تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
 الشويطي
 02:04 PM
 22.09.06
إذا الشَّعْـبُ يـومـاً أرادَ الحيـاةَ

فـلا بُـدَّ أنْ يَسْتَجيـبَ القـدرْ

ولا بُـدَّ للَّيْــلِ أنْ ينجلـــي

ولا بُـدَّ للقيــدِ أن يَنْكَسِــرْ

وَمَنْ لـم يعانقْـهُ شَـوْقُ الحيـاةِ

تَبَخَّـرَ فِـي جَوِّهـا، وانـدَثَـرْ

فويلٌ لِمَـنْ لَـمْ تَشُقْـهُ الحيـاةُ

مـن صَفْعَـةِ العَـدَمِ الـمنتصـرْ

كـذلك قالـتْ لـيَ الكائنـاتُ

وحـدَّثَنِـي رُوحُهَـا الـمُستَتِـرْ

وَدَمْدَمَتِ الرِّيـحُ بيـن الفِجـاجِ

وفوقَ الجبـالِ وَتَحْـتَ الشَّجـرْ

إذا مـا طَمحْـتُ إلـى غَـايـةٍ

رَكبِتُ المنـى ، وَنَسِيـتُ الحَـذرْ

ولـم أتجنَّـبْ وُعُـورَ الشِّعـابِ

ولا كُـبَّـةَ اللّهَـبِ المُستَعِــرْ

وَمَنْ لا يـحبُّ صُعُـودَ الجبـالِ

يَعِشْ أبَـدَ الدَّهْـرِ بيـنَ الحُفَـرْ

فَعَجَّتْ بقلبـي دمـاءُ الشَّبـابِ

وضجَّت بصـدري ريـاحٌ أُخَـرْ

وأطرقتُ ، أُصغي لقصفِ الرُّعـودِ

وعزفِ الرّيـاحِ ، وَوَقْـعِ المَطَـرْ

وَقَالتْ ليَ الأرضُ ، لـما سألـتُ

أيـا أمُّ هـل تكرهيـنَ البَشَـرْ ؟

أُباركُ في النَّـاسِ أهـلَ الطُّمـوحِ

ومَـنْ يَسْتَلِـذُّ ركـوبَ الخطـرْ

وألْعـنُ مَـنْ لا يماشـي الزَّمـانَ

ويقنـعُ بالعيْـشِ عيـشِ الحجـرْ

هو الكونُ حيٌّ ، يـحبُّ الحيـاةَ

ويحتقـرُ الميْـتَ ، مَهْمَـا كَبُـرْ

فلا الأفْقُ يحضُـنُ ميْـتَ الطُّيـورِ

ولا النَّحْـلُ يلثِـم ميْـتَ الزَّهَـرْ

ولولا أمُومةُ قلبـي الـرّؤومُ لَمَـا

ضمَّـتِ الـميْتَ تلـكَ الحُفـرْ

فويلٌ لِمَـنْ لـم تَشُقْـهُ الحَيـاةُ

مـنْ لعنـةِ العَـدَمِ الـمنتصـرْ

وفي ليلـةٍ مـن ليالـي الخريـفِ

مثقَّلـةٍ بـالأسـى والـضَّجَـرْ

سَكـرتُ بها من ضيـاءِ النُّجـومِ

وغنَّيْـتُ للحُـزْن حتَّـى سَكِـرْ

سألت الدُّجى: هل تُعيـدُ الحيـاةُ

لـما أذبلتـه ربيـعَ الـعُمُـرْ ؟

فلـم تَتَكَلّـمْ شِفَـاهُ الـظَّـلامِ

ولـم تترنَّـمْ عَـذَارى السَّحَـرْ

وقـال لـيَ الغـابُ فِـي رقَّـةٍ

محـبَّـبَـةٍ مِثْـلَ خفْـقِ الوتـرْ

يجيءُ الشِّتـاءُ ، شتـاءُ الضّبـابِ

شتـاءُ الثّلـوجِ ، شتـاءُ المطـرْ

فينطفىءُ السِّحْرُ ، سحْرُ الغُصـونِ

وسحرُ الزُّهـورِ ، وسحرُ الثَّمَـرْ

وسِحْرُ السَّماءِ الشَّجـيُّ الوديـعُ

وسِحْرُ الـمروجِ ، الشهيُّ العَطِـرْ

وَتَهـوِي الغُصـونُ، وأوراقُـهَـا

وأزهـارُ عهـدٍ حبيـبٍ نَضِـرْ

وتلهو بـها الرّيـح فِي كُـلِّ وادٍ

ويدفنهـا السيّـلُ، أنَّـى عَـبَـرْ

ويفنـى الجميـعُ كحلْـمٍ بديـعٍ

تألّـقَ فِـي مهجـةٍ وانـدَثَـرْ

وتبقَى البُـذُورُ ، التـي حُمِّلَـتْ

ذخيـرةَ عُمْـرٍ جـميلٍ ، غَبَـرْ

وذكرى فصـولٍ، ورؤيـا حَيـاةٍ

وأشباحَ دنيـا ، تلاشـتْ زُمَـرْ

معانِقَـةً ، وَهْي تحـت الضَّبـابِ

