تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
مجلس صــور من بـــلادي>المدرسة عام 1990
 Al-zeer
 08:25 PM
 17.10.09
بسم الله الرحمن ارحيم

يقال ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) و يقال أيضا ( لكل حصان كبوة ) و يقال ( العلم بالصغر كالنقش على الحجر ) فزدنا عليها ( بالإبر ) أي كالنقش على الحجر بالإبر

كلها حكم يبدأ بها الأستاذ يومنا الدراسي في الصف ( الثاني إعدادي ) الثامن

أيام الدراسة تكون في الشتاء البارد الذي لا يسمح لنا بلهو و لعب و حركة كما هي الحال في الربيع
ولكن هناك عدة أساليب يمكن أن نفتعلها لكي نلهو بها و نفرج عن أنفسنا جمود الدراسة و جديتها المبالغ بها
أساتذتنا الكرام هم من المحافظات الساحلية الله يكون بعونهم ما يشوفون أهلهم إلى بالمناسبات و ليس كلها لماذا لأن طريقهم بعيد و المواصلات ليست متوفرة و الـ ( رجب ) أجرة البولمان غالية و الراتب ما يساعد
ملاحظة
الأساتذة كانو يسكنون في نفس المدرسة و كان في كل يوم على أحد الطلاب أن يجلب له الغداء مما يحضرونه أهله بالبيت أي أنه لا تكليف في ذلك لأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدينه في كل يوم و جلب الطعام و كذلك طعام المدينه غالي الثمن
ومما نراه نحن القرويون الكرام أنه من واجبنا إكرامهم لأنهم ضيوف لدى قريتنا و قد تغربو إلى هنا من أجلنا لكي نتعلم فمن الاشياء البسيطة التي نقدمها لهم هي تلك الوجبة التي قد تكون متواضعة و لكنها ما نقدر عليه
المهم
في كل يوم بارد و صباح ( معسم ) نذهب إلى مدرستا التي تبعد عنا ما يقار 2.5 كيلو متر بالدراجات الهوائية ( البسكليتات ) ولا نصل إلى المدرسة إلى ونحن نكاد نتجمد من البرد يقف حاجز بيننا و بين المدفئة ( عريف ) الكاريدور يمنعنا من دخول الصف و التدفء على الصوبة ليش ( أوامر المدير ) ولكن نرى أنه أدخل ( فلانا و علانا ) أقربائه حينها ( ياخذ المقسوم و يضرب و يشتم و ندخل رغما عنه ) ولكن عند طابور الصباح نجد أمامنا ما إقترفت يدانا من ذنب و نجد العقاب السريع بعدها ندخل الصف و يدخل علينا أستاذ المادة ولكن عند دخوله أول شيء يفعله هو الجلوس عند ( الصوبة ) المدفئة و تدفئة جسنه و يديه من البرد القارص و لا ينسى ( عصاه ) التي يأدب بها من تأخر عن الحصة أو من نسيه درسه أو من لم يحل ( وظيفته ) واجبه المدرسي و هكذا
تلك العصى التي كانت في مثابة ( الضرة للمرأة و الماء للنار و الكافر للمسلم و الموت لمذنب )
تلك العصى التي طالما حلمنا بالإمساك بها و تكسيرها إلى أقلام أو إلى ( منقاش أسنان ) لكي نتخلص من أذاها الذي طالما ( تصبحنا به ) من صباح الله خير

يبدأ الأستاذ صباحه بـ ( قوم ولاه إمسح الصبورة ) طبعا أكسل واحد بالصف يتبرع بتلك المهمة العسيرة حيث أن ( الطباشير ) عندنا ( يتجثي ) أي تملأ الدنيا بالغبار حين مسحها و تتسخ الملابس بها و لكن تبقى تلك الفائدة الوحيدة التي ترجى من شخص مثله
الأستاذ ( أوأعود الله لا يعطيك عافية عميتنا شوهاد ما بتعرف تمسح الصبورة منييح تضرب بهالراس ما أجحشك عووود )
يجلس الفتى ممتعضا من كلام الأستاذ و لكنه ما يبرح مكانه حتى تأتيه ( طلقة ) رمية من الأستاذ بطبشورة قائلا ( لا و زعلان الكر تضرب أوم ولاه وجهك ع الصبورة و إيديك و رجلك لفوق )
يخرج المسكين إلى عقابه و هو يدمدم ( فوق حقو دقو ) يحصللو طيارية على رقبتو و هو الماشي
الأستاذ ( مين الجحش اللي راح يكتب العنوان و التاريخ اليوم ) فيقفز من عليه الدور ولكن في ذلك النهار المنحوس كان الدور علي أنا فأخذتني العزة بالكبر على أن أكون أنا ( الجحش اللي راح يكتب العنوان و التاريخ اليوم ) فلم أرد و لكن كثير غيري لم يريدو أن يكونو في مكاني فقفزو بصوت واحد ( الزير يا أستاذ ) فتقدم مني الأستاذ و أمسك بشعري ساحبا إياي إلى الأعلى قائلا ( شو ولاه ما بدك تتشيطر و تكتب اليوم على الصبورة ما كل يوم عم إتشخبط على اللوح و لاه لوح و تعملي فيها فنان ) كنت أضع على شعري ( كريم ) قبل إستعمال الـ ( جييل ) و هو ممسكا بشعري قال ( شو هاد شو ياللي حاطو على شعرك ( وهو يشتمه ) شو كريم تضرب بالهراس الناتعو ما أبيخك ولك من هلأ عام تحط بلاوي على راسك ) مع طيارية على رقبتي خرجت

