قامت القوات الأمريكية بالتمثيل بجثة شهيد عربي في معركة كبيرة في الرمادي يوم الثلاثاء الفائت، وذلك انتقامًا منه لما قام به من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف قواتها، وفي متابعة لهذا الخبر التقى مراسل 'مفكرة الإسلام' في الرمادي بأحد أطباء مستشفى الرمادي العام والذي عاين الجثة قبل دفنها وصرح لمراسلنا قائلاً لقد جاءتنا عناصر المقاومة العراقية بجثة رفيقهم الذي استشهد في اشتباكات الأسبوع الماضي مع قوات الاحتلال وكان عربيًا من السعودية، وبعد معاينتي للجثة وجدت فيها التالي: تم تمزيق صدره وتهشيم القفص الصدري كما تم ضرب الحجاب الحاجز واستخراج أمعائه الدقيقة، ووجدت عدة طعنات طويلة في معدته تبين بعد الفحص أنها بفعل حراب مسننة حيث ظهر ذلك من أثرها على بطنه ومعدته
كما تم التمثيل به من تحت السرة حيث حفرت أعضاؤه التناسلية بشكل فضيع جدًا لا يوصف، كما تم ضرب رأسه بالحراب والأدوات الحديدية، ويوجد على رأسه عدة حروق ناتجة من ضربه بفوهات بنادق حامية، جراء إطلاق النار منها، كما تم الكتابة على ظهره بحربة حادة جدًا باللغة الإنكليزية مفادها كلمة واحدة تعني[ليس بعد اليوم] أو ما شابه، وقد قمت بخياط بطنه وصدره رحمه الله بناءً على طلب رفاقه.
ويظهر في الصورة آثار حلق شعر الصدر لإتمام عملية خياطة جثة سعيد رحمه الله.
أما الشيخ عواد أحد قادة المقاومة فيذكر عن سعيد رحمه الله وتقبله في الشهداء قوله: لقد كان رحمه الله من مواليد 1975 وهو سعودي جاء إلى العراق ولم يدربه أحد قبل عدة أشهر ورفض الانضمام لأي مجموعة تواجه مواقف متباينة من الشارع العراقي أو العربي من حيث الرفض أو القبول، وقد أبلى البلاء الحسن، كان سعيد رحمه الله رجلاً بكل معنى الكلمة، كما كان يحب المزاح كثير للتفريج عن رفاقه، كان عطوفًا غيورًا على أعراض المسلمين، حتى إنه كان عندما ينظر إلى المباني والمنازل العالية في الرمادي فيقول: والله لولا خوفي من مداهمة الأمريكان منازل أهالي الرمادي واعتدائهم على النساء واقتحام منازلهن لجعلت رفاقي يحصدون 40 أميركيًا يوميًا من على أسطح المنازل عن طريق القنص، حتى إنه رفض ضرب الاحتلال داخل الأزقة والشوارع رغم تمكنه من حصد الكثير منهم لذلك السبب، ويقول أعراض السعوديات ليست أغلى من أعراض العراقيات كلهن مسلمات كلهن أخواتنا في الله.
وذكر الشيخ أنه في ليلة استشهاده أبلى البلاء الحسن واستبسل في المعركة حتى أننا تيقنا أنه مغادرنا الليلة رحمه الله .
ويواصل الشيخ الحديث عنه فيقول: كان في متوسط العمر ورفض الحياة الرغيدة في بلاده وجاء لكي يبلغ العراقيين الشرفاء منهم فقط، أن دين محمد أمانة في أعناق العراقيين وغيرهم.
وعن ليلة استشهاده قال: تقدم رحمه الله بعد أن تراجع عدد من جنود الاحتلال إلى الخلف في محاولة منه لفتح ثغرة تمكننا من كسرهم بالكامل عند مستشفى الرمادي العام البعيد عن المدينة في الجزء الشمالي، إلا أن طلقة تائهة استقرت في صدره وشاهدناه عندما سقط وسلاحه بيده وهو يردد: ربح البيع. ربح السفر. الحمد لله. اللهم ألحقني مع إخوتي، اللهم أستودعك من تركت في دياري لأني خرجت لأجلك لا لأجل أحد.
