الحياة مليئة بالقصص ذات العبر والمواعظ ولكنه من كثرتها وتداخلها أصابت المتابع بالتشويش. ومن الأعاجيب أن القصص تتشابه في بدايتها واحداثها أو حتى نهايتها. وسوف أسرد لكم قصة قصيرة حدثت وتحدث وستحدث وهلي كالتالي:
" كانت هناك قرية صغيرة تقع على طريق القوافل ، التجار واللصوص يعرفون طريقها وكذلك كيفية الاستفادة منها ، جاءها البشر من كل حدب وصوب واستوطنوها وقامت فيها حضارات وثقافات مختلفة ، ونتيجة لذلك طمع فيها الطامعون وحيكت عليها الفتن والدسائس ومنها قضية (راشيل) وهي فتاة غانية لايعرف لها اصل ولا منشأ ولكن ما يميزها أنها كانت رائعة الجمال وتملك دهاءً ومكراً قلما يتوفر بتلك الحدة ، دخلت (راشيل) بعد غارة من غارات اللصوص وقامت بطرق أحد ابواب منازل الحارة وكان منزل لأحد المسنين الفقراء ففتح الباب وبادرته راشيل بالنواح والصياح بحجة أن اللصوص أغاروا على منزلها وقتلوا جميع أفراد عائلتها . فحن قلب الشيخ وقال لها ادخلي يا ابنتي واستتري بالداخل حيث توجد زوجتي بمفردها حتى يتحسن الحال ونستطيع إيجاد حل لك. دخلت (راشيل) منزل العجوز ونظرت الى جنبات المنزل نظرة الحية الرقطاء التي دخلت عش دجاج ، واستطاعت راشيل بدهاءها وخبثها من السيطرة على العجوزين وفي صباح يوم من الأيام وُجدا المسنين ملقين على الأرض وفي حالة يرثى لها ، ويصيحان للمارة الحقونا يا أهل القرية لقد ُطردنا من منزلنا في وضح النهار ، هب بعض النشامى للنجدة وحاولوا اقتحام المنزل لطرد (راشيل) ولكنها صاحت بأعلى حسها مستنجدة بأهل الشرف والحمية أيضاً ، فهب اللصوص لحمايتها فوقعت معركة حامية انتصر فيها اللصوص وثبتوا ملكية راشيل للمنزل وهددوا بقتل كل من تسول له ننفسه المساس بها أو حتى ذكرها بسوء.
مرت الأيام والأشهر والسنوات قامت فيها راشيل بالاستيلاء على منازل القرية منزل تلو منزل سواء بالفتنة والإغواء أو باستخدام نفوذ وقوة اللصوص ، فقد انتقمت من النشامى الذين حاولوا طردها في السابق فمن كان منهم يحمل العصا ليضربها به أصبح يحملها ليضرب بها على الطبل كي تهز (راشيل) خصرها على نغماته وتتمايل لتفتن شباب الحارة ، وآخر كان يضع لها السم في الأكل أصبح يطهي لها أشهى المأكولات وينظف الأواني ويمسح بيديه الأرض التي تخطو فيها ، والبقية من شباب الحارة يتمنى نظرة أو كلمة ولو جبر خاطر .
وفي حي من أحياء القرية والذي يعد من أكثرها ثراءً ورفاهية وكذلك من أكثرها مقاومة لفتنة (راشيل) من قبل رجال تمسكوا بقيم وعادات وشيم أجدادهم ، وأستمرت تلك المقاومة طويلاً ، فقامت راشيل ومن خلفها من اللصوص باستهداف هذا الحي سواء بالسرقة أو إغواء مراهقيه ولكن تلك الغارات والمحاولات تصطدم بسد منيع من تكاتف أهل الحي وسلامة طويتهم ، حتى جاء الوقت المعلوم وهو فناء الكبار وتولي الصغار مهام وأمور ادارة الحي ، فمنهم من لبس لباس التقوى في النهار وفي الليل يتسلل متنكراً حتى يصل لمنزل راشيل ويدخله كي يرقص ويغني ويقرع المدام المسكوب في أحذية راشيل ، ومنهم من جاهر بالعلاقة وافتخر بها وفتح باب بيته لراشيل كي تحيي حفلات الرقص والعري سالبة بذلك قلوب المراهقين الأحداث منهم والمتأخرين!
