تلقى صناعة "السدو" إقبالا واسعاً في ديكورات في ديكورات المنازل العصرية، لأنها تحمل روح العراقة وتذكر بالأصالة والهوية العربية
حيث كانت الخيمة العربية البيت "العربي" "الديري" التقليدي، الذي رافق سكان " دير الزور" قديماً في حلهم وترحالهم، ونظرا للاهتمام بهذا البيت فقد تخصصت المرأة "الديرية" في الصحراء والريف بحياكة "السدو"...
يستخدم "السدو" في صناعة الخيام والبسط والأرائك وسجاجيد الصوف، وقد كانت المرأة الديرية قديماً تبرع في هذه الصناعة حيث تمد خيوط الصوف حول قطع خشبية مثبتة من طرفيها، وهي تمرر الصوف المغزول من الجهة اليمنى إلى اليسرى من فوق وتحت الخيوط وتحرص على تدليك الخيوط بقطعة من الخشب أو بقرن غزال لإحكام النسيج،
ولأن "السدو" حرفة رائجة في البادية فإن البدوي يجدد خيامه وبسطه باستمرار، وعادة تجدد قطعة واحدة من وسط الخيمة كل عام، أما القديمة فتوضع على الرواق.
«تتنوع الزخارف على الوسائد والبسط والسجاجيد والأرائك، لأن لكل قبيلة رسومها وزخارفها حيث نلاحظ صور "الطيور" و"الصقور" و"الشجر" أو الأشكال الهندسية ذات الألوان الحارة
والباردة والمتداخلة بشكل أخاذ وجميل، فهي تحقق انسجاماً فطريا، الأمر الذي دفع بفناني الديكور لجعل فنون "السدو" وإنتاجه جزءاً مكملا للبيت الحديث لإيجاد حسن زخرفي نابع من أصالة الفلكور والتراث العربي القديم».
كما إن عصرنة فن "السدو" خطوة في الاتجاه الصحيح للجمع بين الأصالة والمعاصرة، بحيث يتم نقل اللمسات الجمالية التراثية إلى الذائفة المعاصرة للحفاظ على ماضٍ
عريق له ثقافته ومعانيه وقيمه الاجتماعية والجمالية زال أو كاد يزول، لأن حالة البداوة بدأت تميل إلى هجر القرى والاستقرار حول المدن الصغيرة والبلدات.
و فن "السدو"هذا انعكاس لما حفلت به الصحراء والبادية من فعاليات الأجداد، كما عكس طبيعة ووجدان العربي في باديته، فضلا عن تسجيله رموزه و(معتقداته) .
وتكاد جميع التجمعات البدوية تتشابه في هذا الفن بشكل نمطي، لأن حرفة النسيج هي القاسم المشترك بين أهل البادية قديما وحديثا، ورغم بساطة هذا الفن إلا أنه يعكس ذوقا رفيعا ومهارة عالية، فالتكوينات الفنية في البسط والسجاجيد تصور حياة البادية وثقافتها وعناصر البيئة بشكل عام. وكان صبغ الصوف الذي يشكل المادة الخام لصناعة "السدو" بواسطة الأعشاب الصحراوية، وكثيرا ما تصنع "الديرية" التي تقوم بنسج "السدو" أشكالا ورموزا من واقع البادية مثل (المنجرة) و(المقص) و(الأفعى) و(العقرب ) وبعض الأدوات التي تستعمل كالمشط والمكحلة لأنها جزء من احتياجاتها اليومية فتستوحي أشكالها المهمة، كما نجد بعض الأرقام والحروف».
«استخدمت هذه الرموز لتحكي معتقداتنا القديمة، "فالحصان" ظل رفيقه ويمثل بالنسبة له الخير والرزق والبطولة، وهو رمز القوة والجبروت (الخيل معقود بنواصيها الخير) أما "الكبش" الذي يجز البدوي صوفه لصناعة خيامه، فهو يرمز للخصوبة والرزق والتضحية والفداء، كما أن الحيوانات البدوية (زينة) وأما "الجمل" فمرسوم في فنون البدو، لأنه يرمز إلى الثراء والصبر والغذاء الوفير، وهو المنقذ للبدوي من (هجر الصحراء) ويطلق عليه "سفينة الصحراء"».
وأخيراً تقبلوا تحياتي