ما سر السعادة الدائمة ؟ أهو الإيمان ؟ الغنى ؟ الصداقة ؟ القوة ؟
كل تلك المعاني مطامح ترنو إليها العيون وتهفو إليها النفوس * وما هي في حقيقة أمرها إلا ثمرة من ثمرات المحبة التي هي مبعث السعادة وقد تتساءل عزيزي القارىء وكيف ذلك فأجيبك :
هل يكون الإيمان بالله من دون محبة ؟
إن نبتة المحبة تبذر لتثمر شجرة الإيمان وهي في عطائها وإثمارها وظلالها تتبع طبيعة البذرة .
وتسألني وكيف يكون الغنى ثمرة المحبة ؟ فأقول عندما يغمر الحب جوانحك ترضى بأقل القليل وتقنع بأبسط متاع وعندئذ ألا تكون غنيا بنفسك أوليست القناعة كنز لا يفنى ؟
وكذلك الصداقة والقوة تكتسبهما من محبتك لله و للناس والأشياء ألا تشعر بالقوة وأنت في ذروة الضعف عندما يخالجك شعور بأن عين الله ترقبك؟ ألا تشعر بالقوة عندما يحيط بك الأصدقاء ؟ ولولا الحب لما شعرت بوجود الله ولولا الحب لما أحاط بك الأصدقاء .
فالمحبة إذا سر السعادة والمنبع الثر الذي تتدفق منه كل القيم المثلى ولهذا فهذه دعوة لنملأ قلوبنا بالمحبة ونطهر نفوسنا بطهرها مهما تجهمت في وجهنا الحياة ومهما أشاحت عنا لعلنا نمحو ما قد يكون علق بها من أدران الحياة .
فمع إيليا أبي ماضي في قصيدته :
كـن بـلـسماً
كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما
إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَــنْ ذا يــكـافـئُ زهـرةً فـواحـةً ؟ أو مـن يـثـيـبُ الـبـلـبل المترنما ؟
عُـدَّ الـكـرامَ الـمـحـسـنـيـن وقِسهمُ بـهـمـا تـجـد هـذيـن مـنـهـم أكـرما
يـاصـاحِ خُـذ عـلـم الـمـحبة عنهما إنـي وجـدتُ الـحـبَّ عـلـمـا قـيـمـا
لـو لـم تَـفُـحْ هذي ، وهذا ما شدا ، عـاشـتْ مـذمـمـةً وعـاش مـذمـمـا
فـاعـمـل لإسـعـاد الـسِّوى وهنائهم إن شـئـت تـسـعد في الحياة وتنعما
أيـقـظ شـعـورك بـالـمـحبة إن غفا لـولا الـشعور الناس كانوا كالدمى