فارسا رياضيا اصيلا ابى حتى في الساعات الاخيرة من دنو الاجل ومفارقته الحياة الفانية الا ان يكون شجاعا يموت واقفا ويضحي بروحة الغالية فداء لابنته وفلذة كبده فسجل)) دحام عقيدات )) موقفا عز نظيره في البذل والايثار والتضحية حتى لو كان الثمن غالياً...
- أول حكم أردني من أصول سورية يحترف التحكيم - محاضر عربي وآسيوي - عين رئيسا للجنة الحكام أكثر من مرة - شارك بالعديد من المباريات والبطولات على المستوى المحلي والقاري والدولي( في 8 نهائيات عربية وآسيوية، وهو رقم قياسي لحكم دولي كان على القائمة لمدة ست سنوات وكذلك أدار )4) نهائيات أندية عربية و ثلاث نهائيات آسيوية و نهائيات دورة الوحدات العربية) – قاد عدة مباريات في إندونيسيا، ليبيا، مصر، أيران ، السعودية اليمن، سوريا، الإمارات، البحرين، عمان، قطر، لبنان، ولمرات عديدة في كل دولة في تلك الدول. -قام بتحكيم مباريات الدوري في الأردن، ليبيا و قطرو لبنان - اختاره الاتحاد اللبناني لإدارة المباريات هناك ولمدة 5 سنوات. -أهم المباريات التي ادارها - مصر و سوريا نصف نهائي الدورة العربية 92 - كوريا الجنوبية و سوريا - نهائيات آسيا 90 - الترجي التونسي و الشباب السعودي في نهائيات الأندية العربية قطر - النصر السعودي و الهلال السوداني - إيران و سوريا - قطر و لبنان بإيران - الأنصار و النجمة لبنان - الفيصلي والوحدات أكثر من 15 مرة - السعودية و عمان 90 الطائف - السد و الاتحاد قطر - السد و العربي الكويتي كوريا _ اليابان 94
بداياته:
صدفة قادته للملعب وأخرى جعلته مشهوراً.. وحلماً كبيراً تنامى مع الأيام وصار حقيقة تحول بعده دحام عقيدات من حكم شعبي إلى دولي مشهود له بالكفاءة والنزاهة، وصدفة ثالثة قادته للاحتراف بلبنان
يقول رحمه الله كنت اقف الى جوار ملعب مصفاة البترول، فوجئت بيد تمتد نحوي صاحبها يقول يا أخ.. (بتعرف تحكم) قلت له (نعم) فأعطاني صافرة أخذها من حكم اللقاء الشعبي الذي أثير حوله (هرج ومرج) وبدون تردد أدرت اللقاء. .. ولما كنت أسكن بالهاشمية القريبة من المصفاة ظلوا يطالبون بي.. في الحقيقة أعجبني ذلك وأعطاني الشرارة لكي أكون حكماً. ولهذا تقدمت عام 81 للاختبارات كحكم مستجد فنجحت بتفوق علما بان وزني كان أكثر من 100 كغم وعندما شاهدتني اللجنة قالوا بأن هذا لن يصبح حكماً بسبب زيادة وزنه حيث سمعتهم، مما جعلني أتحدى نفسي واقوم بتخفيض أكثر من 24 كغم من وزني. بعد انتسابي لدورة تحكيم جرت بالزرقاء وشارك بها ممدوح خورما والشيخ عادل صالح كمراقبين أعجبوا بأدائي وخاصة عادل صالح الذي قال أنني أفضل من تقدم للدورة مع أنني لم أكن حكماً رسمياً. وبناء عليه فقد عينني لإدارة مباراة تحت سن 13 سنة وأنا لم أكن حكماً رسمياً مسجلاً بسجلات الاتحاد، كانت تلك أول صدفة فتحت لي باب الدخول لعالم التحكيم.
تدرجت بالتحكيم وكنت أحكم بالدوري الممتاز بالرغم من أنني بالدرجة الثالثة وفي عام 87 أصبحت حكماً بالدرجة الأولى. وكنت مساعد حكم ثان في مباراة الوحدات والفيصلي وكان يحكم اللقاء للساحة اسحاق أبو علي وكان احد مساعديه أحمد العزازي.. وبعدما قام اسحق أبو علي بطرد لاعبين من الفيصلي تم الاعتداء عليه ليدخل على أثرها المستشفى.. وكان مراقب المباراة ممدوح خورما قد عرض على العزازي إكمال المباراة فرفض وبعدها جاء إلي وقال (تكمل المباراة) واذكر اني قلت له (الجبان يموت باليوم 100 مرة والرجل يموت مرة واحدة ) أعطاني الصافرة وأكملت المباراة بتألق مما جعل مبارة الفيصلي والوحدات مطوبة باسمي بالتخصص الى ان اعتزلت!!
بعد عودته رحمه الله من الدورة العربية 92 التي جرت بدمشق وقيادته بنجاح تحدثت عنه الصحافة العربية لمباراة مصر وسوريا التي كان متخوفا عزت الهواري العضو بالاتحاد العربي من أسنادها إليه، لكنه غير رأيه بعد المباراة كما غير رأيهم آلاف المتابعين الذي أثنى أغلبهم على أدائه وصار علما في عالم التحكيم..
