ماذا أقول و ماذا ينفع الكلم مادامت العرب لا ينطق لديها فم
ماذا أقول و هذا الصمت يجرحني أين الأخوة أين العون و الشيم
لكنني رغم هذا الذل منطلق لأفضح الصمت أو من شأنه صمم
هل هم نيام يجرون الونى ، ركنوا الى الرقاد فلا تخفيهم الظلم
أهل التقاعس رجع الصوت ديدنهم قال العدو : على منواله نظموا
سيشعرون إذا مد الزمان لهم عمراً و يغرقهم في ذلهم ندم
إلا دمشق بساح العز كم صمدت أصيلة و رعت تاريخها القيم
أليس ما بيننا من لحمة ربطت مدى الزمان و مُدّت بيننا رحم
و المجد في قمم التاريخ يجمعنا أفعالنا في الوغى تعلى و تحترم
داووا الجراح و شدوا عزم من نذروا أرواحهم فلعل الجرح يلتئم
ففي فلسطين إخوان لنا سلبوا حق الحياة بأفواه الردى ظلموا
أكرم بهم من ميامين بهم شرفت قوافل حين ثار النقع تزدحم
من كل أنحائها للمكرمات أتوا يشدهم نحو أهداف لهم علم
في غزة اليوم أبطال بها صمدوا و أظهروا جلداً ناءت به الأكم
قد أنجزوا سفر تاريخ به كتبت أمجادهم و سمت من فعلهم قمم
لنا عدو حقود ليس تردعه إلا الرعود و قد زلت به قدم
لبنان فيك جراح الأمس ما برئت و اليوم ينكؤها غدر فتضطرم
لبنان يا بلد الأحرار و ا أسفي قد دمروك و هم يدرون ما فعلوا
لكنك الآن رغم القهر منتصر على الحصار و تعلو عندك الهمم
ففي الجنوب رجال واعدوا صدقوا أفعالهم جمة لم يحصها قلم
جند من الله مبعوثون في زمن عز النصير به و اشتدت النقم
هم الوسام على صدر الزمان و هم قصائد لم تزل و الدهر ينفصم
لا يُهضم الحق مهما جُن سالبه ما دام فينا فدائيّ ملتزم
يا معتصم..
في أي حصن تختبئ
ولأي حضن تلتجئ؟
المسلمات صرخن من هول الألم
يا معتصم،
أفما رأيت؟
أشلاؤنا في كل شارع
في كل جامع
في كل بيت
سوّاه بالأرض الغزاة
تتناثر الأشلاء والأشياء والأسماء
يا معتصم،
الروم جاءت والتتر
وعيونهم ترمي الشرر
إن كنت في بغداد فاحذر
أو كنت في بيروت فاحذر
أو كنت في جبل المقطم في حصون القاهرة
لا تنتظر
لا تعقدن "المؤتمر"
اخرج إليهم قبل أن يأتوا إليك
واهجم عليهم قبل أن يثبوا عليك
من حاكم الروم العظيم إلى حقير المسلمين،
جيشي يوافيكم غدا أو بعد غد
وعديده من غير عد
وعتاده من غير حد"
يا معتصم،
ديوان جندك فيه آلاف الجنود..
وبيت مالك فيه أطنان النقود
فعلام تصمت؟
هم يحسمون خيارهم فاحسم خيارك
عفوا قصدت:
هم يحسمون خيارهم بدِّل "خيارك"
هم يمنعون جوارهم فامنع جوارك
هم يحرسون ديارهم فاحرس ديارك
وأنا أراقب عاصف الريح البعيد..
أقول: عصف المعتصم
هو في الطريق
وأحس بالحر الشديد
أقول: نار المعتصم
هي في الطريق
ويهزني رعد السماء..
أقول جيش المعتصم
هو الطريق..
هل أنت حقا في الطريق؟
أم في المضيق؟
يا معتصم،