ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا ................................... لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ......................... ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
أَعَزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا .............................. وأكرمُ مَن فوقَ التراب ولا فخر
.................................................. .................................................. ..............................
وما أشكو تلوُّن أهلِ وُدي ........................................... ولو أجدت شَكِيَّتُهم شَكوْتُ
مَلِلتُ عِتابَهم ويئستُ منهم ............................................. فما أرجوهُم فيمن رَجَوت
إذا جرحت مساويهم فؤادي ......................................... صبرتُ على الإساءةِ وانطويتُ
ورحتُ عليهمُ طَلْقَ المحيّا ............................................. كأني ما سمعتُ ولا رأيتُ
تَجَنَّوا لي ذنوباً ما جَنَتها ............................................... يداي ولا أمَرتُ ولا نهيتُ
ولا والله ما أضمرتُ غدراً .............................................. كما قد أظهروه ولا نويتُ
.................................................. .................................................. ..............................
فلستُ مبتاع الحياةِ بذِلةٍ ...................................... ولا مُرْتَقٍ من خَشْيةِ الموتِ سُلَّما
ولما رأيت الوُدِّ ليس بنافعي .................................. عَمَدت إلى الأمرِ الذي كان أَحزما
تأخَّرتُ أَستبقي الحياةَ فلم أجد .......................................... لنفسي حياةً مِثلَ أن أَتقدَّما
فلسْنا على الأعقاب تَدْمَى كُلومُنا .................................. ولكن على أقدامِنا تقطُر الدِّما
.................................................. .................................................. ..............................
قل للذي بصروفِ الدهرِ عَيَّرَنا ................................... هل حارب الدَّهرُ إِلاَّ مَن له خَطَرُ
أما ترى البحرَ تعلو فوقه جِيَفٌ ....................................... ويستقر بأقصى قعرِه الدُّرَرُ
فإن تكن نَشِبت أيدي الزمان بنا .................................... ونالنا من تمادي بؤسه الضررُ
ففي السماء نجومٌ ما لها عددٌ ................................... وليس يُكْسَفُ إلاَّ الشمسُ والقمرُ
.................................................. .................................................. ..............................
يعاتِبُني في الدَيْن قومي وإنما ................................... دُيوني في أشياءَ تُكْسِبُهم حمدا
أسُدّ به ما قد أخلُّوا وضيّعوا .................................... ثُغُورَ حقوقٍ ما أطاقوا لها سَدّا
وإنّ الذي بيني وبين بني أبي ...................................... وبين بني عمي لَمُخْتَلِفٌ جدا
فإن أكَلوا لحمي وَفَرْتُ لحومَهم ............................... وإن هَدَموا مجدي بنيتُ لهم مجدا
وإنْ ضَيّعوا غيْبي حَفَظْتُ غيوبَهم ............................ وإن هَوُوا غَيّي هَويت لهم رشدا
وإن زَجروا طيراً بنحسٍ تمرُّ بي .............................. ... زَجَرتُ لهم طيراً تمرُّ بهم سَعْدا
ولا أحْمِل الحِقدَ القديمَ عليهمُ ................................ وليس رئيسُ القومِ مَن يحمل الحِقدا
لهم جُلُّ مالي إن تتابع لي غِنىً ...................................... وإن قلَّ مالي لم أُكَلِّفْهُمُ رِفْدا
وإِني لَعَبْدُ الضيفِ ما دام نازلاً ................................... وما شيمةٌ لي غيرَها تُشبِه العَبدا