بإدارة الآثاري يعرب العبد الله .. البعثة الأثرية الوطنية العاملة بتل الكسرة تكتشف لوحة فسيفسائية تعتبر الأولى في منطقة الفرات الأوسط السوري والجزيرة
من خلال أعمال البعثة الأثرية الوطنية العاملة بتل الكسرة للموسم الرابع 2009بإدارة الآثاري يعرب العبدالله تم الكشف عن لوحة فسيفسائية هي عبارة عن أرضية لإحدى قاعات حمام وهي تعود للفترة البيزنطية /القرن الخامس/ وهي تعتبر اللوحة الأولى في منطقة الفرات الأوسط السوري والجزيرة
اللوحة الفسيفسائية (أرضية القاعة الحارة في الحمام):
أ – تأسيس اللوحة (الأرضية):
تم رصف اللوحة فوق أرضية من الحصى الصغيرة الحجم (Babel Stone) تعلوها طبقة من المونة (رمل+الجص) ثم مكعبات الفسيفساء*حيث بلغ حجم المكعب 1سم.حيث بدت ألوان مكعبات الفسيفساء (أسود-أحمر_زهري_أخضر_رمادي-أصفر).
ب – وصف اللوحة مع المشاهد :
تبلغ مساحة الأرضية الفسيفسائية (44.82متر مربع)حيث أن قياسها الكلي (8.30×5.40م)*قسم من هذه اللوحة مفقود تم نهبها في مرحلة سابقة بلغت مساحة القسم المفقود (11.88متر مربع) (3.60×3.30م)ويمثل القسم المفقود جزء من اللوحة داخل الإطار المحيط بها*إضافة إلى وجود بعض التخريب ضمن الإطار المحيط باللوحة الذي ضم عدة مشاهد.
الإطار الجنوبي الغربي للوحة ضم مشهدين لحيوانات أحدهما بمساحة (90×90سم) يمثل مشهد لبطة والمشهد الآخر لسمكتين متقابلتين الرأس بمساحة (1.25م×90سم) وهاتان السمكتان تعدان من أجود أنواع الأسماك التي تعيش في نهر الفرات والذي يسمى بالسمك البني ذات العيون الصفراء الشكل (13) وضمن الإطار أشكال على شكل جدائل وهي تمثل حركة التيارات المائية لنهر الفرات مع الحيوانات التي تعيش ضمن مياهه.
القسم الآخر والتي تمثل جزءاً مهماً من المشهد الرئيسي والتي بلغت مساحتها (9.135متر مربع) (3.15م×2.90م) فقد وجدت صعوبة كبيرة في عملية إظهارها وذلك كونها قد أعدت مسبقاً لنهبها مع المشهد الرئيسي من خلال وجود طبقة من اللاصق فوقها ومع الزمن تمازجت مع اللاصق الأتربة التي تحوي ضمنها العناصر المعدنية*حيث تشكلت مع الزمن طبقة قاسية جداً.
فقد ظهرت خلال المشهد عدة حيوانات وهي من أهم الحيوانات وتبرز أهميتها من خلال وجود بعض الحيوانات التي لم يسبق ظهورها ضمن لوحات الفن البيزنطي المكتشفة (المهر- الفيل)هذا المشهد قسم إلى قسمين الأول:
يصور المهر يقابله حيوان مفترس وهو الضبع بحالة انقضاض وتحتهما حيوان مائي وهو اللقلق وإلى خلف المهر لوحظ وجود جزء من رأس فيل مع خرطومه وأنيابه وما تبقى منه مخرب*ويدل وجود المهر على عراقة منطقة الجزيرة والفرات كونها من الأماكن التي تعيش فيها الخيول العربية الأصيلة ممايدل على أصالة منطقتنا العربية.
القسم الثاني وإلى الأعلى من القسم الأول في الجهة الجنوبية الغربية من اللوحة لوحظ وجود حيوان خرافي من إبداع الفنان البيزنطي يمثل جسد حيوان مفترس له جناحان مع فم عبارة عن منقار لطير جارح ينقض على حيوان أليف تسيل من رقبته الدماء*وإلى جانب الحيوان الأليف نبتة يقابلها جزء لرأس حمار مع قوائمه الأماميتان والباقي مخرب.
أهمية هذا الاكتشاف:
تعد هذه اللوحة من الاكتشافات المهمة جداً في المنطقة*كونها هي الأولى في منطقة الجزيرة والفرات الأوسط وهذا يدل على أهمية موقع تل الكسرة كونه يمثل منطقة استقرار من خلال اكتشاف الحمام مع اللوحة*ومن خلال هذا الاكتشاف الذي امتدت إليه يد الفنان البيزنطي وأبدع فيه*نرى بأن الفن البيزنطي قد امتد على كافة المواقع السورية في تلك الفترة وتعد هذه اللوحة هي نقطة الانطلاق ودفع للكشف على العديد من اللوحات الفسيفسائية في منطقة الجزيرة والفرات الأوسط