يُكرّر يومي ما أُعانيه في أمسي
وأُصبح من كيد الليالي كما أُمسي
وما زالتِ الأيامُ تقطع وعدَها
بصلح غدي، لكن يكذّبها حَدسي
أأرجو شروقَ الحظّ من حَلَك الدجى
وأبغي طلوعَ السعد من طالع النحس؟
وما أَمَلي فيها وقد شِمْتُ برقَها
وجَرّبتُ منها عادةَ الخُلْف والمكس
إذا لم تطب والعزمُ كالسهم قائماً
فما طيبُها والظهرُ أجنأُ كالقوس؟
أعرف غيبي
عدمتُكَ يا من تدّعي الزجرَ بالحصى
وكشفَ خفيّ الحال بالظنّ والهجْس
أتزعم علماً بالنجوم، وإنني
لأَدرى بغيبي من حُصَيّاتِكَ الخمس
لقد ذرأَتْني حكمةُ الله ذا حجاً
كما برَأَتْني شاعراً مرهفَ الحسّ
أكاد أرى ما خبّأ الدهرُ في غدي
قياساً على ما نابني منه بالأمس
وحسْبكَ من ذي خبرة بزمانهِ
دليلَ عناء أنّه شائبُ الرأس
خُلِقتُ هكذا
خُلِقتُ - على رغم الظروف - مُفَوَّهاً
عليماً بإحكام اليراعة في الطِّرْسِ
كأنيَ قد أُورِثتُ خطَّ «ابن مُقلةٍ»
أَوَ انّيَ قد قُمِّصتُ روحَ «امرىء القيس»
سوى أنني أجري لوجهٍ وغايةٍ
وتيار هذا العصر يجري على العكس
فلا زمني ينقاد وفقَ إرادتي
وتأبى انقياداً واتّضاعاً له نفسي
لذلك تلقاني وما لي بشاشةٌ
إذا ضَرب النُّدمانُ خمساً على خمس
على رأسي
تُضايقني الأرزاءُ حتى كأنني
على سعةِ الأرجاءِ أرقد في حبسِ
وتنشط روحي إنْ دُعيت لمأتمٍ
ويكسل طبعي إنْ دُعيتُ إلى عُرس
ويمشي على رجلين ناسٌ، وبعضُهم
على أربعٍ، أما أنا فعلى رأسي
وتحرمني الدنيا الخؤونةُ رِفدَها
وتختصّني بالضيم دون بني جنسي
ويعبس في وجهي الزمانُ مُقطِّباً
كأن زماني من بقايا «بني عبس»
كذلك حظي
وأعتاش في غابٍ كأن وحوشَهُ
مُسِخْنَ على هيئاتِ أو خِلَقِ الإنْسِ
إذا لم يُصبني من ثعالبها أذىً
لقيتُ الأذى من فتك ذُؤبانها الطُّلْس
وإن أَحترسْ يوماً عقاربَ وعثها
فكيف احتراسي شرَّ حيّاتِها المُلْس
كذلك حظي في الشقاوة آزلٌ..
وما أنا من عدل المقادير في لَبْس
فهل لكَ في إدراك مستقبلٍ مضى
فتُخضِرَ عُوداً جفّ من زمن الغَرْس؟
كذبتَ، وهل في مُكْنة السحر أنّهُ
يُعيد انبلاجَ الصبح من مغرب الشمس؟
نفسي
زمانيَ ألقى بي إلى صُمّ جندلٍ
ولو شاء ألقاني على موطىءٍ دَهْسِ
ولكنَّ نفساً أعجز الهمَّ قتْلُها
من الغَبْن أن تُبتاع بالثمن البَخْس
أترجم شعري
ومن سوء حظي أن تبيّأتُ معشراً
وما طبعُهم طبعي ولا جَرسُهم جَرسي
لهم منطقٌ لا يفهمون بغيرهِ
وما هو إلا منطقُ العضّ والرَّفْس
إذا قلتُ شعراً أطرقوا عن جهالةٍ
فأحسب أني في (هماشرةٍ) خُرْس
أُترجم للجُلاّس شِعري، كأنني
أُترجم في ما بينهم لغةَ الفُرْس
شرر اليأس
أُرقّق أشعاري لأُطربَ سامعي
فيَغلبُ فيها طابعُ الحزن والبُؤسِ
ولو كنتُ ذا لهوٍ وقفتُ قصائدي
على مُنشدي الأعراس أو طالبي الأُنس
ولكنما قَدْحُ الهموم بخاطريِ
يُولِّد في إنشائها شررَ اليأس
شبح الآداب
ومن أدعياء الشعر من عاب أنني
شربتُ وأهل الجاهلية من كأس
ويُعرض عن شعري، وينفر طبعُهُ
كما ينفر الشيطانُ من آية الكرسي
ويدعو إلى التجديد وهو مُسخَّرٌ
لهَدْمِ كيان الشعر بالخلط والدَسّ
لقد رفض الشعرَ القديمَ وإنّهُ
كمَن شاء أن يبني بناءً بلا أُسِّ
أرى شبحَ الآداب يمشي مُغمِّضاً
وأخشى عِثاراً منه في هُوَّة الرمس
ولا غروَ في أن يُبخَس الشعرُ حقَّهُ
إذا الشعراءُ استعذبوا رنّة الفَلْس
غير قسم
فَوَ «المتنبي» و«المعرّي» و«جَرْوَلٍ»
وما ورثوه عن «زهيرٍ» وعن «أَوْس»..
لئن بزّني سيفَ الصراحة ظالمٌ
لَحَسْبي، وأنعمْ بالكناية من تُرْس
سأُلبسه ثوباً من الشَّعر أسوداً
وأُوهمه بالشِّعْر أنه من بُرْسِ(1)
من لي بقلبٍ من الجبس
وقال: استعنْ بالصبر، واصمدْ لها، فقد
يُحوَّ ل مجرى السيل عند صفاً شَكْس
ومن لي بعين يرقَأُ العذلُ سيلَها
فتجمد، أو مَنْ لي بقلب من الجِبْس؟
يئستُ من الدنيا ورجعة عزّها
كما يئس الأغراب من رجعة «القدس»
تُضايقني الأرزاءُ حتى كأنني
على سعةِ الأرجاءِ أرقد في حبسِ
وتنشط روحي إنْ دُعيت لمأتمٍ
ويكسل طبعي إنْ دُعيتُ إلى عُرس
ويمشي على رجلين ناسٌ، وبعضُهم
على أربعٍ، أما أنا فعلى رأسي
وتحرمني الدنيا الخؤونةُ رِفدَها
وتختصّني بالضيم دون بني جنسي
ويعبس في وجهي الزمانُ مُقطِّباً
كأن زماني من بقايا «بني عبس»
كذلك حظي
السلام عليكم
اخوي خلف
ربما ظننتني انا ابو خليل
لكني للامانة اقول لك انني شخص لايعرف ابو خليل الا من خلال اشعاره الرائعة
ومرة او مرتين التقيت بابنه خليل حين كان يدرس في حمص
وان كنت اتمنى ان يكون معنا ابو خليل في هذا المنتدى
تحياتي الك