تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
مجلس الـشــعر والـشـــعــــراء>@@@ خرجت عن المجرة (للشاعر محمد الفراتي) @@@
 ذيب الفرات
 07:06 AM
 13.08.06
خرجتُ عن المجرّة مُستحِثّاً
قُوى روحي لتسرعَ في المسيرِ
فجدَّتْ بي وقد لمحتْ سَديماً
يُرى كالغيم من «ذات الشعور»
وطارتْ ألفَ عام وهيَ برقٌ
وأعياها مدى ذاك العبور
رأتْ ما لا ترى عينُ ابنِ أنثى
وإنْ جَهدتْ على كرّ العصور
رأتْ ما ليس يُحصى من شموسٍ
تحرَّك كالرَّحا بِيَدَيْ مُدير
تَدحرجُ كالكراتِ بصولجانٍ
خفيٍّ في يد المَلِك القدير
وقد تبدو توابعُها فتحكي
فَراشاً حام حول كُرات نور

غريبٌ أمرُ هذا الكون إني
لَيعجزُ عن تصوّره شعوري
فلو أُعطِيتُ قوّةَ ألفِ روحٍ
وطِرتُ هناك آلافَ الدهور
لما أدركتُ كم في الكون يُلْفى
سديمٌ وانكفأتُ على غروري
وعن ذاك السديم خرجتُ أهوي
إلى سُدُمٍ كأمواج البحور
تُدوِّم بالفضاء مبعثراتٍ
هنا وهناك تبعث بالحَرور
ولولا النورُ يُدفىء كنهَ روحي
إذاً جمدتْ ببَرد الزمهرير
بعدتُ عن السديم أشدَّ بعداً
إلى أن جزتُ أمواجَ الأثير
فلم أبصرْ من الأكوان شيئاً
يُعَدّ من الطبيعة كالنقير
سوى نورٍ ولا كالنور يُلْفَى
تراءى لي فضاعفَ من سروري
يلوح على مدى بُعدٍ سحيقٍ
كومض البرق في الليل المطير
فقلتُ لعلّ هذا نورُ ربّي
وذي سبحانه من قُدْس طوري
فزدتُ له اشتياقاً واعتراني
ذهولٌ كاد يُفقدني شعوري
فرحتُ له كمثل البرق تحدو
بيَ الأشواقُ كالطفل الغرير
إلى أن صرتُ عنه قابَ قوسٍ
ولا تسألْ هنالكَ عن حُبوري
إذا صوتٌ يرنّ بسمع روحي
غريبُ الجَرْس أشبهُ بالصفير
تعالى اللهُ ليس تراه روحٌ
مجردةٌ ولا عينا بصير
ولا تجهلْ فذلك نورُ طهَ
حبيبِ الله ذي الجاه الكبير
تقرّبْ واغترفْ من فيض نورٍ
يحفّ الكونَ كالبحر الغزير
ولما أنْ قربتُ نشقتُ عَرْفاً
ذكيّاً فانتشيتُ من العبير
مُحِيتُ من الوجود فلا وجودٌ
يُعبّر عن مفاتنه شعوري
ولا أدري بنفسي أين أضحتْ
فهل مُحِقتْ إلى أخرى الدهور؟
إذا بي فوق هذي الأرضِ أحيا
وتحت لوائه يحيا ضميري
Up