تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
 صدى الغربة
 12:11 AM
 16.03.07
سبق لي ومن خلال منبر هذا المنتدى أن تحدثت طويلاً عن الغربة وسكبت رسائل عشق واشتياق إلى ضفاف الفرات وإلى رائحة الأرض والديار ، مع يقيني أن المرء قد يعيش الغربة وهو على أرض وطنه وبين ذويه .
وقد لا تعد إقامتنا في بلاد الخليج غربة فنحن في أرض العروبة ، وفي ديارالإسلام والمسلمين ناهيك عن الروابط القومية التي تؤلف بيننا ( كلنا في الهم شرق ) كما يرى أمير الشعراء .
لكن ما يقض مضجع كل مغترب هو (نوع) من فقدان الهوية .
فعندما نعود إلى أرض الوطن مكتنزين شوق العالم بأسره ولهفة الحياة كلها نعبر عنها بدمعة عفوية حينما ترمق عيوننا حدود سوريا براً أو مطاراتها جواً ، ما أن تمر أيام حتى نشعر أنفسنا أغرابا في بلادنا ، فمعظم النفوس قد تغيرت ، والرؤى قد اختلفت ، والنظرة اليك ( لدى البعض )باتت ممزوجة با لشك والطمع و....
أنا هنا لا أعبر عن تجربة شخصية فحسب بل أحمل هموماً تقاسمناها طويلاً معشر المغتربين .
ومن المفارقات العجيبة أن أبناء وطنك بغض النظر عن مدى قرابتهم إليك لا يريدونك تعود لتقيم مرة أخرى في ربوع ديارك فبعد أن تنتهي أيام استقبالك تجس في نظرات الآخرين ترقب لرجوعك إلى أرض المغترب وترى كرسيك الذي كنت تحسبه سيظل خالياً لحين عودتك لم يعد موجوداً أصلاً لقد برمج محبوك أنفسهم على غيابك واليوم هم عاجزون عن إعادة البرمجة من جديد !
وتعود إلى بلاد المغترب من جديد فتحس بداية بالحميمية في علاقتك مع أشيائك... بيتك... عالمك ..وما إن تبدأ رحلة كفاحك حتى تغص بآلام الغربة ويكفي أن كل ما تقدمه هناك بإخلاص وتفان ينظر إليك من خلاله أنك وافد مرتزق ، ويأتيك آخر الشهر لترى راتبك الذي يضاعف عشرة أمثال راتبك في بلدك فتغمرك الفرحة في اليوم الأول ومع بداية اليوم الثاني تبدأ فواتير الماء والكهرباء والهاتف والسيارة والمنزل وما عليك من التزامات أخرى .... لتأكل نصف فرحتك ومع مرور منتصف الشهر لم يعد للفرحة مكان .
وتفكر في العودة إلى وطنك فتخاف أن تكويك نار الندم .

فتكون ضائع بين وطن يخفق حبه بين جوانحك ، وأرض اعتدت أن تعيش فيها بسلام .

أعان الله المقيمين في الوطن والمغتربين عنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 سراب
 12:49 AM
 16.03.07
يااااااااااااه ياصدى الغربة

ينطبق عليك القول
عيد بأي حال عدت ياعيد
وأنا أقول صدى الغربة بأي حال عدت يالغالية


عزفت على الوتر الحساس

ووضعت يدك على الجرح بقولك:

((فتكون ضائع بين وطن يخفق حبه بين جوانحك ، وأرض اعتدت أن تعيش فيها بسلام))


أشكرك من كل قلبي على هذه الكلمات التي تحمل في طياتها آلاما كتب علينا أن نقاسيها


فآآآآآآآآه وألف آآآه من ضياع الهوية
 صدى الغربة
 01:31 AM
 16.03.07
سراب :

أشكر مرورك العذب ، وإحساسك المرهف ، وكلماتك التي تثلج الفؤاد .
 إبن الفرااات
 08:05 AM
 16.03.07
في الوطن البعض يترك لك رصيداً غالياً من الذكريات كلما تلفت حولك وجدت منه شيئاً جميلا يحيط بك .
والبعض الآخر، لا يترك لك سوى الأسى
ولهذا لن يكون غريباً أن ترحل من ذاكرتك عشرات الوجوه وتختفي عشرات العناوين وتتلاشى ملامح كثيرة
ولكن تبقى أمامك بعض الوجوه التي لا تفارق عينيك أبدا ويبقى أيضا" الأهم وهو الانتماء وحب الوطن وجذور لاتستطيع اقتلاعها 00000000

