بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مقعد الصمت المريب
مر وقت طويل
وما اهداني الصباح
غفلة من بهجاته
لم يمسح بمنديله دمع امي
لم يفكر بمنح جهاتي السلام
مر وقت طويل
والمرارة تبني مساكنها
في دمي
والغربة تغير ملامحي
والافراح تهاجر طائرا طائرا
سربا سربا
ارض روحي وبسمة طفل
يتلاشى من عينيه البريق
حين اجلس
وحدي في مقعد الصمت المريب
اعرف اني حينها
انبه مواجع الروح كي تصحو وتجلدني
لامضي في رحلتي وحدي
رحلة الخوف الرهيب
اعرف اني
مزقت اوراق عمري
وقطعت بكابتي اوصال صبحي
وباني كابي ادم لم اتعلم من خطئي
واني الان يرجمني الماضي ويغربني
لادفع فاتورة اثمي
هي الحياة الجميلة لم تعطني وقتا
كي افرد لها وجه قلبي
كي انحني لها
وامنحها قبلة فمي ..
وردة من حبري ..
====
الله ماذا أقول تخونني الفصاحة في التعبير عن إعجابي بهذه الكلمات التي اختزنت إيحاءات وظلال لا قدرة لي على وصفها .. وهذا الصدق الذي يفيض ( لشدته ) على محيا القارىء قبل القائل وقد قرأتها بالأمس وقرأتها اليوم فإذا بي اجتر مأساتي واسترجع معهامزيجا عشوائيا مما يدور في خلدي من أدب المهجر والاغتراب فأردده بفوضى ويظل يشغلني سؤال كيف يحس المرء بالغربة وهومع أهله وفوق تراب بلاده ويتنسم هواء دياره أليس هذا أقسى أنواع الغربة ؟