بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يكاد شباط يلملم اغراضه حتى تطالعنا العجوز ببردها القارس متخذة من اواخر شباط واوائل اذار مسرحا لها ولا تكاد تمر تلك الايام الا ونستعيد بشغف تلك الاسطورة الشعبية التي تذكر ان امراة عجوز فرحت بدنو اجل شباط وارهاصات ولادة اذار فما كان منها الا ان شتمت شهر شباط بكلام بذئ وشمتت برحيله وتنفست الصعداء وهي تقول / راح شباط اللباط سلمت على نويقتي وشويبتي وسمينتي /
لم يفكر شباط طويلا في هذا الامر فاستعدى اخاه اذار على هذه العجوز فما كان من اذار الا ان استجاب له فالتي شتمت اخاه امس ربما تشتمه غدا فانجده بثلاثة ايام حسب الطلب
ومما قاله شباط يختلف يختلف تبعا للهجات ففي تراثنا يذكرون له هذا القول / اي ياخوي يا اذار ثلاثة منك واربعة مني وانخلي / وفي تراث المدن يذكرون له قوله // اذار يا حنوني والعجائز عيروني ثلاثة منك واربعم مني بيخلوا العجوز تغني وبوقدوها دولابها و....../ وجاءت النتيجة كما يريد شباط
وفي بعض كتب التراث يذكر ان سبب تسمية هذه الايام ببرد العجوز يعود الى ان بردا شديدا اصاب قوما فافناهم عن بكرة ابيهم ولم يبق منهم سوى عجوز ظلت تنوح عليهم ويشتد نواحها في مثل هذه الايام
وقد جاء في القاموس الوسيط انها سبعة ايام تاتي في عجز الشتاء يشتد بها البرد لكل منها اسم خاص وهي توافق اربعة من اخر شباط وثلاثة من اذار والايام هي / صن وصنبر ووبر والامر والمؤتمر والمعلل ومطفئ الجمر او مكفئ الظعن /
اما عن كلمة العجوز فقد ذكر انها تعني الهرم وتكون للمذكر والمؤنث فهم عجز وهن عجز وعجائز
وقد اجاز لسان العرب وتاج العروس ومتن اللغة استعمال كلمة عجوز للرجل ايضا والجدير بالذكر اننا في مناطق الفرات لا نطلق كلمة عجوز الا على المراة الهرمة مجارين بذلك ما جاء به القران
وما تناولته كتب الادب عن كلمة عجوز ما جاءنا به صاحب التاج بقصيدة واحدة للشيخ يوسف بن عمران اورد فيها واحدا وسبعين معنى لكلمة عجوز وقال ان كثيرا من الشعراء جمعوا تلك المعاني في قصائد كثيرة
ومما قيل في معنى العجوز
الا تب عن معاطاة العجوز ونهنه عن مواطاة العجوز
وان برز العجوز بلا عجوز فقطعه على متن العجوز
وما ان للحرب اذا المت سوى ادمغة العجوز
وهيئ للعجوز شراع بر ولذ قبل العجيزة بالعجوز