الشيخ عبود بن جدعان بن هفل العبدالله العلي الظاهر:
ولد الشيخ عبود عام 1907 في قرية ذيبان وسط عشيرته في بيت المشيخة وترعرع على شط نهر الفرات الخالد – وقرية ذيبان تابعة لبلدة المياذين – محافظة دير الزور.
انخرط في الحياة الإجتماعية شيخاً متميزاً شاباً قيادياً حازماً عند الحزم ليناً وقت اللين ذكياً دمثاً صلباً لايكسر قلب أبيض كاللبن شجاعاً لايهاب الموت مقداماً شهد واقعة وادي الملح وأمر سائق سيارته الدخول إلى خيمة العدو آنذاك وفيها من الرجال عدة فقتلهم وشرد قسم منهم.
وانخرط في الحياة السياسية وخاصة البرلمان السوري فكان عضواً للبرلمان السوري منذ عام 1943 وحتى وفاته عام 1988 رحمه الله.
وفي عام 1942 كان مطلوباً للمستعمر الفرنسي إذ جمع الفرنسي قائد حمية دير الزور (شوتييه) جميع شيوخ العشائر في المنطقة وطالبهم بتسليم الشيخ عبود إلا أنهم رفضوا هذا الامر جملة وتفصيلاً وأستطاع أن يلم عشيرة العكيدات لتصبح كالبنيان المرصوص يشد بعضها أزر بعض ويقودها إلى بر الأمان * وفي الثمانينات وأثناء أحداث الإخوان المسلمين كان سوق دير الزور مغلقاً فعرض على القيادة السياسة آنذاك أنه يستطيع فتح محلات سوق دير الزور المغلقة.
تزوج الشيخ عبود الجدعان من ابنة عمه ((أمينة بنت عبدالعزيز الهفل)) وأنجبت له : خليل – نوري – راغب – مجحم – ثامر – أدهم.
وتزوج من زبيدة بنت رمضان باشا الشلاش من البوسرايا وأنجبت له :
هفل – ماهر – فهد .
له من الأعمام خمسة عشر . أما والدته فهي صبحة العبد العلي النجرس.
له من الأخوة سبعة وهم : احمود – غنام – حمد – أسعد – محمود – أحمد.
كانت له لقاءات كثيرة مع ملوك السعودية والأردن والعراق مثل الملك خالد والملك حسين والملك فيصل في العراق.
مسكنه في قرية ذيبان على شاطئ الفرات وله مسكن أخر في مدينة دير الزور . طويل القامة وباسم المحيا ويعتني بلباسه أيما عناية * يجيد قيادة السيارة وملكها منذ زمن بعيد متواضع ناداه طفل صغير ((ياعم أعني على ركوب الحمار فسأله ابن من انت فقال أنا أحمد بن حسين العيد فتبسم وأعان الطفل.
كان محباً للعلم والعلماء أبيض البشرة قليل الضحك جاداً مع أولاده وأبناء عشيرته قليل الأكل ولا يأكل إلا مما يليه ويسمي الله عليه لايساوم على المبادئ والقيم ولا يترك أحداً يساعده على الطعام . ويحذر من الأكل . يحب اللون الأبيض . باسماً للحياة وابن ريف يأكل بيده ويأكل بالشوكة والسكين.
يحمل سلاحه دائماً وسلاحه الخنجر أو المسدس . عروبي الإنتماء .
توفي عام 1988 رحمه الله.
من مواقفه الرجولية :
هدلة الكايد الجزاع – من قرية غرانيج – من الشعيطات – من عشيرة العكيدات قتل أحد أولادها الأخر – دفن الأول وسجن الثاني فقيل لها قابلي الشيخ عبود الجدعا عله يساعدك على إخلاء سبيل الثاني * سافرت إليه برفقة الشاعر عاشج الهويش وكان الشيخ عبود في مكان بعيد في محافظة الحسكة وركبت سيارة عسكرية مع الشاعر عاشج وبعد لقائها الشيخ عبود ألقى الشاعر عاشج هذه القصيدة :
مساهرن بالليل ماجاني نوادي @@@ بس غزير الدمع وعيوني تهله
من أمور جارية من غير جادي @@@ وأصبحت وجلان جني فوق ملة
والفرج نرجاه من رب العبادي @@@ ومعنتي لعبود تا أشكيله وأقله
يذكرون لي بديرت بعادي @@@ والدرب ريدة ومالي رسوم أدلة
ذكروا بالخير يافنان الأبيادي @@@ والنشامى كلهم بحماية الله
واركبوني مصفح مشيه حديدي @@@ لو شوفير انشغل وبالدرب وله
ياعجل اللي فرعت من قلب وادي @@@ شافت الكانوص وانهزمت مستشله
مسابق بيت طويل المرادي @@@ والمعزب الزين بالخطار هله
عند أبو عبود يا أشراف الأجوادي @@@ ياملافي الطيب وأنتم اهل له
يطبخ الطباخ بقدور الهوادي @@@ وفوحوا عالنار من شاي ودله
ويامنوة الشراب عالتتن العمادي @@@ وجابوا الملفوف والتنباك هله
وشيخنا لمن يحدر عالبلادي @@@ يطلع المسجون ويوصله لمحله
فأقسم الشيخ عبود لها أنه سيخلي سبيل ولدها المسجون غداً وكان لها ما أرادت وعادت بولدها مسرورة وهي تدعو للشيخ عبود الذي أنتخى لها رحمه الله.
وللشاعر فضل الله الدرزي – شرطي سجن بعد مشاجرة * أرسل هذه القصيدة يستنجد بالشيخ عبود الجدعان الهفل :
يالله ياللي مفرج لعبيده @@@ أنت الكريم وللمخاليج حراص
تفك عبدن كان أمره بيدك @@@ وتخلصه من بين حاسد ولصاص
مامن صديق للوازم نريده @@@ اليوم باب الحق صار مكصاص
ياراكبن من فوق حره ثمينه @@@ من هجن شمر جاذبينه بالأرخاص
انزوعت ماتحج رجلها من ايده @@@ ظبي الحماد أن طالع الزول قناص
وشداده من ديرة اليمن ظافي عليها @@@ الميرقى ماهو تزهى من الأطلاس
الخرج ياللي يزاهي وديده @@@ جوهر مكرر اللي بصاص
وسعيد يوصل لي رسايل مجيدخ @@@ ماينجفه من الدرب طق الرصاص
ياتي بها ذيبان ماهي بعيده @@@ يالي قسم السمن من فوق اللحم خراص
بربعة العوالي الرب يزيده @@@ وبراق من يلتقي راس براس
أخوات هدلة من فروعن مجيده @@@ يافرحتي يالقرم بالقول متراس
واحمود ياراعي الأفعال الحميده @@@ تضرب بك الأمثال يامبرقع الراس
والحر مايخوي على كل صيده @@@ وغنام ياللي للعدا يدغم الطاس
العمر مايفنى والليالي مكيده @@@ ذكر حي والدهر بلاص
وعبود راعي العلوم البعيده @@@ بحران طمى مايقطعه كل غواص
ماني من اللي يتبعون الزهيده @@@ لا باغين فود ولا معر بن خاص
فسمع القصيدة الشيخ عبود وأنتخى له وأخرجه من السجن.
للتنويه وللأمانه ولحفظ الحقوق الفكرية للغير فقد تم نقل هذا التعريف بالشيخ عبود الجدعان من كتاب ((العكيدات)) للكاتب جاسم الهويدي.