وتحْـتَ الثُّلوجِ ، وتحـتَ المَـدَرْ

لَطِيـفِ الحيـاة الـذي لا يُمـلُّ

وقلبِ الرّبيـعِ الشـذيِّ الخضِـرْ

وَحَـالِمـةً بأغـانـي الطّيـورِ

وعِطْرِ الزُّهـور ، وَطَعْـمِ الثَّمَـرْ

ويمشي الزَّمانُ ، فتنمـو صـروفٌ

وتذوي صـروفٌ ، وتحيـا أُخـرْ

وتُصبِـحُ أحـلامُهَـا يـقْـظـةً

مـوَّشَّحـةً بغمـوضِ الـسَّحَـرْ

تُسَائِـل: أيـنَ ضَبـابُ الصَّبـاحِ

وسِحْرُ الـمَساءِ ؟ وضوءُ القَمَـرْ ؟

وأسـرابُ ذاكَ الفَـراشِ الأنيـقِ ؟

وَنَحْـلٌ يغنِّـي ، وغيـمٌ يَمُـرْ ؟

وأيـنَ الأشعَّـةُ والكـائنـاتُ ؟

وأيـنَ الـحيـاةُ التـي أَنْتَظِـرْ ؟

ظمئتُ إلى النُّـور، فوق الغصـونِ

ظمِئتُ إلى الظِّلِّ تـحت الشَّجَـرْ

ظمِئتُ إلى النبـع بيـن المـروج

يغني مـر يرقـص فـوق الزّهَـر

ظمئـتُ إلـى نَغَمـاتِ الطُّيـورِ

وهَمْسِ النّسيـمِ ، ولحـنِ المَطَـرْ

ظمئتُ إلى الكـون! أين الوجـودُ

وأنَّـى أرى العـالَـمَ المنتظَـرْ ؟

هُو الكونُ ، خلف سُبَاتِ الجُمـودِ

وفِـي أفُـقِ الـيَقظـاتِ الكُبَـرْ

ومـا هـو إلاّ كَخَفْـقِ الجنـاحِ

حتّـى نـما شـوقُهـا وانتصَـرْ

فصـدَّعَـتِ الأرضُ مـن فوقهـا

وأبْصرتِ الكَوْنَ عـذبَ الصُّـوَرْ

وجـاء الـرَّبيـعُ ، بـأنغـامِـهِ

وأحـلامِـه، وصِبـاهُ الـعَطِـرْ

وقبَّلهـا قُـبَـلاً فِـي الـشِّفـاه

تُعيدُ الشَّبـابَ الذي قـد غَـبَـرْ

وقال لـها : قد مُنِحْـتِ الحيـاةَ

وخُلِّـدْتِ فِي نَسْلِـكِ المدّخَـرْ

وباركَـكِ النُّـورُ، فـاستقبلـي

شَبَابَ الحيـاةِ وخصْـبَ العُمُـرْ

ومـن تَعْبُـدُ النُّـورَ أحـلامُـه

يُبَـارِكُـهُ النُّـورُ أنَّـى ظَهَـرْ

إليكِ الفَضـاءَ ، إليـكِ الضيـاءَ

إليكِ الثَّرى ، الحالـمَ ، المزدهـرْ

إليـكِ الجمـالَ الـذي لا يَبيـدُ

إليكِ الوجودَ ، الرَّحيبَ ، النَّضِـرْ

فميـدي ، كما شئـتِ ، فـوق

الحقولِ بِحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزّهَـرْ

وناجي النَّسيمَ ، وناجـي الغيـومَ

وناجي النجومَ ، وناجـي القمـرْ

وناجـي الـحيـاةَ وأشـواقّهـا

وفتنـةَ هـذا الوجـودِ الأغَــرْ

وشفَّ الدُّجـى عن جمالٍ عميـقٍ

يُشِبُّ الخيالَ ، ويُذكـي الفِكَـرْ

ومُدَّ على الكون سِحْـرٌ غريـبٌ

يصـرّفُـهُ سـاحـرٌ مقـتـدِرْ

وضاءَتْ شموعُ النُّجـومِ الوِضَـاءِ

وضَاعَ البَخُـورُ، بَخُـورُ الزّهَـرْ

وَرَفْرَفَ روحٌ ، غريـبُ الجمـال

بأجنحـةٍ مـن ضيـاءِ الـقَمَـرْ

وَرَنَّ نشيـدُ الـحيـاةِ المقـدّسُ

فِي هيكـلٍ، حالِـمٍ ، قَدْ سُحِـرْ

وأُعْلِنَ فِي الكـونِ: أنّ الطمـوحَ

لـهيبُ الحيـاةِ ، ورُوحُ الظَّفَـرْ

إذا طَمَحَـتْ للحيـاةِ النُّفـوسُ

فـلا بُـدَّ أنْ يستجيـبَ القَـدَرْ
=================
ابو القاسم الشابي
 دموع
 11:17 AM
 23.09.06
صدقا صدقا صدقا يا الشويطي

