لهذه الكلمة مفعول قوي جدا قد يؤدي إلى
(( الذل و المهانة )) أو إلى (( العز و الشموخ ))
فكما يقول المثل (( الولد ثلثينه خاله )) وفي مثل عند (( عجائزنا )) يقول (( إن جانو على خالو يا مكثر إهبالو ))
فقد كان عند العرب قديما يستفزون الشخص بسؤاله عن خاله و لكن بصيغة (( الإستفزاز )) فكان من يعرف أن خاله لا يستهان به كان يرفع رأسه و يرد عليهم بكل جرأة أما صاحبنا بطل القصة فسترون ما حدث معه
كان شخص يدعى (( غافل الزبيدي )) أحد شيوخ قبيلة زبيد و كان لغافل جار من قبيلة (( قيس غيلان )) يدعى (( إبن الأسود )) كان لإبن الأسود إبلا لا مثيل لها في جزيرة العرب و كان الشريف آنا ذاك يحكم الحجاز سمع الشريف بإبل إبن الأسود فأرسل إلى غافل مرسالا يطلب منه إبل إبن الأسود لأن إبن الأسود بجوار الشيخ غافل
لم يخبر الشيخ غافل إبن الأسود بخبر الشريف و طلبه لإبله بل أرسل إليه يطلب منه شراء الإبل كلها فرفض إبن الأسود بيع الإبل لأنها أغلى عليه من أولاده فهي متوارثة وليس لها مثيل في جزيرة العرب بعد رفض إبن الأسود لبيعه الإبل أخبر الشيخ غافل مرسال الشريف أن الإبل لجارنا و جارنا لا يعطيها و لا يبيعها فإعتذر للشريف فلو كانت لأحد من بني زبيد لأرغمته و لكنها للجار و الجار لا نرغمه على شيء
عاد رسول الشريف إلى الشريف و أخبره بما كان فقال الشريف إذهب و أخبرهم أنه إن لم تصلني الإبل خلال فترة كذا يوم فسوف آخذها بحد السيف وصل الخبر إلى الشيخ غافل و كا الشيخ غافل يعلم علم اليقين أنه مهما كان عدد القبيلة فلن تستطيع مواجهة جيش الشريف
حاول غافل بتى الطرق أن يقنع إبن الأسود ببيع الإبل الواحد بثلاثة يختارها من أطيب الإبل وبدون أن يبلغه بخبر الشريف و الجار يزداد تمسكا بإبله فعرض عليه أن يعطيه مقابل كل ناقة (( فرس )) وكانت الفرس تساوي عشر نوق و الشريف يرفض فعرض على الشريف أن يدفع فدية عن النوق فرفض الشريف إما تسليم إبل إبن الأسود أو الحرب وكان بإمكان زبيد أن تفرض على الجار بيع الإبل إتقاءا لشر الحرب و لكن أبت شيمتهم ذلك فإختار الشيخ غافل و قبيلته الحرب على إبل جارهم
وسار الشريف لحرب غافل و قبيلته و وقعة الواقعة و كان بنو زبيد يكافحون فالواحد منهم يقاتل عشر جنود من جيش الشريف لما معه من جيش كبير و الكثرة تغلب الشجاعة فهزم غافل و قومه و أخذ إبل إبن الأسود
و في معمة المعركة جفل جمل (( إبنة غافل )) و خرج عن الميدان و إتجه إلى الصحراء و لعدم معرفتها بالطريق تركت الجمل يسير على هواه لعله يرجعها إلى أهلها وفي (( فيضة سدر )) وهي واحة في صحراء غفت على ظهر جملها من شدة التعب فألقاها جملها و هرب فما كان منها إلى أن إلتجأت إلى شجرة السدر و كمنت على أغصان الشجرة بحيث ترى و لا يراها أحد فمر يوم أو يومان فكانت هناك قافلة ل (( بني مضر )) ففطن لها أحدهم فقال لها : أأنت من الإنس أم من الجن قالت إنس قال إنزلي قالت أعطني عهدا فعاهدها أنهها في ذمته فنزلتولم تخبرهم بخبرها بل قصت عليهم قصة مغايرة وصحبها المضري مع نسائه فأصبحت منهم فرآها إبن أميرهم فأعجب بها فخطبها من المضري فإستشارها فقبلت و تزوج بها و بعد مدة أنجبت له ولدا ذكرا سموه (( سباع )) وكان إسما على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء من فروسية و قتال و علم و ذكاء فغار منه أقرانه فذهب أحد الشباب يشكو لأمه تغلب سباع عليه فقالت له : إسأله من خاله و بذلك سوف تحبط عزيمته و تتغلب عليه فأمه مجهولة النسب أعلم الولد أقرانه بقصة سباع فبدأوا يعيرونه بأخواله و أن أمه مجهولة النسب وكلما عيروا سباع جاء يشتكي لأمه و لم يعد ذلك الفارس بل ار منطويا على نفسه حزينا ومن هنا صار لا بد لأمه أن تخبرهم أنهم لا يجارونها بالحسب و النسب
فأخبرت إبنها بخبرها و أخبرت زوجها بالحقيقة و عندما سمع منها ذلك أرسل في البلاد من يبحث عن أهلها و بالفعل جاؤوا بأخ لها و تعرف عليها و ذهب بنفسه زوجها إلى الشريف يسألها عن القصة و بالفعل عرف من هم أخوال إبنه سباع و بدأ سباع يفتخر بأخواله و يتشبه بهم