بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت الحية المسكينة ان شيخ التجار عبدالله انسان تقي مسالم فقررت ان تدخل بيته وتضع بيوضها الصغيرة فيه علم التاجر الطيب مراد الحية فلم يمانع وجعل من مستودع الصوف مكانا لها ودارت الايام وفرحت الحية بمكانها الجديد الذي استانست به ووجدت الراحة والهناءة
فقد كان ابناء شيخ التجار يلعبون معها ويقدمون لها ماتريد ووضعت الحية بيضها في احدى جزات الصوف التي كانت في المستودع الذي استوطنته منتضرة ان تفقس البيوض وتغادر مع صغارها بيت التاجر الذي احسن ضيافتها
وخرجت الحية ذات يوم في شان من شؤونها وجاء التاجر الى البيت ومعه بعض التجار لشراء الصوف الذي لديه وعندما تمت الصفقة بدا التاجر يسلم اصحابه الصوف جزة جزة وفجاة ضهرت الجزة التي وضعت الحية بيوضها فيها فامتنع عن بيعها احتراما وتكريما للحية التي نزلت عنده وعزل الجزة في ركن غير الذي كانت فيه على ان يعيدها بعد انتهاء الصفقة الى مكانها ولكنه نسي ذلك
ولما عادت الحية الى مكانها لتحضن بيوضها لم تجد جزة الصوف ولا البيض فطار صوابها وكادت تجن واخذت تبحث في كل مكان عنهما ولما لم تجد شئا حسبت ان التاجر او احد ابنائه اخذ البيض فقررت ان تنتقم واخذت تفكر وتفكر في الانتقام وفجأة رات الحية قدرا فيه حليب لاطفال التاجر فقامت وعظت طرف القدر باسنانها وافرغت سمها في الحليب وهمت بالخروج من المستودع حزينة مكسورة الخاطر لفراق بيضها وفجاة شاهدت جزة الصوف التي وضعت بيضها فيه وفرحت فرحا شديدا لما راته ولكنها ندمت لانها ظنت ظن السوء بالتاجر الكريم الذي اكرمها واحسن ضيافتها فما كان منها الا ان دخلت قدر الحليب وبللت جسمها ثم خرجت منه الى رماد كان في الموقد وتمرغت فيه فعلق الرماد بجلدها ثم عادت مرة ثانية الى القدر وتوسطته حتى تلوث الحليب بالرماد اللاصق بجسدها وهكذا استطاعت الحية ان تمنع اطفال التاجر من شرب الحليب
وفعلا عندما جاء اصحاب البيت ووجدوا الحليب ملوثا بالرماد اراقوه ففرحت الحية لذلك لان اصحاب البيت سلموا جميعا