بسم الله الرحمن الر حيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زمان أول كانت المرأة تبذل جهد كبير عشان تحضر لقمة أكل لعيالها
خذ مثلا الخبز
طبعا بعد عناء زراعة الحنطة ومداراتها ثم حصادها واستخلاص الحبوب
تقوم المرأة بطحن البذور لتصبح طحينا تصنع منه الخبز
ولكن كيف كانت تطحن هذه البذور؟
كانت المرأة تستخدم الرحى لطحن بذور القمح (الحنطة)
والرحى هي الطاحونة المصنعة من الحجر الصلب ، كالصّوان أو البازلت ،
وتستخدم لطحن الحبوب بين قرصيها ،
إذ ينحت من الحجر الصواني قرص بسماكة عشرة سنتيمترا تقريبا و بقطر يقارب الذراع ،
و يحفر في محوره ثقب يثبت فيه وتد معدني ،
يثبت عليه قرص صوّاني آخر بنفس المقاسات ،
حيث توضع الحبوب في فتحة الوتد المحورية لتنتشر بين سطحي القرصين ،
و بفعل دوران القرص العلوي الذي تديره يد المرأة بعصا مثبتة بثقب قريب من الحافة ، تجرش الحبوب و تطحن
و تخرج من الجوانب بدرجة من النعومة يمكن التحكم بها بما يناسب الأكلة الشعبية التي تصنع منها
فالناعم جدا لصناعة الخبز
والأخشن للجريش
وهناك أكلات كثيرة تصنع من الحنطة
وكانت المرأة عندما تريد ان تطحن الحبوب تجلس أمام الرحى و تثني إحدى رجليها وتمد الثانية و ذلك الوضع يمكن المرأة من التمركز بقوة و السيطرة التامة أثناء قيامها ببذل الجهد لتحريك تلك القطعة الصخرية.
بعد ذلك تقوم المرأة بتحريك الجزء العلوي بحركة دائرية ممسكة بالقطعة الخشبية المثبته بمحيط الجزء العلوي وعند بداية الدوران تقوم المرأة بتلقيم الحبوب عبر الفتحة فإذا أرادت دقيقا كانت بطيئة في رحي الحبوب * حيث يتسنى للرحى طحنها جيدا وإذا أرادت جريش أسرعت في لقم الحبوب في الرحى فتكون الحبوب كثيرة و تتزاحم داخل الرحى ويؤدي تزاحم الحبوب إلى ارتفاع نسبي للجزء العلوي فلا يتم طحن الحبوب جيدا فتخرج من الرحى بفعل الدوران مكسورة أو مجروشة
و قد توطدت علاقة قوية بين المرأة و الرحى فكانت تحاكيها بما يدور في خلدها من أحاسيس ومشاعر
شكراً لك سراب على هذه الإضاءة التراثية ومن جانب آخر أردت أن أضيف أن الرحى احتلت حيزاً من خيال الشعراء وصورهم فقد شبهوا الحرب بها ، كما وردت في الأمثال والأقوال الشائعة .
الله يعين المرأة العربية القديمة تطحن وتخبز ... وإحنا الآن نتكاسل نطلع الخبز من الثلاجة !