بقي منزل الشيخ (أبو ثرمة) محافظاً على وقاره وتقاليده مجاهراً ومسراً باستنكاره لراشيل وافعالها ، حتى خرق تلك المواقف شاب من أقارب الشيخ يسمى (أخيضر) لأنه ولد شديد السمرة وكان ذلك الشاب متمرداً على قيم مجتمعه يخفي الرغبة بضرورة تغيير نمط الحياة فيه ومستعداً للتعاون مع راشيل رغم أنف (أبو ثرمة) . استطاع أخيضر أن يتسلل الى بيت راشيل مراراً وتكراراً مقنعاً (أبو ثرمة) بأنه يحاول أن يقنع (راشيل) بضرورة ترك بيتهم في حاله بشرط عدم التدخل في شئون راشيل وأعوانها في القرية، وهو في الحقيقة يخطط مع (راشيل) للإستيلاء على منزل (أبو ثرمة) ليواكبا ما يحدث في القرية من انفتاح في الأنفس والأجساد والمواقف.
حدث ماكان متوقعاً فاق الشيخ (أبو ثرمة) من نومه ذات صباح وإذ بـ(راشيل) مستلقية على أحد الكنبات في المنزل وجميع شباب المنزل يقبلون يديها ورجليها أما (أخيضر) فقد فاز بتقبيل رأسها وتلميس شعرها مع تنهدات وآهات المحب العاشق ، عندها لم يستطع (أبو ثرمة) الصمود فمات بالسكتة القلبية !
لم يمض على تلك الحادثة وقت طويل حتى فاق أهل الحي بشباب منزل (أبو ثرمة) ونساءه وهم يئنون وينوحون خارج منزلهم ويندبون اليوم الذي أدخلوا (راشيل) له . فقد تكرر الحدث وطردتهم راشيل شر طردة ولكن نتيجة للخدمة الجليلة التي قدمها (أخيضر) لم تطرده بل وضعته في كوخ صغير مخصص لكلاب الحراسة واسكنته قرب باب الخدمة بجانب برميل القمامة !.....
الحياة مليئة بالقصص ذات العبر والمواعظ ولكنه من كثرتها وتداخلها أصابت المتابع بالتشويش. ومن الأعاجيب أن القصص تتشابه في بدايتها واحداثها أو حتى نهايتها. وسوف أسرد لكم قصة قصيرة حدثت وتحدث وستحدث وهلي كالتالي:
" كانت هناك قرية صغيرة تقع على طريق القوافل ، التجار واللصوص يعرفون طريقها وكذلك كيفية الاستفادة منها ، جاءها البشر من كل حدب وصوب واستوطنوها وقامت فيها حضارات وثقافات مختلفة ، ونتيجة لذلك طمع فيها الطامعون وحيكت عليها الفتن والدسائس ومنها قضية (راشيل) وهي فتاة غانية لايعرف لها اصل ولا منشأ ولكن ما يميزها أنها كانت رائعة الجمال وتملك دهاءً ومكراً قلما يتوفر بتلك الحدة ، دخلت (راشيل) بعد غارة من غارات اللصوص وقامت بطرق أحد ابواب منازل الحارة وكان منزل لأحد المسنين الفقراء ففتح الباب وبادرته راشيل بالنواح والصياح بحجة أن اللصوص أغاروا على منزلها وقتلوا جميع أفراد عائلتها . فحن قلب الشيخ وقال لها ادخلي يا ابنتي واستتري بالداخل حيث توجد زوجتي بمفردها حتى يتحسن الحال ونستطيع إيجاد حل لك. دخلت (راشيل) منزل العجوز ونظرت الى جنبات المنزل نظرة الحية الرقطاء التي دخلت عش دجاج ، واستطاعت راشيل بدهاءها وخبثها من السيطرة على العجوزين وفي صباح يوم من الأيام وُجدا المسنين ملقين على الأرض وفي حالة يرثى لها ، ويصيحان للمارة الحقونا يا أهل القرية لقد ُطردنا من منزلنا في وضح النهار ، هب بعض النشامى للنجدة وحاولوا اقتحام المنزل لطرد (راشيل) ولكنها صاحت بأعلى حسها مستنجدة بأهل الشرف والحمية أيضاً ، فهب اللصوص لحمايتها فوقعت معركة حامية انتصر فيها اللصوص وثبتوا ملكية راشيل للمنزل وهددوا بقتل كل من تسول له ننفسه المساس بها أو حتى ذكرها بسوء.
