رجل يدعى (( مهمل المهادي )) من (( زبيد )) وكان معروفا في قبيلته وذا رياسة فيها
شاعر و فارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه
خرج (( المهادي )) للغزو بالصحراء و معه مجموعة من قومه وفي
هذه الرحلة تصادف أن مر بقبيلة أخرى من قبائل زبيد وكما هو معروف قبيلة زبيد قبيلة كبيرة فروعها تشكل بحد ذاتها قبائل مختلفة . المهادي صادف في مروره في مرابع تلك القبيلة . فتاة .
بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه و إختلق عذرا تخلص به من مرافقتهم و أقنعهم بمواصلة المسير بدونه و بقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيدا فأقنعهم و تركوه فبحث عن أكبر بيت من بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر و شيوخها
ونزل ضيفا على صاحب إحدى البيوت و أكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف و بقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته بجمالها و بعينيها .............. لتعلموا أنهن
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ....... وهن أضعف خلق الله إنسانا
وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم
فلا يستطيع أن التكلم مع أحد ولا هو بصابر عن مراده فقد رمته بسهم و إبتعدت
فكان لابد من أن يستعين بأحد من نفس القبيلة فأهل مكة أدرى بشعابها ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة إن أفضى إليه بسره حفظه و أعانه خصوصا و أنه غريب لا يعرف رجالها و سجاياهم
فكر المهادي طويلا و إهتدى إلى الرأي أو الحيلة إن صح التعبير
قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بل شك يملك صفات أخرى غير الصبر
(( فإدعى أنه مصاب بــ ( الصرع ) حيث تأتيه الصرعة و يرمي بنفسه على من يجلس بجانبه و يتكئ عليه بكوعه حتى يؤلمه و يختبر صبره فمن صبر هو من أراده ))
وذهب يجرب على الناس و لأنه غريب صدقوا حيلته و كان كلما آلم أحدهم دفعه عنه و هكذا حتى في يوم من الأيام جلس بجوار شاب توسم به الخير و ملامح الرجولة فصرع نفسه عليه و ألمه وهذ
الشاب صابر ساكن لا تصدر عنه شكوى وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلا : هذا ضيف و الضيف مدلل فإتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته و حينما أفاق المهادي من صرعه و هدأ القوم و قام الشاب متجها نحو بيته تبعه المهادي و إستوقفه بمكان خالي عن الناس و إستحلفه بالله ثم أخبره بقصته
ولما إنتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة أخرى فأكد له المهادي معرفته لها و حفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت . و إصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت وصاح الشاب : فلانه إحضري بالحال فدخلت و إذ ؟؟؟؟؟؟؟
(( ضالة المهادي ))
و إذ بها معشوقته فوقع من طوله لشدة الدهشة أما الفتاة عادت إلى خدرها مسرعة بعد ما رأته من الرجل الغريب كما هي عادة بنات البدو
أما المهادي فهدأ روعه و صحى و أسقاه مضيفه الماء و سأله أهذه
ضالتك فقال المهادي نعم قال الشاب : هي أختي و قد زوجتك إياها
فكاد أن يطير من الفرحة ترك الشاب المهادي و ذهب نحو أبيه و أخبره بالقصة كاملة و كان والده من الرجال المعروفين بالحكمة و الرأي و الحلم و الرجولة فقال له أبوه : أسرع و أعقد له عليها لا يفتك به الغرام . و بالليلة التالية تزوج بها