بعد كل هذا النجاح ولمرض نفسي كان يلم برئيس لجنة حكام سابق في الأردن أحب أن ينهي حياة دحام العقيدات الكروية كما أعتقد فقام بتعيينه حكم ساحة في مباراة للدرجة الثالثة على ملعب (الطوال الجنوبي) فما كان منه إلا أن ذهب ليفوت عليه فرصة الاعتذار وبالتي أصدار عقوبة بحقه فيفوت عليه فرصة التحكيم بنهائيات الأندية العربية بقطر والآسيوية بالمنامة.. وكان سعيداً جداً في هذه المباراة حين دخل الملعب بمنتصف الشوط الثاني رجل طاعن بالسن يقول دحام العقيدات رحمه الله ظننت في البداية أنه قادم ليؤنبني ، لكني فوجئت به يسألني أنت دحام عقيدات اللي حكمت مباراة مصر وسوريا قلت له (نعم) فما كان منه إلى أن احتضنني وقبلني.. فترك في نفسي أثرا عظيماً.
أيام في حياتي :
عشت أسوأ يوم بحياتي في نهائيات الأندية العربية بالقاهرة.. أصبت بالحصاة الكلوية في لبنان واردت الاعتذار بسبب الألم عن الذهاب لمصر لكن وتحت إصرار رهيف علامة ذهبت وبنفس اليوم الذي وصلت فيه قيل لي بأن هناك اختبارات للياقة البدنية مما جعلني أخبرهم بحقيقة وضعي ،عدا عن أنني لم أجد غرفة لي فسكنت بغرفة الحكم السوري فايز البيطار.. حاول الحاج مصطفى كامل تفهم الوضع أو هكذا اعتقدت لكني فوجئت بهم وبعد نصف ساعة من الإحماء يقولون بأن علينا الذهاب لاختبار بملعب الكلية العسكرية وبسبب تزايد آلام معدتي وأخبارهم بوضعي الصحي قمت بتدريب خفيف لمدة 12 دقيقة ولما كان المطلوب قطع 2700 م وكنت قطعت 3170م لكنهم قرروا فجأة إعادة الاختبار فأعدته مع على بوجسيم وبنفس اليوم عينت حكما لمباراة أولمبيك خريبكة المغربي والقادسية الكويتي مما جعل (أخبار المساء) تشيد بأدائي الحسن.
خلال أسبوع واحد سنة 90 حصلت لي ثلاثة أشياء جميلة أهمها أني رزقت بابني (ليث) وترفعت لرتبة نقيب بالجيش وأصبحت حكماً دولياً لأول مرة.
دخل ابني فراس سلك التحكيم .. وتدرج فيه لكن خروجي من لجنة الحكام وبسبب فتور العلاقات مع أمين سر لجنة الحكام الذي كان يثير إشاعات كان مفادها بأن فراس لا يحمل شهادة التوجيهي (الشرط الأساسي بالتحكيم) مع أنه كان يدرس بمعهد البوليتكنيك فكيف دخل المعهد لو لم تكن معه شهادة الثانوية العامة.. المهم وفي ساعة صفاء وبسبب المؤامرات التي تحاك ضدي قرر أن يترك سلك التحكيم فترك في نفسي غصة لأني كنت أتمناه معي.. فلا زلت أذكر أنني اشتركت وإياه في إحدى مباريات الدوري الاردني وقد بدأ عليه الارتباك لأنه يحكم مع أبوه المعروف ولا يريد أن يخطأ أمامه من جهة ومن جهة أخرى كان يود أن يقول لي بأنه يعرف الكثير عن التحكيم. وهذا التدخل في إعطاء الأوامر للعقل جعله يقوم ببعض الهفوات وعندها كنت أسارع لتهدئته بالإشارة حتى أدى اللقاء بشكل ممتاز.. لقد سارعوا باغتيال حلم حكم صغير واعدموا رغبتي بالاشتراك مع ابني جنبا لجنب في مجال واحد.
من الطرائف التي حصلت معه رحمه الله يقول
كنت أدير مباراة بالدرجة الأولى بالزرقاء وبعد بداية المباراة بقليل نظرت إلى يدي وإذا بالساعة غير موجودة عليها. لقد وضعت بموقف محرج اضطرني لتكملة كل الشوط وأنا انظر لمراقبي الخطوط وهم يرشدونني للوقت0
بقي أن نذكر أن دحام العقيدات رحمه الله من العشارة من عشيرة البوحسن العقيدية سافر مع ذويه الى الاردن وأقاموا هناك وحصل على الجنسية الاردنية وتوفاه الله وكان برتبة عقيد وكان يشغل منصب قائد شرطة محافظة الزرقاء
شكرا" لكل من مر من هنا
أخي الكريم (( الباش مهندس سليمان - ذيب الفرات )) حمدا" لله على سلامتك طالت الغيبة كثيرا" نتمنى عودتك وتواصلك معنا دوما" حياك الله ونور المنتدى بطلتك عزيزي ابو فاطمة