عمرو بن معد بن يكرب بن عبد الله بن عمر بن عصم بن عمر بن زبيد وهو احد مشاهير الفرسان التي انجبتهم الجزيرة العربية وجاء الى سيدنا الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مع قومه من اليمن فاعلن اسلامه .
وقد كان ابي النفس شديد الوقعة في الحرب * بعيد الصيت حتى قيل له دون غيره من الفرسان ( فارس العرب ) علما كان يقال لكل فارس سواه ( فارس بني فلان ) وكفى .
والمعروف ان هذا البطل العربي وهو عمرو كان فارسا من فرسان الجاهلية وله مواقف مذكورة ومواطن مشهورة ويكنى ( ابى ثور ) فهو احد فرسان العرب وخطبائها وشعرائها . نشأ في ( مذجح ) وكان سيدا مطاعا * وان النعمان بن المنذر اختاره في الوفد الذي ارسله الى كسرى وقد طال العمر به حتى ادرك الاسلام * وفي عهد الخليفة الراشدي ابي بكر الصديق ( رض ) اختاره كاحد القادة لمعركة اليرموك وقاتل في المعركة قتال الابطال * وذهبت فيها احدى عينيه وشهد حروب الفرس وكانت له فيها افعال عظيمة واهوال جسيمة * وكان الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ( رض ) اذا راءه قال ( الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو ) .
روي عنه انه ساله يوما . ( ياعمرو اي السلاح افضل في الحرب قال فعن ايها تسال قال ماتقول في السهام قال منها مايخطيء ويصيب قال فما تقول في الترس قال هو الدائرة وعليها تدور الدوائر . قال فما تقول في السيف قال ( ذلك العدة عند الشدة ) ) وقد سال صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات مرة عمرو كيف تقاتل بهذا السيف القصير فرد عليهم اني اقاتل بهذا الذراع وليست بالسيف .
وكان الخليفة عمر بن الخطاب (رض ) يعتمد عليه في اوقات الشدائد وقد كان يذكر الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب بان عمرو بن معد يكرب يعادل الف فارس .
فقد اختبرت هذه الرجولة والايمان الصلب الذي لايتزعزع في معركة القادسية وذلك عندما نزل عمرو عند النهر وقال لاصحابه انني عابر على هذا الجسر فان اسرعتم جزر الجزور وجتموني وسيفي بيدي اقاتل به تلقاء وجهي وقد عرفني القوم وانا قائم بينهم وان ابطاءتم وجتموني قتيلا بينهم ثم انغمس فحمل على القوم
ومن مأثره يقال ان رستم الذي قدمه ملك الفرس (يزدجر) ليقاتل المسلمين يوم القادسية وهو على ظهر فيل فأستقبله عمرو فضرب الفيل وقطع عرقوبه فسقط رستم وسقط الفيل وكان عليه (خرج)كان فيه اربعون الف دينار وقتل رستم وهزمت العجم
وكذلك اشترك في معركة ( جلولاء ) التي قادها ( هاشم بن عتبة بن ابي وقاص ) فكان عمرو مستشارا عسكريا للقائد ومسؤول على الخيالة
كما شارك في معركة نهاوند تلك المعركة التي قادها بطل عراقي ( النعمان بن مقرن المزني ) وقتل في معركة نهاوند من اهل فارس عدد كبير حتى ملئت دمائهم ارض المعركة . لقد انتصر العرب وطاردوا فلول الفرس حتى وصلوا الى همدان وبذلك انتهت (معركة نهاوند) الحاسمة وقد اطلق عليها العرب المسلمون ( فتح الفتوح ) وجائت هذه التسمية لانه لم تقم للفرس بعد ذلك قائمة
ولم يكن للاعاجم بعد ذلك جماعة
ومن المعروف ان قبيله العكيدات ( العقيدات ) ترجع في النسب الى هذا الصحابي الجليل
كان سيفه يسمى الصمصامة
ومن أشهر ماقال غير شعره كلامه الذي وجهه لكسرى قائلا: (( إنما المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، فبلاغ المنطق الصواب ، وملاك النجبة الارتياد ، وعفو الرأي خير من استكراه الفكرة ،وتوقف الخبرة خير من اعتساف الحيرة ، فاجتذب طاعتنا بلفظك ، واكتظم بادرتنا بحلمك ، وألن كنفك يسلُس لك قيادنا ، فإنا أناس لم يوقس صفاتنا قراع مناقير من أراد لنا قضماً ، ولكن منعنا حمانا من كل من رام لنا هضماً
ومما قيل فيه أنه أشجع العرب في شعره فقد كان الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان جالس مع مجموعة من ندمائه المهتمين بالشعر فقال لهم: أي العرب أشجع في شعره؟ ..... فقال أحدهم: هذا سؤال معلوم إجابته وهو عمرو بن معدي كرب......... فقال عبدالملك: أو ليس هو القائل:
ولما رأيت الخيل زوراً كأنها *** جداول زرع أرسلت فاسطبرّت وجاشت إليّ النفس أول مرّة *** وَرُدّت على مكروهِها فاستقرّت
ظللت كأني للرماح دريئةٌ *** أقاتل عن أبناء جرمٍ وفرّت
====
زوراً: قادمة مائلة عليّ ومفردها أزور ----- اسطبرّت: أسرعت
جاشت: ارتفعت وهي عادة للنفس فجاشت النفس أي ارتفعت حد الغثيان
دريئة: هي حلقة يتعلّم الرامي الطعن والرمي عليها قديماً وهي إشارة إلى هربه من الفرسان وأصبح كالدريئة لهم ----- أبناء جرم: قبيلة بنو جارم
والنعم والله من الجد الاكبر والصحابي الجليل
تسلم ايدك بوعيسى
موضوع رائع ولي هذه الاضافة على الموضوع
وفي سيرة ابن هشام ، فصل: قدوم عمرو بن معد يكرب في أناس من بني زبيد
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن معد يكرب في أناس من بني زبيد، فأسلم وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قيس، إنك سيد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول فإنه لن يخفى عليك، وإذا لقيناه اتبعناه وإن كان غير ذلك علمنا علمه فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه فركب عمرو بن معد يكرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وصدقه وآمن به. فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا، وتحطم عليه وقال خالفني وترك رأيي; فقال عمرو بن معد يكرب في ذلك
أمرتك يوم ذي صنعاء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء الله والمعروف تتعده
نعم الجد ونعم السائرين على أثره فليسأل كلا منا نفسه كم انا اساوي بمقياس جدي معد بن كرب شجاعة واقداما ودينا وحرية رأي فها أنا حر أم تابع للآخرين لأني اعتقد أن العقيدي لايسير وراء الآخرين وما مواقف الأجداد ومفاخرهم الا شاهدا على ذلك