مرت الأيام والأشهر والسنوات قامت فيها راشيل بالاستيلاء على منازل القرية منزل تلو منزل سواء بالفتنة والإغواء أو باستخدام نفوذ وقوة اللصوص ، فقد انتقمت من النشامى الذين حاولوا طردها في السابق فمن كان منهم يحمل العصا ليضربها به أصبح يحملها ليضرب بها على الطبل كي تهز (راشيل) خصرها على نغماته وتتمايل لتفتن شباب الحارة ، وآخر كان يضع لها السم في الأكل أصبح يطهي لها أشهى المأكولات وينظف الأواني ويمسح بيديه الأرض التي تخطو فيها ، والبقية من شباب الحارة يتمنى نظرة أو كلمة ولو جبر خاطر .
وفي حي من أحياء القرية والذي يعد من أكثرها ثراءً ورفاهية وكذلك من أكثرها مقاومة لفتنة (راشيل) من قبل رجال تمسكوا بقيم وعادات وشيم أجدادهم ، وأستمرت تلك المقاومة طويلاً ، فقامت راشيل ومن خلفها من اللصوص باستهداف هذا الحي سواء بالسرقة أو إغواء مراهقيه ولكن تلك الغارات والمحاولات تصطدم بسد منيع من تكاتف أهل الحي وسلامة طويتهم ، حتى جاء الوقت المعلوم وهو فناء الكبار وتولي الصغار مهام وأمور ادارة الحي ، فمنهم من لبس لباس التقوى في النهار وفي الليل يتسلل متنكراً حتى يصل لمنزل راشيل ويدخله كي يرقص ويغني ويقرع المدام المسكوب في أحذية راشيل ، ومنهم من جاهر بالعلاقة وافتخر بها وفتح باب بيته لراشيل كي تحيي حفلات الرقص والعري سالبة بذلك قلوب المراهقين الأحداث منهم والمتأخرين!
بقي منزل الشيخ (أبو ثرمة) محافظاً على وقاره وتقاليده مجاهراً ومسراً باستنكاره لراشيل وافعالها ، حتى خرق تلك المواقف شاب من أقارب الشيخ يسمى (أخيضر) لأنه ولد شديد السمرة وكان ذلك الشاب متمرداً على قيم مجتمعه يخفي الرغبة بضرورة تغيير نمط الحياة فيه ومستعداً للتعاون مع راشيل رغم أنف (أبو ثرمة) . استطاع أخيضر أن يتسلل الى بيت راشيل مراراً وتكراراً مقنعاً (أبو ثرمة) بأنه يحاول أن يقنع (راشيل) بضرورة ترك بيتهم في حاله بشرط عدم التدخل في شئون راشيل وأعوانها في القرية، وهو في الحقيقة يخطط مع (راشيل) للإستيلاء على منزل (أبو ثرمة) ليواكبا ما يحدث في القرية من انفتاح في الأنفس والأجساد والمواقف.
حدث ماكان متوقعاً فاق الشيخ (أبو ثرمة) من نومه ذات صباح وإذ بـ(راشيل) مستلقية على أحد الكنبات في المنزل وجميع شباب المنزل يقبلون يديها ورجليها أما (أخيضر) فقد فاز بتقبيل رأسها وتلميس شعرها مع تنهدات وآهات المحب العاشق ، عندها لم يستطع (أبو ثرمة) الصمود فمات بالسكتة القلبية !
لم يمض على تلك الحادثة وقت طويل حتى فاق أهل الحي بشباب منزل (أبو ثرمة) ونساءه وهم يئنون وينوحون خارج منزلهم ويندبون اليوم الذي أدخلوا (راشيل) له . فقد تكرر الحدث وطردتهم راشيل شر طردة ولكن نتيجة للخدمة الجليلة التي قدمها (أخيضر) لم تطرده بل وضعته في كوخ صغير مخصص لكلاب الحراسة واسكنته قرب باب الخدمة بجانب برميل القمامة !.....