أبناء قبيلة العقيدات يجسدون كرم العرب ومكارمهم ... الضيف
في منازلهم يجلب البركة
ويحل على جناحه الخير
«عيال الأبرز» يجسدون في قراهم التي يقطنونها في دير الزور والمناطق المجاورة لها في الجمهورية العربية السورية وفي العـراق حقيقة الكرم الممزوج بالنخوة المطلقة، فزائر تلك القرى يكون واهما ان اراد ان يمضي زيارته في فندق او ان اراد ان يتزود بالزاد من مطعم، لأن تلك القرى لا وجود فيها للفنادق أو المطاعم، بل ان وجود مثل تلك الأماكن يعد من الأمور الممنوعة والمحظورة في عرف سكان تلك المناطق الذين يتميزون بالكرم، الكرم رغم بساطة الحال والظروف المعيشية المتواضعة لأبناء تلك القرى، فهم ان حل الضيف لا يعترفون بمقولة «الجود بالموجود»، فتغنى بهم الشعراء وبخاصة من حل ضيفا عليهم.
عبارات والنبي محيك» و«هلا من ممشاك لملفاك تتقاطر على الغرباء الزائرين لقرى محافظة دير الزور، فمن يقصد تلك القرى لزيارة معارفه أو حتى ان لم يكن يعرف أحدا يجب أن يأخذ حقه وواجبه عند من يعتبر نفسه محظوظا باستضافة الضيف حتى دون معرفة وجهته أو نسبه أو حاجته، ولا يستثنى من القاعدة تلك حتى وان كانت عجوزة أرملة. «الضيف ضيف الرحمن» مقولة يؤمن بها ابناء قبيلة العقيدات، فهم يؤمنون بأن حلول الضيف في منازلهم يجلب البركة والخير، ومن مقولة «اذا حل الضيف يكون على جناحه الخير»، يتخذ ابناء القبيلة هذا المعنى كمكسب لهم، ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أكرم ضيفا لم يعرفه فكأنما أكرم الله»، يتخذ العقيدات شعارا شرعيا يعززون به كرمهم الذي وسموا به منذ قرون غابرة، فعبارة «الجود بالموجود» مرفوضة إذا قُرنت بالضيافة والكرم لان اكرام الضيف كما يقول ابناء العقيدات كحكة الجلد فإذا ما حل الضيف وجب اكرامه و« سد خاطره » ورفع الضيم عنه، ولا يستثنى من قاعدة الكرم تلك أي من ابناء القبيلة حتى وان لم يكن لدى المضيف قوت يومه، فإذا حل الضيف عندهم وجب حق الضيافة وان استعان أو اقترض من اقاربه أو جيرانه، المهم هو تقديم واجب الضيافة.
من يحظى بضيف من أبناء قبيلة العقيدات يكون سعيد الحظ، بل يغبطه اقاربه وجيرانه من ابناء القبيلة، ويشرع المضيف منذ اللحظة الاولى لدخول الضيف الى مضيفه او منزله باقامة طقوس ضيافة خاصة ينفرد بها ابناء القبيلة، وبعد عبارات الترحيب و«التهلي» تقدم القهوة الشمالية داكنة السواد يسبقها طبق التمر وتعقبها طقوس أخرى مثل تقديم الشاي وبعض المشروبات بحضور المقربين ووجهاء القرية تعبيرا عن الاحتفال بقدوم الضيف، وفي تلك اللحظات يكون ابناء المضيف أو من ينوبون عنه قد فرغوا من المهمة التي أوكلت اليهم بـ «قصب الذبيحة»وتقطيعها بطريقة خاصة تفرضها العادات المعمول بها بين ابناء العقيدات اهمها نتف شعر رأس الذبيحة وعدم سلخها، وتقديم الذبيحة كاملة امام الضيف يعلوها الرأس ويكون وقتها الشغل الشاغل «للمعزب» تقطيع اللحم وتقديم ما يلزم لراحة ضيفه. بروتوكول الضيافة الخاص بأبناء العقيدات في الضيافة يوجب ذبح ذبيحة لكل ضيف على حدة، وإن تصادف حلول ضيفين على صاحب المنزل وجب عليه تقديم ذبيحتين تقدم كل واحدة بشكل مستقل، اما ان جاء الضيف متأخرا أو في وقت تقديم وجبة الضيف الأول فيكون على صاحب المنزل تخيير الضيف الجديد إما أن «يقلط» على الوجبة أو ينتظر الذبيحة التي نحرت إكراما له، لكن قبل تخيير الضيف يجب جلب رأس الذبيحة وعرضه على الضيف كدليل على القيام بواجبه.
