يا سادة العالم الأول المتحضر عقلياً لنقرأ عليكم تاريخ دمشق ببعض من الأسطر ،، وإن كان لا تاريخ لكم إلى القتل والتدمير و سلاحكم الفتاك والطيران .. فانظروا تاريخ وأهل وعقول وعلماء وكتاب وجيوش دمشق ماضياً وحاضراً .. فماذا تريدون من سورية وماذا تريدون من دمشق العروبة !!
قد أصبحت سورية دولة الإرهاب بتفكيركم ونظراتكم الحاقدة !!، وأصبحت دمشق عبر آرائكم وأمخاخكم المتحجرة سبب كل داء دون دواء لهذا العالم !!
شاهدوا المقامة الدمشقية :
السلامُ عليك يا أرض شيخ الإسلام ، ورحمة الملك العلاَّم ، أيها الحضور الكرام ، في دمشق الشام .
يا دمشق ماذا تكتب الأقلام ، وكيف يرتب الكلام ، وماذا نقول لكِ في البداية والختام.
في دمشق الذكريات العلمية ، والوقفات الإسلامية ، والمآثر الأمويّة ، وفيها يرقد ابن تيمية ، وابن قيم الجوزية ، وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية وكافة الديانات السماوية .
تذكرك دمشق بمعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الملك بن مروان ، وبني غسان ، والشعر والبيان ، والمجالس الحسان ، دمشق سماء زرقاء ، وروضة خضراء ، وقصيدة عصماء ، وظل وماء ، وعلو وسناء ، وهمة شماء ، ما أبقى لنا الشوق بقية ، لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية ، في الروابي الدمشقية:
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
في دمشق أكباد تخفق ، وأوراق تصفق ، ونهر يتدفق ، ودمع يترقرق ، وزهر يتشقق
دخلنا دمشق فاتحين ، وصعدنا رباها مسبحين ، فدمشق في ضمائرنا كل حين ، وهي غنية عن مدح المادحين ، ولا يضرها قدح القادحين .
آه يا دمشق كم في ثراك من عابد ، كم في جوفك من زاهد ، كم في بطنك من مجاهد ، كم في حشاك من ساجد ، أنت يا دمشق سفر خلود ، وبيت جود ، منك تهب الجنود وتحمل البنود .،، يصنع على ثراك الأحرار ، ويسحق على ترابك الاستعمار ، ويحبك يا دمشق الأخيار ، فأنت نعم الدار ، تقطع إليك من القلوب التذاكر ، من زارك عاد وهو شاكر ، ولأيامك ذاكر ، يكفيك تاريخ ابن عساكر ، صانك الله من كل كافر .
في دمشق روضة العلماء ، وزهد الأولياء ، وسحر الشعراء ، وحكمة أبي الدرداء ، وجفان الكرماء .
في دمشق عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد ، والملك الزاهد ، والولي العابد ، يطارد الظلم والظالمين ، ويحارب الإثم والآثمين ، فيذكر الناس بالخلفاء الراشدين ، ويعيد للإسلام جماله في عيون الناظرين .،، في دمشق براعة ابن كثير ، وعبقرية ابن الأثير ، وتحقيق النووي ، وفطنة ابن عبد القوي .
يكفيك أيها الشام السعيد ، أن فيكِ مدفن القائد الفريد ، والبطل السديد ، خالد بن الوليد ، سيف الله الهمام ، كاسر كل حسام ، أغمده في الشام *.
في دمشق صحح الألباني ، المحدث الرباني ، أحاديث في فضل تلك المغاني .
وأول أبيات في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ، في وصف دمشق وتلك المباني .
نسى ابن كثير نفسه ، وملأ بالمدح طرسه ، لما تحدث عن دمشق ، فقلمه بالثناء سبق ، وبالإطراء دفق ، حار الحكماء في وصف دمشق وطيب هوائها ، وعذوبة مائها ، واعتدال أجوائها ، وذكاء علمائها ، وبلاغة خطبائها ، وتقدم شعرائها ، وعدل أمرائها ، وجمال نسائها ، حتى إن بعض العلماء ذكر أن دمشق أم البلدان ، وأنها في الدنيا جنة الجنان.