دخل المهادي على عروسه و هو يكاد لا يصدق أن الأمر تم بهذه السهولة و أخذ يتقرب من عروسه و يعرفها بنفسه و بمكانته و يحاول أن يهدأ من روعها و يستميل قلبها نحوه و قال لها أنه رآها و عشقها من النظرة الأولى كل هذا و العروس تسمع و لا تجيب و المهادي يتقرب و هي تزداد نفورا منه و كان المهادي فطنا شديد لذكاء فقد لمس من عروسه تضع حاجزا بينها و بينه و تأكد من صدق حدسه حينما رأى الدموع تنهمر من عينيها وهي ساكتة
ف إستحلفها بالله أن تحكي له و أن لا تخفي عن شيئا ووعدها بأن لا يمسها ضر و أقنعها أن تحكي له
فقالت و الدموع تنهمر بشدة من عينيها
أنا فتاة يتيمة كفلني عمي و ربيت مع إبن عمي كنا صغيرين وكبرنا و كبرت محبتنا معا و قبل حضورك كنت مخطوبة لإبن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة و هو لا يستطيع البعد عني لوهلة ولما أتيت أنتهى كل شيء و زوجوني بك طار صواب المهادي فقال لها و أين إبن عمك قالت له إنه (( خلف )) الذي عقد لي عليك و أفهمك أني أخته و آثرك على نفسه لأنك إلتجأت إليه و لأنك ضيفه
كاد عقل المهادي أن يطير لحسن صنيع ذلك الشاب فبعد ما تحمله من ألم إتكائه عليه و حفظه لسره و مساعدته له و إيثار ضيفه على نفسه لم يكد يصدق ذلك فصمت لبرهة و قال للعروس : أنت منذ الآن حرام علي ولكن لا تخبري أحد بالأمر حتى أطلب إليك ذلك
فصنيع إبن عمك معي لا ينسى مدى الدهر
هدأ روع الفتاة و نامت و بقي على هذا الحال زوجا لها أمام الناس و أخ لها بينه و بينها و بعد عدة أيام إستسمح من أنسبائه أن يذهب إلى قبيلته لتدبير شؤونه ثم يعود و يأخذ عروسه و بالفعل وصل بعث بــ (( طلاق )) الفتاة و تنازله عنها لــ (( خلف )) و قال له إن لما عرفت بما بفعلته من أجلي قد غسل أثر الغرام بي و لكن إعلم أنه لا ينسى ما فعلته معي و إذكر إن جار عليك الزمان أن لك صديق يدعى (( المهادي ))
و بالفعل تزوج خلف بإبنة عمه و عاشا بنعيم و لكن الزمان يجور على كل شخص فقد شح الدهر على (( خلف )) و أصاب أراضي قبيلته القحط و الجفاف فهلك الحلال و تبدلت الأحوال فلم يجد سبيلا إلا اللجوء إلى صديقه (( المهادي )) وبالفعل ذهب هو و زوجته و أبنائه الثلاثة و كان المهادي يتمنى هذه اللحظة لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره .. أنظرو أعزائي و خذوا العبرة ......
كان للمهادي زوجتان فأمر زوجته الكبرى التي لها البيت الكبير أن تخرج من البيت و تترك كل ما فيه من أثاث لــ (( خلف و عائلته ))
وبالفعل خرجت فقط بما عليها من ملابس و تركت كل شيء ل زوجة خلف و أولادها وقبل خروجها أفهمت زوجة خلف أن لها
(( ولدا يلعب مع رفاقه و إذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ))
فرجتها أن تنتظره حتى يعود و تخبره برحيل أمه من هذا البيت
إنتظرت زوجة خلف ولد المهادي ولكن إنتظارها طال بعض الشيء خصوصا أنها متعبة من طول السفر و قد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم و حضر ولد المهادي كالعادة فرفع غطاء (( أمه )) ونام
معها و تلحف ظنا منه أنها (( أمه )) و في هذه الأثناء كان خلف
يتسامر مع المهادي و لما غلب عليه النعاس ذهب إلى بيته لينام
و سار معه المهادي حتى دله على بيته و توادعا
(( دخل خلف إلى خدر زوجته و إذ بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا
بزوجته نائمة و بجنبها شاب يافع لم يتمالك نفسه (( فضرب الفتى )) ضرب شهة بعدها شهقة الموت ))
نهضت الزوجة مرعوبة ما بك مالذي فعلته قتلت ولد المهادي فقال و مالذي جاء به إلى هنا فأعلكته بالقصة فرجع إلى رشده
ماذا يفعل لا بد أن أخبر المهادي فهرول مسرعا إلى المهادي و أخبره بالحكاية وهو يكاد يموت حزنا هذا و المهادي هادئ ممسكا بأعصابه فلما إنتهى من كلامه قال له المهادي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.......