بدأت بالكتابه و الأستاذ يطابلب بفتح الدفاتر و إخراج الوظائف لمشاهدتها و هو يقول ( يلاه اللي مانو كاتب وظيفتو يطلع بلا ما تعبونا من عند الصبح ) بالفعل و كما خمن بدأ الشبان بالخروج واحدا تلو الأخر

بدأت أنا بكتابة اليوم التاريخ و من ثم في وسط اللوح البسملة و من ثم حكمة اليوم
كان ما رأيته من أصدقائي الخارجين عن الوظائف ما ألهمني حكمة قد سمعتها من أستاذ وكانت في هذه اللحظة خير معين و خير عزاء لأصدقائي فوددت التخفييف عنهم فيها فكتبتها
((( تعلم يا فتى فالجهل عار .......... ولا يرضى به إلا الحمار )))
قلت للأستاذ و هو لا يزال يعد الطلاب الخارجين ( خلصت ياستاذ ) قال لي ( فوت إندفس بمحلك الله لا يعطيك العافية فوق تعبك ) عدت إلى محلي و أخرجت وظيفتي
ملاحظة
على الرغم من مشاغبتي و مقالبي إلا أني ( شاطر ) بالمدرسة و كل الأساتذة يشهدو لي بذلك بس عاميها بــ ( لقاستي )
الأستاذ غير منتبه للوح و لكنه بدأ بالـ ( الفلقة ) الكل قد نزع أجلكم الله نعليه و جلس على الكرسي و بدأ الأستاذ بــ طاخ طاخ طيخ مع سمفونيته المرافقه للضرب
( ولاه جحش ايمتا بدك تصير أدمي و تدرس و تفهم درسك ولاك إيمتا ولاه دب تضرب )
إنتهى الأستاذ من الإخوة الأعزاء و كل منهم رجع إلى رحلته يجر نعليه بيديه و يكفكف دموعه بكمه من شدة البرد الذي يزيد من ألم الضرب
الأستاذ ( طلعو كتاب النحو و إفتاح ع الصفحة 155 ) يتجه نحو اللوح فيبدأ عنوان الدرس
ولكنه يقف قليلا عند الحكمة و يقف قلبي معه
يتجه نحو الطلاب و يرمقني بنضرت يشع منها الغضب الحارق
يناديني ( أ ....... الأ ....... ) إطلاع ولا كر أخرج إليه بكل خبث و براءة ( نعم ياستاذ ) يرد علي ( نعامة ترفسك بقلبك ولاه دب شوهاد ياللي كاتبو )
أنا : هاي حكمة اليوم ياستاد
الأستاذ : الله لا يعطيك عافية على هالحكمة منين جايبها ولاه
أنا : قالنا اياها إستادنا بالصف السابع يا ستاد
الأستاذ : و شو اسمو استادكوم ولاه
أنا : ( و قد حار لساني بما أرد عليه و أنا في موقف لا أعرف إن كنت سأنجو منه أم لا ) هه أم مم هم اسمو استاد معاوية
الأستاذ : ولاه مصطفى روح نادي للموجه محمد الخطيب اركوض
يركض مصطفى ذلك ( النمس ) اللعين في صفنا فذلك المصطفى كان أحب شيء لديه هو الإصغاء لأوامر الأستاذ و خصوصا إن كان بها أذية الصف إن كانت من ( كرسي للفلقة أو عصى للعقاب أو النداء للمدير للفصل )
في أثناء ذهاب مصطفى أدرت وجهي إلى اللوح و رفعت يدي أما قدمي فلم أرفعها لأنه كان يلقي بالدرس على مسامع أصحابي
خلال دقائق دخل الموجه
الأستاذ : أستاد محمد انتو كان عندكم استاد اسمو معاوية العام
الموجه : لا
الاستاذ : شوف شو معلمو الاستاد معاوية لهالجحش
الموجه : يقرأ الحكمة و ينظر إلى بإبتسامة يخفيها تحت صراخه علي قائلا ( شو و الله و يطلع معك ولاه )
أنا : مبتسما : ههههههههه
الأستاذ : خدو من وشي استاد محمد شوف شو راح تساوي في
الموجه : امشي ولاه إمشي
ملاحظة
الموجه و المدير كانو يسكنون بالمدرسة وكان إذا جاء دوري في غدائهم و قد كنت ميسور الحال و الحمد لله كنت أطلب من أمي أن تعمل لنا ( تمن و دجاج ) رز و دجاج حيث أني من القلة الذين يجلبون لهم هذه الأنواع من الأكلات
قال لي الموجه شو من ويلك هالحكمة صمت قليلا و إذ ه يضحك و نادى المدير و جلسو يضحكون و يتقهقهون فرحت أن العقاب قد زال عني و لكن صاح الموجه قائلا شوف ولاه بدك تاكول فلقة ولا الغدا اليوم عليك مسرعا أجبه لا اليوم الغدا علي رجعت الى الاستاذ متظاهرا بالألم بقدمي منكسا رأسي حيث أني مللت حصته و ( حردت ) فلا هو يكلمني و انا فرح بذلك

