فقد ذكرت جريدة "النصر" بتاريخ 9 آذار 1948 ما يلي:
لم يقتصر نشاطنا على نصب الكمائن لليهود، بل حاولنا أن نقوم بعمليات تخريبية داخل مستعمرات الحولة، ولذلك أرسل فتحي الأتاسي مستطلعا شابا طويل القامة من عرب العقيدات ليتسلل الى هذه المستعمرات وليجمع المعلومات المفصلة عنها، فانطلق ليلا ولم يعد إلينا في اليوم الثاني، وبعد منتصف الليلة الثانية سمعنا أصوات الرصاص والقنابل اليدوية والمتفجرات من قرية عربية صغيرة قريبة من الطريق العام، فقدرنا وقوع رفيقنا بكمين يهودي، ولكننا لم نتمكن من نجدته وخشينا أن نقع في إحدى الكمائن التي يمكن أن ينصبها اليهود حولها، وفي اليوم الثاني روى لنا أبناء القرية الذين بقوا على قيد الحياة بأن "أحد المجاهدين" لجأ إلى قريتهم ليلا ولم يكد يأخذ غفوة من النوم إلا وقام اليهود الذين كانوا يتعقبونه بالهجوم على القرية فضربوا حصارا حول البيت الذي كان ينام فيه فنشبت معركة بينه وبين الكوماندوس اليهودي وقال أهل القرية:
لقد ظل يقاوم حتى الصباح وألحق بالمهاجمين خسائر كبيرة يقدرون بأنها أكثر من فصيل من الكوماندوس المدربين وبعد أن استشهد لغموا بيوت القرية وغادروها.
(( من مذكرات أكرم الحوراني ))