اعجبني وأقنعني بل أحزنني ماكتبتيه (( مع يقيني أن المرء قد يعيش الغربة وهو على أرض وطنه وبين ذويه .)) نعم نعم فبالغربة قد تضيع الهوية أما في الوطن فقد تضيع كرامة الانسان وإنسانيته أما إجتماعيا" فقد أصبحنا في عصر اختزال واختصار المشاعر فهاك مثلا" الأخ يبعد عن أخيه حيين فقط ويرسل له رسالة جوال يهنئه فيها بالعيد ويمر العيد ولايراه 0000 فبماذا تفسرين الذي نحن فيه 000

أنظري أخيتي إلى هذا الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ، فقال: )) لَئِن كُنتَ كَما قُلتَ فَكأنَّما تُسِفُّهُم الملّ ولا يزال معَكَ مِنَ اللّهِ ظَهير عَليهِم ما دُمتَ على ذلك (( رواه مسلم )) ، تسفهم المل أي كأنما تطعمهم الرماد الحار أي يلحق بهم إثم كبير

اللهم ارحمنا


ادعو الله أن يعيد علينا أيام المحبة والألفة ويعيد كل غريب إلى اهله سالما" غانما"

وكل الشكر والتقدير لك أخت صدى فهذا الطرح مؤلم وحزين ويستحق المعالجة
 مرسى الإحساس
 11:41 AM
 16.03.07
صدى الغربة ..
هي تلك ضريبة الغربة

بين شتات الحنين إلى الوطن
×
:
×
وأرض نعيش فيها بسلام ..

:

ما أروع جمال نزفك ..!
نزف يعزف الالم كلحن على قيثارة
الحياة ..!

لله درك
:


تحياتـــي ..

مرسى
 عبدالعزيز الدميمي
 11:06 PM
 16.03.07
يعطيك العافيه ياصدى الغربه
على هذا الموضوع المميز
جهد واضح واختيار رائع
موضوع يلامس كل واحد فينا
 ابن الدميم
 10:42 PM
 18.03.07
بعض الاحيان المرء يتغرب ولين يعود بيلقى الصغير كبير
والكبير هرم والموجود مفقود والاصحاب مابيغى الا القليل القليل منهم
فهذا تغرب هو ايضآ وهذا شغلتهوا دنياه وهذا وهذا وهذا
الكلام صعب بهذا الامر
مشكوره يالصدى
 صدى الغربة
 12:51 AM
 19.03.07
الأخ ابن الفرااات :

الغالية مرسى

الأخ عبد العزيز

الأخ ابن الدميم

مروركم الجميل أثرى فكرتي ، وأغنى خواطري ، وعمق حجتي ودليلي .بغير مروركم المثمر لا يحلو لي الكتابة .

أشكر كل منكم على رأيه وتعقيبه ، ودمتم مبدعيـــــــــــــــــــ دائماً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــن
 صادق الوعد
 02:11 AM
 20.03.07
والله كأنك تضعين يدك على موضع الألم
بقولك (ما أن تمر أيام حتى نشعر أنفسنا أغرابا في بلادنا ، فمعظم النفوس قد تغيرت ، والرؤى قد اختلفت ، والنظرة اليك ( لدى البعض )باتت ممزوجة با لشك والطمع و....)
فهذا ما نعانيه في العيش ببلاد ولدنا فيها وأنتمينا أليها
وأمضينا فيها أجمل أيام العمر ألا وهي أيام الطفولة
وأمتزجت ذكريات الأيام التي مضت بدمنا فا أصبحنا لا نتنفس الهواء إلا وكأن الهواء يذكرنا
ببلادنا
وكلماتك الأخرى (وتعود إلى بلاد المغترب من جديد فتحس بداية بالحميمية في علاقتك مع أشيائك... بيتك... عالمك ..وما إن تبدأ رحلة كفاحك حتى تغص بآلام الغربة ويكفي أن كل ما تقدمه هناك بإخلاص وتفان ينظر إليك من خلاله أنك وافد مرتزق) فالأنسان مهما عاش في أي ارض يبقى فيها غريب



فتكون ضائع بين وطن يخفق حبه بين جوانحك ، وأرض اعتدت أن تعيش فيها بسلام .
هذه هي الحقيقة المرة التي لا يمكن نكرانها

مشكوره أخت صدى الغربة
 صدى الغربة
 10:38 PM
 21.03.07
الأخ عاشق الحور:
تحية وبعد
أشكر قراءتك المتأنية لخواطري ، وتعقيبك المثري على أفكاري ، وأقدر أسلوبك الجميل ، ومشاركتك الوجدانية .
وعسى الله الكريم أن يخفف عنا جميعاً وطأة الغربة والاغتراب بكل أنواعها .

دمت مبدعاً
Up