ويؤكد الشيخ أن صوته رغم إصابته كان مسموعًا، سمعنا زفرات موته وآهاته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة لكننا لم نستطع التقدم إليه؛ لأن الأمريكان كانوا قد اعتلوا أحد المناطق المرتفعة وبدءوا بالقنص وتمكنا من تخليص أربعة من رفاقنا الشهداء بينما تقدم هو عليه جنود الاحتلال وفعلوا ما فعلوا به وألقوه في قارعة الطريق، ترجل الأسمر البطل من فرسه بعد أن جاء من بلاد مهبط الوحي وحصد من الأمريكان وحلفائهم ما لم يحصده أحد، وهو ما يفسر حقد الأمريكان عليه واعتدائهم عليه بهذا الشكل.
وقد كان رفاقه العراقيون يسمونه 'أبو سمرة' وكان كثيرًا ما يبتسم ويفرح لذلك الاسم، حتى إنه يقول إنه اسمي الحركي لا تقولي لي من الآن فصاعدًا بسعيد أنا 'أبو سمرة'.
ويواصل الشيخ كلامه ليقول: دفن رحمه الله في الرمادي بعد أن جمعنا أجزاء جثته الممزقة بحراب الاحتلال، وكأننا دفنا أمة بأكملها وينهي الشيخ كلامه بقوله: سعيد في ركاب الشهداء فلا نامت أعين الجبناء.
اللهم إنك تعلم أن طغاة الأرض في كل الأرض يتآمرون على إسلامنا، اللهم اهدم بناءهم، وزلزل أركانهم، واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين.. اللهم عليك باليهود والأمريكان ومن كانوا لهم أعوان، اللهم عليك باليهود والأمريكان ومن ارتضوا ذلهم، اللهم عليك باليهود والأمريكان .. اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً يا رب العالمين..
"اللهم اجمعنا في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة، اللهم إنا نسألك الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين، اللهم إنا نسألك شهادة صادقة ننال بها من الأعداء".
"اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم سدد خطاهم، واستجب دعاءهم، اللهم عمّ عنهم العيون، وصمّ عنهم الآذان، واحفظهم بعزتك التي لا تضام".
"اللهم كن مع إخواننا المعتقلين، اللهم فرج كربهم، ولقنهم حجتهم، وثبتهم في وجه أعدائهم يا رب العالمين".
حسبي الله ونعم الوكيل..
حسبي الله ونعم الوكيل..
اللهم يا غياث المستغيثين.. ويا صريخ المستصرخين.. ويا عون المؤمنين.. ويا جار المستجيرين.. يا ذا العظمة والسلطان.. يا من قصمت القياصرة، وقَهرت الجبابرة.. .. اللهم سلط على اليهود والأمريكيين الريح القواصم، والبراكين والعواصف، واملأ قلوبهم بالرعب والخوف.
اللهم نكّس لهم كل راية.. وحُل بينهم وبين كل غاية.
اللهم اجعل جيش المسلمين جيشاً لا ينهزم، وبيوت المسلمين حصناً لا ينهدم.. اللهم أهلك اليهودَ والأمريكان كما أهلكت عادًا وإرم.. وأنزل عليهم سَيل العَرِمْ.
اللهم اكسر شوكتهم، واقض على ساستهم.. واجعل أموالهم وديارهم غنيمة للمسلمين في كل وقتٍ وحين.. يا منتقمُ يا جبار يا قهار.
اللهم سلط على اليهود والأمريكان من والاهم فتنةً سوداء تمزقُ قوتهم، وتحرقُ أئمتهم.. وتَشرب دماءهم، وتخطفُ أبصارهم، وتُذهبُ عقولهم، وتُخرب بيوتهم، وتنكسُ راياتهم.. بقوتك يا متين.. يا قوي يا متين.. يا ذا الجلال والإكرام والجاه والسلطان..
اللهم أيقظ في المسلمين الهمم والعزائم.. ونبه فيهم الغافل والنائم.. وارفع قدرهم إن قل عددهم.. واجعل الملائكة مددًا لهم.. واجعل الملائكة عوناً لهم فأنت نعم المولى ونعم النصير.. يا صاحب كل نجوى.. يا منتهى كل شكوى.. ويا كاشف كل بلوى.
اللهم قد جفت في العيون الدموع.. وقلّت من حولنا الجيوش والدروع.. وتكالبت علينا الأمم والجموع..
اللهم ارفع عنهم هذا البؤس والرجز.. واجعل لواءهم في كل مكان رايةً ورمز.. ورُد إليهم حقهم الذي أُخِذ.. يا رب