؟
؟
؟
؟
طوط
طوط
طوط
إنقطع الخط
لم أعد أرى أمامي يا أبو عيسى (( نكمل غدا ))
هو قضاء الله و قدره لا مفر منه و لكن كل ما أرجوه منك أن لا تخبر
أحدو توصي زوجتك أن تكتم الخبر حتى عن أم الولد و حمل المهادي ولده القتيل و رماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه
و في الصباح إنتشر خبر مصرع (( إبن الأمير )) فكما تعلمون المهادي كان أميرا في قومه و عشيرته وكل لا يجرأ أن يخبر الأمير بمصرع إبنه وصل الخبر إلى الأمير إصطنع الغضب و شاط و توعد و هدد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى و في المساء جمع القوم حوله و قال لهم عليكم أن تدفعوا كلكم (( دية ولدي )) من كل واحد بعير وبالفعل جمعت الدية و إذ بها 700 بعير
أدخلها المهادي ضمن حلاله و أعطى أم الولد منها 100 بعير و
قال (( لخلف الباقي لك و لكن أتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة )) و بالفعل مرت الأشهر و السنين و بقي خلف عند المهادي معزز مكرم و عزلت الإبل و صارت حلالا لخلف و صار من أغنى أغنياء قبيلة المهادي بعد أن أتاهم فقيرا و مضت السنون و الصديقان مع بعضهما لا يفترقان و الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه و لكن لابد من أن يحصل ما يغير صفاء الحال
ها بو عيسى نكمل و إلا نخليها إلى غدا ههههههههههههههههه
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد خلف وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها و يتعرض لها بالغدو و الرواح و يحرضها على مواقعته بالحرام و الفتاة نقية فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمرها المهادي بالسكوت إكراما لواد الشاب خلف و أمرها أن تجتنبه قدر ما تستطيع فنفذت وصية والدها ولكن الشاب لا يزال يراودها فقالت لوالدها إن لم تجد حلا لي فقد يفترسني هذا و المهادي لا يستطيع فعل شيء إكراما لصديقه خلف و كان الشاب يزداد رعونة و تمادي
فكان لابد من فراق جاره و صديقه لكي لا يخسر أحدهم الآخر ولكن
كيف يصارحه و هو الداهية لذكي كما عرفنا فإقترح على خلف أن يلعبوا لعبة وبالفعل لعبوا و كان كلما فاز المهادي على خلف قال له
(( ترحلون و لا نرحل )) وهكذا حتى إنتبه خلف لمقولة صديقه و لكنه أسرها لعله لا يعنيها فأعادها عليه المهادي مرة و مرتين
و لما عاد خلف لزوجته أخبرها بخبر صديقه و كيف يطلب منه الرحيل فقالت له فإن مانع فإنه لا يقصدها و إن وافق فلابد من الرحيل مع العلم أنه في كل سنة يطلب خلف من المهادي الإذن بالرحيل لكنه يمانع و بالفعل ذهب خلف إلى المهادي و طلب منه الرحيل و لكن هذه المرة لم يمانع المهادي أبدا بل قبل بسرعة و هو يريدها رحل خلف و في قلبه غصة يريد معرفة السر الذي جعل المهادي يطلب منه الرحيل لابد أنه شيء خطير
و بعد أن إبتعد عن مضارب قبيلة المهادي نزل ليستريح و يفكر بالسبب ولكنه لم يهتدي لشيء لذا سرق نفسه ليلا و ركب حصانه وسار نحو بيت المهادي و إندس في مكان قريب من مجلس المهادي و جلس يرقبه و لما إنتهى مجلس المهادي جلس المهادي وحيدا و بدأ بسرد قصيدته الذي يقول فيها ؟؟؟؟؟؟؟؟
تعبت يابو عيسى هههههههههههه
يقول و عمر السامعين يطول
يقول المهادي و المهادي مهمل ......... بي علتن كل العرب مادرى بها
أنا وجعي من علتن باطنية ......... بأقصى الضماير ما درى وين بابها
توقد الحشا قد ولا تنثر الدما ........ ولا يدري الهلباج عمى لجا بها
إن أبديتها بانت لرماقة العدا ......... و إن أخفيتها ضاق الحشا بإلتهابها
أربع سنين و جارنا مجرم بنا ......... وهو مثل واطي جمرتين ما درا بها
