ما زال الفرات يجري
قل ماؤه او زاد .. مازال يدندن اغنية قديمة حفضها من خبر الحياة وادرك منتهاها ... اراني اهمس اليه .. توقف لحضة دعنا نتسامر كم بنيت عليك من سدود يضنها الناس انها / روضتك / فاستكنت لواقعك ..
فاسمع الاجابة خريرا....ولكنه الفرات ...والماء يحفر الصخر الاصم
وتقول موجاته : هدوء النهر وبطء جريانه .. استراحة محارب فقد ظل الاف السنين مرعبا ومخيفا فلا باس ان يرتاح وسنوات لا تقدم ولا تاخر في شهادة ميلاده وحسن سلوكه وسيرته الذاتية فالفرات الذي نعجز ان نخرج له ورقة قيد نقرآ فيها تاريخى الولادة او العمر الافتراضي له ما زال يجري بيد ان هناك كما من الاوراق التي تحوي ولادة سد هنا واخر هناك
والعمر المقدر لكل سد وما يخلفه من دمار اذا ما انهار احدها يوما ما
هذا النهر الذي تولد قطراته من مكان قصي ويقطع الاميال عابرا الفيافي والحقول لتنتهي به المسافة في الخليج يضرب مثلا في الهجرة والتجوال وتوحيد الشعوب ولم ينم يوما
ولو قدر له الحديث لروى قصصا من الحب والعذاب .. وذكر امنيات مات دونها اصحابها وردد اسماء نعجز عن ان نحصيها ولضاقت كل الحواسيب عن استيعابها وما زال يجري ...
لماذا انت صامت ايها النهر ..كصمت ابي الهول او اشد صمتا
هل لي ان احمل معي كاس ماء من عذب مائك معي .واشربها بغربتي ؟
ولكن كم من كؤوس احتاج ؟ ولكني سابقى ابن الفرات وان شربت من النيل او من سواه
اصحيح ان الفرات موصوف للذكورة ام انها اسطورة لفقها من سمعوا بالفرات ولم يسعفهم حضهم ان يشربوا من مائه
وادعوها علاجا
ارى ان عشقنا لك قد حولنا الى اطفال رضع نبكي ان لم يسعفنا حليب الامهات
ايها النهر يا صديق العمر دعني القي عليك السلام مفتخرا بانك كريم اكثر منا فانت تمر بمدن شتى تسقي كل حي لاتنضر الى طبائع البشر الغني والفقير الامين والسارق الصادق والمنافق
فما حجبت يوما كاس ماء عن احد ولا فكرت بقطع رزق ارض تعتاش على مائك مهما كان اصحابها .. بل من تسقيهم يفعلون ....
سلاما ايها النهر واعلم انا نحملك في داخلنا ... وتجري في دمائنا فهل لي ان اودعك بامانة
فهلا ابقيت لي حصتي القليلة من مائك ان طال السفر
وان يغسلني ماؤك ان غاب العمر
اضنك لاتبخل ... ولكن هل يفعلها البشر ؟؟