لقدر مرت على منطقتنا ( المنطقة الشرقية ) سنوات قاسية أثرت في نفوس الناس وأصبحت تاريخاً لا يُنسى وعرفت بأسماء كانت سبباً لإطلاق مثل هذه التسميات عليها حيث كان الجهل والأمية سائدين ولا يوجد إلا القلة القليلة جداً ممن يجيدون القراءة والكتابة لتوثيقها بتواريخها وهي كالأتي :
1- سنة الدكة عام 1864 : وهي معركة حصلت بين الجيش العثماني وعملائه في دير الزور وكانت من أجل إخضاع دير الزور بعدما أخضعوا الرقة حيث شعر العثمانيون بعدم التزام أهالي دير الزور بشروط الاحتلال ورفضها .ففي هذه المعركة قُتل أكثر من عشرين جندياً عثمانياً وجرح الكثير . كما قُتل عدد من أبناء دير الزور وجرح الكثير منهم نتيجة القصف المدفعي . فقد خلدها الأهالي بأشعارهم ومنها : الدكة اللي سووها أعمامي مكتوبة عالباب العالي – ظلينا نذبح يالتالي حتى صاحو الله وأكبر .
2- سنة ثورة الدير 1874 : شهدت المنطقة نوعاً من القحط والجدب ولم يستطع أبناء الدير والريف تسديد كل الضرائب والأتاوات التي فرضها المتصرف العثماني . كذلك قام برفع الأتاوة من نصف كراطة طحين إلى كراطة لتقديمها للجيش كغذاء ( الكراطة تساوي تنكتين ) كل هذا قاد أبناء دير الزور إلى إقدامهم على خلط الجص الأبيض مع الطحين وكانوا قد قاموا بترحيل النساء إلى القرى المجاورة . وبعد تناول الخبز في اليوم التالي أدى إلى موت عدد من الجنود العثمانيين مما أثار حفيظة العثمانيين واتخذوا قرار الهجوم على المدينة واستباحتها ونهبها كعقوبة لأبنائها على ما فعلوه .
3- سنة جلقيف عام 1903 : في هذه السنة أتى الثلج لمدة أربعين يوماً على أثره تم إبادة المواشي والحيوانات وحتى الكثير من الناس وتقطيع كامل لبيوت الشعر وقلة شديدة في الطعام بسبب انخفاض درجات الحرارة فلم تُبق على شيء وأخذ الناس يرددون ( جلقفت السنة . أي لمت كل شيء وأهلكته ) .
4- سنة سفر برلك عام 1914 : وتسمى سنة السوقيات عند بعض الأهالي وكان العثمانيون وعملائهم في الجيش العثماني المحتل يجمعون الرجال من القرى والمدن في أماكن خاصة بتجميع الجند تسمى القشلة " ثكنة عسكرية " من أجل تجنيدهم للمشاركة بالقتال على الجبهات ضد دول الحلفاء وبعضهم تكتب أو كتبت له الشهادة والبعض الآخر تكتب له النجاة .
5- مذبحة الأرمن عام 1915 : وفي هذه السنة تم إبادة الأرمن وتهجيرهم إلى كل البلاد التي تجاور الدولة العثمانية بحجة أنهم كانوا يتأمرون على السلطنة العثمانية المحتلة والإنفصال عنها ويوجد في مدينة دير الزور وقراها مجموعة من الأرمن قام الأهالي بحمايتهم من العثمانيون وأذنابهم .
6- سنة الجوع عام 1917 : في هذه السنة مرت المنطقة بسنة محل وقحط كان ذلك نتيجة الأزمة الإقتصادية التي خلفتها الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى جوع الناس إلى حد أن الكثير منهم لم يجد ما يقتات به وتم نسج حكايات كثيرة في هذا الموضوع .
7- أول سوق للخدمة عام 1919 : في هذه السنة جرى أول سوق للجندية زمن الملك غازي بن الشريف حسين وكان وزيراً للحربية آنذاك الشهيد يوسف العظمة وأغلب المُساقين ( المجندين ) قد خدموا في الهجانة لضبط الأمن وفض النزاعات العشائرية وقمع الغارات التي تشنها العشائر على بعضها وكانت نهاية تأسيس هذا الجيش بعد دخول القوات الفرنسية إلى سورياونشوب معركة ميسلون التي قادها يوسف العظمة واستشهد على إثرها .
8- سنة لوفا عام 1925 : سبب هذه التسمية أن الفلاحين في المنطقة قاموا ببناء جدران من الطين لبساتينهم حتي لا يخربها فيضان نهر الفرات ويقال باللهجة العامية لاف بستانه أي سَوَّره بجدار من طين .
9- سنة الطامة عام 1929 : وفيها فاض نهر الفرات وغمر كل الوادي المعروف بوادي الفرات ويحكى أن منسوب ماء الفرات ارتفع حتى أصبح قريباً من سطح الجسر المعلق ويسمونه في دير الزور " فيضة أبو عبار " كون أبو عبار غرق أثناء الفيض .
10- انفصال الجزيرة عام 1930 : وفي هذه انفصلت منطقة الجزيرة عن محافظة دير الزوروالرقة وأصبحت تُعرف بمحافظة الحسكة .
11- تجمد الفرات عام 1932 : يقال أن ماء الفرات قد تجمد وأصبح بعض الناس يمشي عليه لعدة أمتار عن الشاطئ وكانوا يصطادون السمك من نهر الفرات بعد كسر الجليد .
12- سنة أُم العظام عام 1933 : وفيها عم المنطقة محل وقحط خلف على اثره إبادة تامة للحيوانات والماشية ولكثرة العظام التي نتجت عن نفوق هذه الحيوانات سُميت بهذا الإسم .
13- سنة الانكليز 1941 : عندما ضربوا دير الزور بالمدافع في شهر أيار عام / 1941 / .ويسميها بعض الأهالي سنة الدانة * والدانة هي قذيفة المدفع .
14- سنة فرنسا ( الهجة ) عام 1945 : في هذه السنة ضربت دير الزور بالمدافع (الطواب ) من قبل الفرنسيين وهاجر بعض أهالي دير الزور إلى الريف وكان ذلك بتاريخ 30 أيار 1945 . وحينها ضربت كافة المدن السورية بما فيها دمشق العاصمة وقتلت حامية البرلمان وما فيه من نواب باستثناء نائبين نجيا من تلك الضربة وتم حرقه واشعال النيران فيه .
15- سنة الفلت عام 1946 : عند رحيل الجيش الفرنسي عن سورية بما فيها دير الزور لم يبقى في المدينة قوة تحميها وتحرسها لذلك تعرضت بيوت المدينة للسلب والنهب من قبل البدو فقرر الحاج فاضل العبود مع بعض وجهاء المدينة تشكيل حكومة مؤقتة مهمتها حفظ الأمن والنظام في البلد واستمرت لعدة أشهر .
16- سنة العراق عام 1947 : هذه السنة كانت سنة محل وقحط فكانت قاسية على الأهالي بشكل عام فاضطر الكثير منهم للهجرة والنزوح إلى العراق خاصة إلى منطقة الأنبار طلباً للكلأ والمرعى والماء من أجل إنقاذ ماشيتهم واستمرارهم بالعيش وبعد أن تحسنت أوضاع المنطقة عادوا إليها والقسم القليل سكن هناك .
الموضوع اكثر من رائع اخوي رامي فهذي السنين لا تنسى سجلت تاريخ حافل بكل شي من معارك وفقر وبرد وتشريد وغيرها الله لا يرد هذا السنين لحد الان العالم ماهي ناسيتها بيض الله وجهك وما قصرت