انتهت حصت الاستاذ و جائتنا حصة ثانية

في هذه الحصة لم يكن لدينا أستاذ ذهب بعضنا الى المدير مطالبين بحصة رياضة يرد علينا المدير قائلا ( على الرياضة مستعجلين و على المذاكرة امجحشين ) و بعد أخذ و رد و جهد جهيد نصل إلى حل و هو 10 دقائق دراسة و الباقي نخرج للرياضة ) في أثناء هذه العشر دقائق تخرج البنات للعب ( التكية ) و هي عبارة عن ( 8 مربعات ترسم بالأرض و يقفزن فوقها ) أتمنى من أخواتي العضوات وصفها لنا بدقة
و الشباب يجلسون بالصف كل واحد حاطلو دفتر أمامه و قاعد يسولف ومع رفيجو و تسمع لنا لجه واصله لي أخر ال( كاريدور ) حيث يأتي المدير مسرعا و ينظر إلينا من النافذة الصغيرة فيرانا
( هناك من يتشاجر من صديه و هناك من يقلل أدب مع الأخر و هناك من ههههههههههه)
المهم لسنا بأوجه إحترام
يخرجنا إلى ساحة المدرسة و هي من الإسمنت الخشن جدا و يجعلنا نزحف على أكواعنا و ركبنا هكذا إلى أن تأتي الفرصة فلا تكون لنا إلى لتنظيف ملابسنا من الإتساخ

كانت هناك عدة صور وضعتها أرجو أن تكون تلك الصور قد لمسها بعضكم أما الصور التي تمت اضافتها الى تلك اللوحة قد ابرزت معاني الصور و المعاناة التي يقاسيها فئة معينة من ابناء بلدي
فلهذه الصورة التي ستعلقون عليها معنى كبيييير جدا أرجو لأصحابها كل الخير لما أدوه و أعطوه من تضحية لي و لغيري من ابناء قريتي
أعزائي أضفت بعض الطرائف لأن في هذه الصور الكثير من الغصات التي يدمي لها القلب لذلك ( حبيت الطف الجو )
اتمنى للجميع الخير و البركة

 zen0050
 08:33 PM
 17.10.09
الله على ايام المدرسة

ايام لاتنسى

مشكور على الموضوع اخوي

الزير وذكرتنا بأيام المدرسة

 هيثم الدميمي
 03:04 AM
 18.10.09
مشكور على المعلومات اخ الغريب
هذه مدارس سورية

مبدع دائماً أخي الزير

أنا الحقيقة ولسوء حظي لم أدرس في القرية سوى الصف الأول والثاني الابتدائي

ومع ذلك لي ذكريات في مدرسة الطيانة الابتدائية مع الاصدقاء جميلة جداً


ونفس المعاناة التي ذكرتها كنّا نعيشها في تلك الأيام

ورغم صعوبتها الا اننا نحنُّ لها دوماً ....... وها انت أعدتنا لها بمرارتها وحلاوتها


تحياتي لك ولابداعاتك

 ابن حسين
 04:28 PM
 18.10.09
دائما الزير مواضيعه غايه الروعه ذكرتنا بالمدرسه والمدرسين والطلاب الذي كان ايجيب فطور الصبح نضع له عشر من عشره
 خالد العليوي
 10:58 PM
 07.11.09
مشكور على المعلومات اخوي الغريب تحياتي لك
 فارس الاحلام
 02:53 AM
 10.11.09

الله يعطيك الف عافية


Up