غير الكرم والعادات الحسنة التي يتميز بها العقيدات يشتهر ابناء القبيلة بالنخوة، وهم ينتخون الى اليوم بنخوتهم الشهيرة
عيال الابرز، فبمجرد سماع ابناء القبيلة مقولة وين عيال الأبرزيفزع السامع مباشرة، وتكون الفزعة سريعة ولا يشترط في ذلك معرفتهم بسبب النخوة أو شخصية المستغيث، فكل ذلك يتم التعرف عليه بعد نجدة المستغيث واغاثته بعد انتهاء الحادثة، وليس بالضرورة نخوة العقيدات لأمر آني أو حادث وقع للتو، فالعديد من القبائل في سورية أو في خارجها يقصدون وجهاء هذه القبيلة، او مشايخهم من عائلة الهفل للتدخل لحل النزاعات بين القبائل عن طريق التدخل كحكم، وبالفعل غالبا ما تحل هذه النزاعات بشكل سلمي بعد الركون الى قانون العشائر المحترم من قبل جميع ابناء القبائل، حتى وان انتصر الحكم لقبيلة ضد قبيلة، فمشايخ العقيدات الذين توارثوا المشيخة أبا عن جد من عقود طويلة يتصفون بالعقلانية والحكمة وجنوحهم للسلم في حل النزاعات اضافة الى تميزهم بالاحترام والتقدير من ابناء قبيلتهم ومن القبائل الاخرى.
يجمع ابناء القبائل على أن الكرم والشجاعة واغاثة الملهوف عادات لا يمكن تقمصها او كسبها بالمال أو الجاه، ويرى البعض انها ميزة ونعمة لا يهبها الا الله، ويرى أبناء قبيلة العقيدات انها عادات حسنة غرست منذ الصغر، فهم تعلموا العيب قبل الحرام وتعودوا البذل في الكرم وجبلوا على التكاتف فيما بينهم كأبناء قبيلة واحدة، فالحزن يدلي بستاره على الجميع ويتخطى حدود الدول ليشمل ابناء في الخارج، والفرح كذلك فهم يمثلون في تعاضدهم الجسد الواحد.
غير ذلك مما يتميز به أبناء العقيدات انهم يتمتعون بنظام تكافلي صاغته عاداتهم التي ما زالوا متمسكين بها، فدعمهم لبعضهم البعض في جميع المناسبات فالعانيةأمر تنص عليه العادات والقوانين العشائرية.
فأبناء قبيلة العقيدات تواجدوا في في دول الخليج منذ نشأتها، منهم من حصل على الجنسية ومنهم من ولد فيها ودفن اباؤه في تراثها، الا انهموبالرغم من التطور والانفتاح وتحصيلهم للشهادات بقوا من أشد المتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الاصيلة،
الاخ العزيز ابو طلال بارك الله فيك وفي جهودك الواضحه
من اجل القبيلة وكل مايخص القبيلة وكثر الله من امثالك
********************************************
الكرم واستقبال الضيوف فهذا شيئ ليس غريب على عيال الابرز
وبالفعل الضيف لايحتار حين يقصد قرانا فلا يبحث فندق او اوتيل
فالبيوت كلها ترحب بالضيف حتى ولو كانت على قد الحال فهذه عاداتنا واخلاقنا
والله لايغير علينا ويديم هالعادات والتقاليد الي ترفع الراس