دخل دمشق الصحابة ، كأنهم وبل سحابة ، أو أسد غابة ، فلقيتهم بالأحضان ، وفرشت لهم الأجفان ، فعاشوا على روابيها كالتيجان ، في دمشق فنون وشجون ، وعيون ومتون ، وسهول وحزون ، وتين وزيتون ، دمشق جديدة كل يوم ، وهي حسناء في أعين القوم ، وقد بكى من فراقها ملك الروم ،،
إذا دخلت دمشق تتمايل أمامك السنابل ، وتتراقص في ناظريك الخمائل ، وتصفق لقدومك الجداول ، دمشق أعيادها يوميّه ، وأعلامها أمويّة ، وأطيافها سماوية ، وبسيوف أهلها محميّة .
دمشق في الحسن مفرطة ، وبجواهر الجمال مقرطة ، وفي الطقس متوسطة .
الجمال الدمشقي : لا بد له من روضة فيحاء ، وخميلة غناء ، وحبة خضراء ، وظل وماء . والحب دمشقي : لا بد له من أشواق مسعفة ، وأحاسيس مرهفة ، وألمعية ومعرفة .
كتب ابن عساكر في دمشق تاريخ الرجال ، وسطر المزي في دمشق تهذيب الكمال، وألف الذهبي في دمشق ميزان الاعتدال ، واحتسب ابن تيميه في دمشق الرد على أهل الضلال ، وأرسل لنا المتنبئ من الشام تلك القصائد الطوال ، وذاك السحر الحلال.
في دمشق رسائل الياسمين ، ودفاتر اليقطين ، ومؤلفات النسرين ، للحمام بها رنين ، وللعندليب بها حنين ، كأنها تقول : ادخلوها بسلام آمنين .
فطرت دمشق على الإيمان ، ولذلك طردت الرومان ، ورحبت بكافة الأديان و بحملة القرآن ،، لم يكن لقيصر الروم في دمشق قرار ، ولذلك ولى الأدبار، ولاذ بالفرار .
في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام ، وابن نباته خطيب الأنام ، وابن قدامة تاج الأعلام ، وأبو فراس الحمداني الشاعر المقدام . وفي دمشق سكن الزهري المحدث الشهير ، والأوزاعي العالم النحرير ، والبرزاني المؤرخ الكبير ، والسبكي القاضي الخطير .
أتانا من دمشق كتاب رياض الصالحين ، وكتاب روضة المحبين ، ونزهة المشتاقين ، وكتاب عمدة الطالبين ، وكتاب مدارج السالكين ، وكتاب أعلام الموقعين .
وما زلتم تقولون أننا إرهابيين ومرهبين
فسلام على دمشـق منكم في الآخـرين .
إلهـي لا تعذبـنـي فـإنـيمقر بالـذي قـد كـان منـي
وما لـي حيلـة إلا رجائـيوعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي فـي البرايـاوأنت علي ذو فضـل ومـن
إذا فكرت في ندمـي عليهـاعضضت أناملي وقرعت سني
أجن بزهـرة الدنيـا جنونـاوأفني العمـر فيهـا بالتمنـي
يظن الناس بي خيـرا وإنـيلشر الناس إن لم تعف عنـي
حقاً وقفت أتأمل جمالية الحروف .. وقدرتها على اشعال شيء ما في النفوس بقلب كل عاشق لثرى دمشق .. فما كان مني الا ان ابثكم اياها ..
شكرا لك أخي ابن الفرات على مرورك البهي والعطر على مقالاتي
لا لم أقرا مقالةأبو أحمد هذه لأني لم أرها في المنتدى
نعم مشاركات الاخ أبو احمد طيبة وبعضها نادر
شيخنا أبو الحسن الندوي رحمها الله
لقد قرأتها كاملة بتمعن " اسمعي يا سورية "
شكرا لك