم وركبوا مع ذيب وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئرا تسمى(ملية ) وعندما انحدروا إليها
رأوا عليها وردا لعتيبه يستقون فأرادوا ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم ..
وكان من السقاة صياد أخذ بندقيته وتوجه الى الوادي الذي انحدر منه ذيب ورفاقه باحثا عن الصيد وعندما رأى ذيبا وجماعته اختفى تحت شجرة وأطلق عليهم عيارا ناريا فأرادالله ان يصيب ذيبا إصابه مميتة
بعد ما سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم فوجدوه جسما بلا حياة * وانهالوا عليه بالقبل * وودعوه بدموعهم الساخنة * ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي *
وقفلوا راجعين إلى أهليهم .أما الصياد الذي اطلق النار فقد ظل مختبئا تحت الشجره .ما أكبرالمصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب وأخبروه بما حدث إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة الخنافرة وعلى قبيلة قحطان الكبرى : وقد قال شالح أشعارا كثيرة بعد وفاة إبنه *
وأول ما قال هذه القصيدة:
ياربعنا ياللـــي على فطـرت الشيـــب** عز الله إنـه ضـاع منكـم وداعــــــه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب** وجيتـوا وخليتـوا لقلبـي بضاعـــــــه
خليتــــوا النــــادر بـــــدار الاجانـــيـب**وضاقت بي الآفاق عقـب اتساعــــه
تكــــدرن لـــي صافيـات المشاريـــــب**وبالعون شفت الذل عقب الشجاعـه
ياذيـــــب انا بوصيك لا تأكـل الذيـــب** كم ليلـة عشـاك عقـب المجاعــــــه
كم ليلــــــة عشـاك حـرش العراقيـب**وكم شيخ قوم كزتـه لـك ذراعـــــــه
كفــــــــه بعدوانـه شنيـع المضاريـب** ويسقي عدوه بالوغـي سـم ساعــــه
ويضــــحك ليا صكت عليـه المغاليـب** ويلكد على جمـع العـدو باندفاعـــــه
وبيته لجيرانه يشيـد عــلـــــى الطيـب** وللضيف يبني في طويـل الرفاعـــــه
جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضــيب** وافخت حبل الوصل عقب انقطاعـــه
كني بعـد فقـــــده بحامـــــي اللواهيـب** وكني غريب الـدار مالـي جماعـــــه
من عقب ذيـــب .الخيل عرج مهاليـب** ياهل الرمك ما عاد فيهـن طماعـه
قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب** وطلبت من عنـد الكريـم الشفاعـــه
وبقي شالح حزينا كظيما يسهر أيامه ولياليه * ولا يفارق نار قهوته ..حتى توفاه الله .
قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب** وطلبت من عنـد الكريـم الشفاعـــه
نعم هكذا هي سير الابطال وكأنهم يأتون لآداء واجبهم القومي تجاه من ينتمون اليهم
وقصة ذيب قصه مؤثره جدا وكأن والده احس انه سيفقده ذات يوم
والتمعن في سير الابطال يعطي المرء عزيمة ومراس وعنوان
وقد قال علي بن ابي طالب
فتشبهو ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالرجال فلاح
سراب روت كل عطشان
بحسنها وبسلوبها حيرتنا
تلاقي اسمها بلا عنوان
بس فيه من كل شي يسرنا
لم استطع ان اشيد بالكلامات الجميلة بالاخت سراب على ماقدمته لنا ولجميع اعظاء وظيوف المنتدى من المشاركات الفعالة والمفيدة واتمنا لها دوام الصحة والعافية والى مزيد من التقدم