تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
مجلس القصص والروايات>عدالة لأجل حصان
 Al-zeer
 10:29 AM
 16.08.06
تنتشر مدينة ( آتري ) الإيطالية الصغيرة على تل في منتصف الطريق الصاعد إلى جبل ( أبروزي ) وتاريخها يرجع إلى عهود الرومان ولكنها إشتهرت لسببين : جرس و حصان
الجرس من البرونز ولكنه صقل حتى بدا وكأنه من الذهب الخالص وحين علق لأول مرة في ساحة السوق دقت مجموعة الأبواق تدعوا سكان المدينة للتجمع وقد كرسه العمدة للمناداة
قال : هذا جرس نبيل ولكني آمل أن لا يسمع دائما لأن الجرس سيقرع فقط في حالات الإضطرار إذا لقي أي فرد معاملة غير عادلة أو حاق به ظلم بطريقة ما * سأدعوه بجرس العدالة أي إنسان غنيا كان أو فقيرا له أن يدق الجرس فالحبل طويل و يستطيع حتى الطفل الوصول إليه ولكن يجب أن لا يلمس الحبل إلا إذا وقع ظلم ما
مرت سنوات و مدينة آتري تتمتع بالهدوء فسكانها أناس طيبون مستقيمون يساعد بعضهم البعض الآخر ونادرا ما كان الجرس يقرع لقد علق في السوق على الأكثر ليذكر مواطنيها بأنهم كرام منصفون
مع مرور الزمن رث الحبل وتهرأت ضفائره لم يلاحظ أحد ذلك حتى تحدث العمدة إلى مساعده في الأمر
قال : إن الزمن و الطقس قد أبليا الحبل وحولاه إلى نتف فعلينا إستبداله أجاب المساعد : ليس الأمر سهلا إذ لا تتوقع تماما أن نجد في المدينة قطعة حبل طويلة إلى هذا الحد علينا أن نرسل في طلب حبل جديد عبر الجبال سأل العمدة : وأثناء هذا الوقت ؟ قال المساعد في هذا الوقت أعتقد أنه يجب أن نضع حبلا بديلا جيدا سأقتطع من عريش العنب في حديقتي كرمة طويلة و أربطها بالجرس إنها متينة وستفي بالغرض حتى يصل الحبل الجديد
كان يعيش في ضواحي آتري فارس قديم كان في ما مضى من هواة الصيد وله صقوره الخاصة وكلاب صيد أصيلة و خيول وسيمة لكنه أصبح أخيرا بخيلا فقد باع صقوره وكلاب صيده وجميع خيوله ما عدا واحد وقد أخذ يهمل شأنه إذ هو يقضي أيامه في عد نقوده ويفكر بالطرق التي ينمي بها ثروته
قال في نفسه : ما فائدة تعهد هذا الحصان الهرم لقد تركت الصيد الآن إنه لا يفيدني ولا أحتاجه إلا وقت العطل فهو منزوي يأكل في إسطبلي فلأتركه يذهب ليأكل في أي مكان يجده
وهكذا إنصرف الحصان المسكين إلى أرجاء الريف يذود عن نفسه ويطوف هنا و هناك في الطرقات يبحث عن بقع الحشيش و الهروين أو قبضات من شعير أو فضلات من القش فيطرده المزارعون من حقولهم وتطارده الكلاب وتخز جلده الأشواك وما لبث أن أصبح في حالة يرثى لها
بعد ظهيرة يوم عرج إلى شوارع آتري وهناك في مركز السوق شاهد منظرا يبعث على الغبطة كرمة عنب طويلة و ريانة لم يتردد إذ طفق يقضم الأوراق العالقة والدانية منها يقطعها بشراهة من شدة الجوع ثم نتر بقوة الأوراق العالية في الكرمة فإهتزت بقوة لكنها لم تنكسر وبدأ الجرس يقرع ( طن طن طن )
هرع الناس إلى مركز السوق و إرتدى العمدة قبعته ودعا إليه مساعده صائحا : الجرس جرس العدل لقد ظلم أحدهم
إحتشد الجمهور و نظروا وهم يشهقون من الدهشة حين شاهدوا حصانا يهز الحبل بينما الجرس مستمر في الدق وكأنه يكرر بلسانه البرونزي :
دينك . دونك
ظلم .. ظلم
ظلم . قد وقع لا تتأخروا
إرفعوا الظلم ...
قال العمدة : إنه حصان الفارس الهرم وقد إحتج من أجل قضيته ببراعة إنه ينشد العدل وسيناله إستدعوا الفارس
صاح العمدة حين جلب الفارس أمامه : هذا مخجل لقد خدمك هذا الحصان بإخلاص لعدة سنوات فعليك أن تخدم خادمك تماما كما يستحق إنك لم تصبح بخيلا فقط بل ناكرا للجميل كذلك هناك مثل يقول ( إن إعتلاء ظهر الحصان رائع و مبهج ويبعث على الزهو لكن تلمس الطريق على القدم يدعو إلى الشعور بالهوان ) فإكبح تفاخرك وتقاسم ثروتك إني أذكرك بقانون العدالة هذا الجواد الكريم خدمك في حداثته لذا عليك أن تعتني به في هرمه كما ينبغي
أحنى الفارس رأسه وقاد حصانه الهرم معه إلى البيت بينما هتف الناس و إبتسم العمدة
قائلا : إن أجراس الكنيسة تقرع فنسرع إلى الكنيسة ولكنا لا تستطيع أن تدخلنا إليها أما جرسي فإنه يصنع الكثير إنه يأتي بالحق إلى المحكمة يتحسس قضايا المخلوقات التي لا تستطيع أن تعبر عن نفسها

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


هل لي أن أعرف ما فهمتم من مقصدي لطرح هذه القصة

عل و عسى أسمع أرائكم و قرائتكم لما بين السطور لكي أضيف وجهة نظري
 ذيب الفرات
 03:41 AM
 17.08.06
قصة رائعة اخوي الزير
وانا ما اعجبني فيها هي العدالة الرائعة والسهولة واليسر في وصول المظالم الى العمدة بطريقة رائعة
كذلك يجب لاننسى من كان لهم فضل علينا بزوال فضلهم
تحياتي الك اخوي الزير
Up