كانت قبيلة شمر ولاتزال في منطقة حائل في نجد، وقد دفع الجفاف والمحل بقسم من بطون شمر للهجرة الى الشمال كما كانت تهاجر قبيلة عنزة وأكبر هجرة هاجرتها شمر نحو الشمال كانت بقيادة مطلق الحميدي ( الجربا) عام 1792م.
وبقيت عبدة من شمر تترأس قبائل شمر في الجنوب، ولم تنقطع صلات شمر الشمال بشمر الجنوب مطلقاً، فكانوا يقومون بحملات عسكرية لمساندة شمر الجنوب ضد ( ال سعود من عنزة ) ، ففي إحدى المعارك قتل مطلق الجربا على حدود السعودية وهو و يناصر آل الرشيد حتى بسطوا سلطانهم على كامل نجد في الفترة من (1868-1895) .
وسرعان ماتبدلت الاحوال ومالت كفة التوازن لصالح السعوديين عندما استولى عبد العزيز السعود على حائل عام 1920 م فبعد هذا التاريخ أتخذ شمر الشمال موقف الثبات في الجزيرة، بل وعززت تواجدهم موجات من شمر الجنوب ففي العشرينات من هذا القرن كانت مضارب شمر تشاهد وهي ترتحل من البوكمال حتى الخابور .
تتمايز قبيلة شمر في بطون هي : عبدة، وسنجارة، وقيل الاسلم، ولكن مايهم المنطقة المدروسة القعيط من شمر الذين يرجعون إلى خرصة شمر.
فقد اختلفوا مع العقيدات إثر حادث أليم.. فقد كان حسين الكسار ( من عشيرة البكير من العقيدات ) يقوم بالأغارة على بدو الجزيرة ليلا ويأخذ إبلهم، وفي كل مرة كان يعود بغنائمه ويمر بديار القعيط ومن عادة الغزاة اذا مروا بمضارب الأصدقاء أن يشربوا القهوة العربية في بيت المضيف فمر أصحاب ( حسين الكسار ) على مضافة القعيط ومنهم الرامي الشهير في العقيدات ( على السويجى ) وقد تنكر حسين في الأبل ورفض دخول المضافة حتى لايعرفه أحد.
فسأل الشيخ حمود القعيط لماذا صاحبكم لم يمر ؟! .
فقالوا : ياطويل العمر انه مريض، فشك في الأمر، وذهب إليه بنفسه وبرفقته بعض الرجال، وطلب منه الذهاب لتناول القهوة فرفض فضربه بالسوط فتناول حسين الكسار البندقية وقتل ( الشيخ حمود القعيط ) وهرب، فقام الخرصة وقيدوا علي
ورفاقه وقتلوهم بدلا وثارا لحمود، فكانت الشرارة التي اججت نار الحرب بين شمر والعقيدات وتوالت الغارات والتي كانت سجالا بين شمر والعقيدات مابين كر وفر مع بعض القصائد والتي كانت منها .
قصيدة للعقيدات يعاتبون بها شمر :
يارب يامدبر الهبايب والأمـطــــار = يامكسي الرياض الممحلات بدونه
وياراكبا حمرا من الهجن معطار = ومـن الـمـيـارج شايـبـات مـتـونــه
سلام لأبن هدوان وشمر الكبـار = كيف المنيع بحظكم تــكـتـفـونــه
على وصى لكم وثان لكم جـــار = عقب السلامة والوعـد تذبحـونـه
والصيت لشتيمان مع ابن كسار = ذبحم بدال حمودهــــم يذكرونه
وبالفعل شكل العقيدات جبهة بوجه شمر طولها أكثر من مئة وأربعون كيلو متراً في قسمها الشمالي البوكامل من العقيدات، وفي قسمها الأوسط الشعيطات والأذار وفي قسمها الجنوبي الدميم والمريح والحسون، وفي احدى هـذه المعارك قتل صفوك الفيصل عام 1942،
وفي 1945 شن الخرصة من شمر هجوماً على الشعيطات ونهبوا دلال القهوة من مضافة عبد الجزاع، وهذه مسبة كبيرة في العرف العشائري، وفي نفس العام 1945 هجم العـقيدات على القعـيط في (مغـيليث) قرب سبخة الملح في الجزيرة، وقـتـلوا مجموعة من خيرة شجعان شمر، *وجلبوا دلال القهوة منهم ومن القتلى (جناع النصار القعـيط ) .
ومن القصائد التي قيلت في هذه الحرب قال الشاعر محسن ابن عجل من شمر :
أرسلت من عندي مـكـاتـيـب وعـلـوم = انا احمد الله يــوم ربـى مـجـالـي
لابـن هـفـل شيـخ العقـيـدات تسلـوم = لي عاد أتت ماسوم اول وتالي
والله يـاجـــدعــان ديـــن لــك لـــــزوم = لو الحكومة يتركون الاهــــالـــي
نبي نصبحــكم بجــمعــيـن مزهـــــوم = ونـخلى الخابور والشط خالـــي