بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا اعلم كيف ابتدئ كلامي معك فانا لااجد منك الا طيفك المتواجد بجانبي في غربتي وصوتك الذي تنقله لي سماعات ذلك الجماد الذي من عظم اشتياقي لك اصبح يحس بمعاناتي كلما نضرت اليه متمنيا سماع صوتك فاجد شاشته تضئ لتعلن انك قد طالك ما طالني من الاشتياق فاحمله الى اذني ولا اعيده الى مكانه الا وقد استعدت من كلامك نضرتي البهيجة للحياة فانت من يتكلم معي بمنطق العقول وعاطفة القلوب فتعيد بكلماتك الطيبة والصادقة الامل لي وتذكرني ان الغربة بطبيعتها مرة ولكن لا تتركني لهذا الذي تعرف اني اعرفه فانت سرعان ما تعيد لي الامل بقولك ان بعد كل غروب هنالك حتما شروق وتخبرني ان معاناتي في هذه الغربة ستكون حتما في مستقبل الايام ذكرى جميلة وان مكمن جمالها هو عذابها ثم قبل ان تغلق السماعة تعيد لي البسمة وانت تقول بلهجتك البسيطة الخالية من اي تكلف
الله يوفقك ياولدي ويردك لنا سالم غانم بحول اللي ماتنام عينه
ولكن الان بما انك بعيد دعني اناجي طيفك الذي يسكن معي بل يعيش في داخلي دعني اقول له بعضا مما تستحقه مع معرفتي باني حتى لو تكلمت ليوم او يومين او لسنة او سنتين فانا لن اوفيك ولو ربع حقك ولكن دعني اتكلم معه حتى يعرف بعضا مما اكنه له دعه يتذكر معي حياتي ودعني اتذكر معه جزء من معاناتك لكي تكون مني انسانا دعني اتذكر معه كيف اهنت دمعتك وانت تعاني معي منذ بلغت العاشرة حتى هذه اللحظة
ابي هل تذكر عندما كنت طفلا في سن الرابعة تقريبا عندما كنت اذهب معك الى المسجد وهل تذكر ذلك اليوم عندما غضبت من اعمامي الاثنين عندما زجراني من الذهاب الى المسجد بحجة اني طفل اذكريومها قلت لي هذا ليس لانك ولدي هذا لانك انسان فانت مثلك مثلنا وبكرة تكبر ويمكن تصير احسن منا لكن هنا ياماجد لازم تكون موجود كانسان امام خالقه هنا لافرق بين كبير او صغير ولا بين غني او فقير ولا بين اسمر او ابيض فنحن ابناء ادم وان اختلفت مراكزنا والواننا
اذكر وقتها اني لم استوعب جميع كلامك ولكن انغرس في شخصيتي شئ كان هو ما ترنو اليه انه مهما عليت وارتفعت فانت في الاخير انسان مثلك كمثل باقي البشر
من هنا بدات تتكون شخصيتي
وهل تذكر عندما كنت احاول ان اطاب منك تفسير الامور حينها كنت بمعلوماتك البسيطة تعطيني المدخل لتفسير هذه الاشياء ولكن كنت دائما ترفض ان تفسر لي هذا الشئ بالكامل فانت تريد مني ان افكر وان احلل فانا في وجهة نضرك انسان اخر انا في وجهة نضرك لست انت فانا ماجد وانت شخص اخر
واذكر وقتها اني كنت ببراءة الطفولة اغضب منك لانك لم تعطني التفسير الكامل مع انك تستطيع ذلك ولكن الان عرفت ان هدفك من هذا الفعل هو ان لا تجعلني نسخة مكررة من اي شخص اخر حتى منك انت فانت تريد مني ان اكون مفكر وليس بتابع لافكار اخرى
دعني اتذكر معك ذلك اليوم حينما مر على رحلتي ورحلتك مع العذاب خمسة اعوام في ذلك اليوم الذي كنت انا وانت عائدون من المكان الذي اعتدنا على زيارته اكثر من مرة بالعام بحثا عن نهاية لهذه الرحلة اذكر اني في يومها سالتك في احدى نوبات الياس التي انتابتني من هذه الرحلة ومن انه سيكون لها نهاية ابي لماذا يحدث معي كل هذا لماذا انا بالتحديد
عندها تغبر وجهك بشكل لا زلت اتذكره فانت كنت تريد ان تحافظ على رباطة جاشك لكي ترفع من معنوياتي وتحاول لن تنفس عن بعض من عواطفك المكبوتة اتذكر تلك العلامات التي ارتسمت على وجهك وانت تحاول ان ترسم عليه ابتسامة ترفع من معنوياتي وقد نجحت في ذلك ولكني كنت اعلم ان وراء هذه الابتسامة الشاحبة جبال من الالم واتذكر تلك الجملة التي قلتها وما زال صداها الجميل في نفسي / ياولدي كل ليل بيجي عقبه نهار /
بالفعل كل ليل بظلامه الدامس سياتي بعده نهار بنوره الساطع هذا ما قلته لنفسي وانا اتذكر كلماتك هذه في اخر يوم من ايام رحاتي مع العذاب ذلك اليوم الذي رايت فيه ابتسامتك الحقيقية ابتسامة الاب الذي يرى ابنه ينهي رحلة من ابشع الرحلات في حياته اذكر ان تعابيري في ذلك اليوم اختلطت بين الضحك والبكاء ولكن اذكر يومها انك اطلقت لعينيك العنان لتطلق كل ما حبسته من دموع على مدى ثمان سنوات ماضية يومها احسست بانه هناك سببا للحياة
واذكر عندما كنت ساختار بين ان ابقى في بلادي وفي احد افضل الاقسام في الجامعات ولكنه ليس ما اريد وبين ان اتغرب عنك وعن اهلي وبلدي في سبيل تحقيق طموحي اذكر انك لك تجعلني اتخبط واتعرض لتلك الضغوط لوحدي ولكنك ايضا لم تتدخل في قراري فقط اريتني نماذج لكم شخص من طبقات المجتمع المختلفة فاريتني احد العمال المختصين بتنظيف الشوارع وسالتني عن سر ابتسامه الدائم واريتني شخص من اصحاب المناصب المرموقة في المجتمع وسالتني عن سر البؤس الذي يبدوا على ملامح وجهه اتذكر اني لم استطع اجابتك فقلت لي ان الفرق هو في دواخلهم فالاول راضي عن نفسه والاخر لم يوقع بينه وبين نفسه اي اتفاق للهدنة وطلبت مني ان يكون قراري هو القرار الذي لم اندم عليه
ابي بتعليمك الابتدائي وعمرك الستيني لكم تمنيت ان يكون كل ما تعلمه مدارسنا في مراحلها الثلاث ياتي بربع ما علمتني اياه بقلبك الحنون الذي لم اذكر انه غضب علي في يوم من الايام حتى عندما اخطئ فانت تقول لي ان من لم يخطئ لن يصيب
ابي دعني اقول لك
شكرا لك ولن استطيع ان اوافيك حقك حتى لو تكلمت ايام وايام اخرى ولكن تمنيت ان اتكلم عنك فقط ليعرف الجميع النعيم الذي اعيشه لانك والدي