وطاها بفرش الرجل ليما تمكنت ...... بقى حرها ما يبرد الماء إلتهابها
ترى جارنا الماضي على كل طلبه .... لو كان ما يلقى شهودن غدا بها
وياما حضينا جارنا من كرامه ........... بليلن ولو نبغي الغبا ما ذرى بها
وياما عطينا جارنا من سبية ........... ولا قادها قوادهم ما إنثنى بها
ونرفي خمار الجار لو داس زلة ......... كما ترفي البيض العذارى ثيابها
ترى عندنا شاة القصير بأربع ........... يحلف بها عقارها ما درى بها
تنال يا المهادي ثمان كوامل ........... تراقى و تشدي بالعلا من أصعابها
لا قال منا خيرن فرد كلمة ............ بحضرات خوفن للزرايا وفي بها
الأجواد و إن قاربتها ما تملها .......... والأنذال و إن قاربتها عفت ما بها
الأجواد إن قالوا حديث أوفوبه ......... والأنذال منطوق الحكايا كذابها
الأجواد مثل العد من ورده إرتوى ....... والأنذال لا تسقى ولا ينسقابها
الأجواد مثل الزمل للشيل يرتكي ...... و الأنذال مثل الحشو كثير الرغابها
الأجواد لو ضعفو وراهم عراشه ........ والأنذال لو سمنو معايا صلابها
الأجواد يطرد همهم طول عزمهم ...... والأنذال يصبح همهم في أرقابها
الأجواد تشبه قارتن مطلحبة .......... لا دراها البردان يلقى الذرا بها
الأجواد تشبه الجبال الذي بها ........ شرب و ظل والذي ينهقى بها
الأجواد صندوقين مسك و عنبر ....... لا فتحن أبوابهن جاك ما بها
الأجواد مثل البدر في ليل الدجى ...... و الأنذال ظلما تايهن في سرابها
الأجواد مثل الدر في شامخ الذرا ...... والأنذال مثل الشري مرن شرابها
الأجواد وإن حايلتهم ما تحايلو .......... وأنذال أدني حيلتن ثم جابها
الأنذال لو غسلت يديهم تنجست ...... نجاسة قلوبن ما يسر الدوا بها
يا رب لا تجعل للجواد نكبة .......... من حيث لا ضعف الضعيف إلتجا بها
أنا أحب نفسي يرخص الزاد عندها ....... يقطعك يا نفس جزاها هبابها
ياعل نفسن ما للأجواد عندها ......... وقارن عسى ما تهتني بشبابها
القصيدة طويلة جدا إسمح لي بو عيسى و الجماعة تعبت والله العظيم خلونا نخلص عاد
المهم عرف خلف مغزى كلام المهادي و عرف أن أحد أبنائه يراود إبنة المهادي ولكنه لم يعرف من هو فجمع خلف أولاده الثلاثة و أدخلهم عليه الواحد تلو الآخر و كان سؤاله لهم واحد
(( لما كنا عند المهادي كانت لديه إبنة جميلة ولم تتعرضوا لها ))
و أخذ يسأل كل واحد منهم على حدا و يستدرجه بالكلام
الإثنان الكبيران لم يجد منهم ما يوحي إلى شيء
فجاء إلى الصغير و سأله وفأجابه الصغير :: والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لجئتك بخبرها .. عرف أنه هو .. فقال خلف و هل كان ذلك برضائها ؟ فقال الولد لا بل غصبا عنها فقال خلف و كيف تغتصبها فقال الولد : أنتظرها حتى تخرج وحيدة و أهجم عليها يد فيها خنجر و يد فيها حبل و أهددها و لن تتكلم حتى أنتهي منها
وما أن إنتهى الولد من كلامه حتى قام خلف مسرعا و سحب سيفه و قطع رأس ولده ووضعه في خرج و أمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي و يسلم و يرمي ويرمي الرأس بحجره و يعود دون كلام وبالفعل ذهب ولد خلف و دخل على المهادي و سلم عليه و رمى الرأس في حجره و عاد دون كلام إلى أهله
تعجب المهادي أيضا لحسن صنيع خلف فهذه المرة الثانية التي يغلبه بها فلحق به و حلف و أقسم عليه أن يعود معه و أعاده إلى مكانه السابق و بقيا متجاورين متصادقين متحابين إلى نهاية عمرهما
والله لا يوجد في هذا الزمان مثل هذه الرجولة و المروؤة
السلام عليكم
تسلم ياالزير على السالفه والله لايهينك
تعبناك معنا
نعم ماعد هناك هذه الافعال الطيبه
بكره نبي سالفه ثانيه
خلاص الحين انت توهقت هههههههههههه