كانت اجمل قصيدة احببتها بايام الدراسة وحفظتها بسرعة بسرعة ومن بعدها احببت كل شعر طلع لابا القاسم الشابي .

بقرائتي للقصيدة فرحت اولا بذكريات الدراسة ثم باسمى معاني هذه القصيدة


سلمت يداك يا الشويطي


دموووووووووووع
 علي الساري
 11:29 AM
 23.09.06
تسلم ياالشويطي
فعلا كما قالت دموع انها من اجمل القصائد اللي درسناها
ايام المدرسه.
 الشويطي
 02:31 PM
 23.09.06
شكرا يادموع على الرد
والشكر ايضا موجه للساري
ولكل زائر للموضوع
بس اذا تستطيعوا تذكر بعض القصائد التي اخذتموها بالمدرسة
ليش ماتخلونا نتمتع وتنزلونا كم قصيدة من الماضي الجميل
يالله خلونا نعيد الذكريات بمشاركاتكم

تقبلوا تحياتي
 إبن الفرااات
 09:24 AM
 25.09.06
قصيدة للشاعر عمر أبي ريشة قالها بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة

يا عروس المجد تيهي واسحبي ***** فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـري حـفنة رمل فوقها **** لـم تـعطر بدم حـر أبـيّ
درج الـبـغي عـليها حـقبة **** وهــو ى دون بـلوغ الأرب
وارتـمى كـبر الـليالي دونها **** لـين الـناب كـليل الـمخلب
لا يـموت الـحق مهما لطمت ***** عـارضيه قـبضة المغتصب
مـن هـنا شـق الهدى أكمامه **** وتـهادى مـوكبا فـي موكب
وأتـى الـدنيا فـرقت طـربا **** وانـتشت مـن عبقه المنسكب
وتـغـنت بالمروءات الـتي ***** عـرفتها فـي فـتاها العربي
أصـيد ضـاقت به صحراؤه **** فـأعـدته لأفــق أرحــب
هـب لـلفتح فـأدمى تـحته ***** حـافرُ الـمهر جـبينَ الكوكب
وأمـانيه انـتفاض الأرض من *****غـيهب الـذل وذل الـغيهب
وانـطلاق الـنور حتى يرتوي ***** كـل جـفن بـالثرى مختضب
حـلم ولـى ولـم يُـجرح به **** شـرفُ المسعى ونبلُ المطلب
يـا عروس المجد طال الملتقى ***** بـعدما طـال جوى المغترب
سـكرت أجـيالنا فـي زهوها ***** وغـفت عـن كـيد دهر قلّب
وصـحـونا فــإذا أعـناقنا ***** مـثـقلات بـقيود الأجـنبي
فـدعوناكِ فـلم نـسمع سوى ***** زفـرة مـن صـدرك المكتئب
قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم **** نـرخص الـمهر ولم نحتسب
فـحـملنا كـل إكـليل الـوفا **** **ومـشينا فـوق هـام النوب
وأرقـنـاها دمــاء حــرة ***** فاغرفي ما شئت منها واشربي
وامـسحي دمع اليتامى وابسمي***** والمسي جرح الحزانى واطربي
نـحن مـن ضـعف بنينا قوة *****لــم تـلن لـلمارد الـملتهب
كـم لـنا مـن ميسلون نفضت ***** عـن جـناحيها غـبار التعب
كـم نـبت أسـيافنا في ملعب ***** وكـبت أفـراسنا فـي ملعب
مـن نـضال عاثر مصطخب **** لـنـضال عـاثر مـصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى ***** غـلب الـواثبُ أم لـم يغلب


 الشويطي
 09:37 AM
 25.09.06
صح لسان الشاعر

وتسلم ايدك يا ابن الفرااات على هذه النقل الرائع
 ذيب الفرات
 12:08 AM
 26.09.06
ابن الفرات والشويطي
تسلم ايديكم عالقصايد الرائعة
Up