كانوا يجتمعون مساءً ونعرف أنهم اجتمعوا لجدالهم الحاد .
إنهم ثلاثة فتية وأبيهم وبقية العائلة *
كان الأب في الستين من العمر ... هو الآمر الناهي * ولكن الأبناء لا يجلّونه ولا يحترمونه
أما والدتهم فلا حول لها ولا قوة هي وابنتيها .
هم جيراننا ونعرف عنهم الكثيــر * الأولاد تركوا المدرسة في المرحلة الاعدادية أما البنات
لم يتجاوزن المرحلة الابتدائية * لكن أغلب الوقت يقضونه في أرض زكعاب وهي أرض يزرعونها
في أطراف القرية *يذهبون اليها في الصباح الباكر .
سألت أحدهم ذات مرة .... متى تستيقظ في الصباح ؟
أجاب : بأن الشايب لا يرضى أن يبقى أحد من العائلة نائماً بعد شروق الشمس * سألته لأجل صلاة الفجر ؟
أجاب : لا لم يكلم أحدنا مرّة واحدة في العمر عن الصلاة ولكنه يكون بباله مجموعة
من الاعمال لنقضيها لهذا اليوم .
فسألته : لمَ تركتم المدرسة ؟ قال : لم يكن يوماً مقتنعاً بها * استغربت أكثر * !!!!
دار في رأسي أن أُجالس "شايبهم " ....... ذهبت إليه في وقت آخر * أخذنا الحديث وكان يشكو من عائلته وعنادهم له *
سألته : لمَ تركوا الأولاد المدرسة ؟؟ قال :( يا ابن أخي ماهي فائدة المدرسة خسارة وإضاعة وقت ولا وظيفة مرجوة منها )
قلت له : يا عم اسمح لي أن أكلمك بقسوة مع الاحترام الشديد لك * هل خُلقت أنت وأولادك لتقضوا العمربين زكعاب والبيت
ها أنت تشكو منهم وهم بالتأكيد مقصرون في حقك لأنهم يجهلون الكثيــر * لم يتعلموا في المدرسة شيئاً ولا في البيت
أليس الأجدر بنا أن نعلمَ أولادنا * أليس العلم نور * الم تعلم أن كثيراً من الآباء مقصرون في تربيتهم لأولادهم
الم تعلم أنكم مسؤولون أمام الله عن أنفسكم * الم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ))
ومثلك الكثير وهذا شأنك مع الأولاد * فكيف ببناتك ؟؟ من يعلمهن .. من يربيهن التربية التي تكفللهن حياة هادئة مع أزواجهن ؟ ومستقبلاً ناجحاً لأولادهن ؟؟؟؟؟
ومن المؤلم أن هذه العائلة نموذج بسيط لعوائل كثيرة في مجتمعاتنا** والله المستعان **