بدوي صاحب أبل يتبعها في الربيع ويرتاد لها مسقط الغيث ومنابت الشجر ويقني منها وينيل ويبيح حليبها للقريب والبعيد
والمار وعابر السبيل ،،، اما في القيظ فيكون جار لصديقه الحضري يسقيها من ماء حديقته ويعلفها بما زاد عن حاجته واذا
ذهبت حرارة الصيف وطلبت الابل التمادي في المراعي حمل من لدن رفيقه ما يقيته ومن معه من تمر وبر وهكذاالثقه بينهما
موجودة والكلفه مرفوعه.
وقد تتابعت السنين على الحضري سنون عجاف اثقل كاهله دينها واخذ الغريم بتلابيبه واضطره الى بيع النخل عليه سداد لدينه
الا عشر نخلات استثناها وادعى انها ملك لصاحبه البدوي وهكذا يتم البيع ويتنقل الحضري الى بيت وسط القريه ويظل كاسف
البال مكسور الخاطر
فينتقل الخبر الى صاحبه البدوي ليقبل مسرعً ويشفع بحكم عشر النخلات التي له في هذه المزرعه ويسلم كامل القيمه الى غريم
صاحبه الحضري بعد ان باع من ابله ما باع واستخرج من مدخره ما استخرج
( كل هذا وصاحبه الحضري لايعلم ولم يشعر )
وذهب البدوي لصاحبه الحضري في داره بالقريه متجاهل ما صار بالنسبه لصاحب المزرعه. فقص الحضري قصته على
صاحبه البدوي. وبعدما قص عليه القصص اخرج ورقة المبايعه مع الغريم وسلمها له وقال: هاهو ملكك يعود اليك فارجع اليه
ولاتكن في امرك في ضيق ولامن حياتك في تعب وتذكر ان لك صديق لايدخر عنك مدخر ولايحب ان ينالك سوء .
وهنا قيل :
ياحبـي لاهـل الوفـــــا والاجاويــــــــد
لو هم من اهل الشرق والا الشمالي
خطوى الولد يصبر كما يصبر الحيد
يشيـل شيـل مثقـــــلات الجمالـــــــي
واحـد محاصيلـه لربعـه مناقيـــــــــد
يضرب على درب الردى ما يبالــــي
رفقاتهـم رفقـات حاجـــــة وتقليـــــد
بذرن بهـم كنـه بصبخـــــا هيالـــــي
ودك ترافـق مثـل عـــــواد وعبيـــد
يضرب بهم وصف لاتلـــى التوالـي
باع النخل بالدين هـو والمعاويــــد
وظهر مفلس من جميـع الحلالـــي
مستثني عشر نخـلات مـن الغيــــد
قال: لرفيقن قد فــــــزع لـي بغالـي
وفزع رفيقه مرذي الكنــــس العيـد
والدّيـن ساقـه بالوفـا والكمـــــالـي
رده علـى ملكـــــه بليــــا تحـاويــــد
ذي رفقة اللزمات بيــــن الرجالـــي
مهوب من يدرق رفيقه كما الصيـد
مضوة زمان وينكـر الفعـل تالــــــي
سبابـــــة القفــــى لـواام حواسـيـــد
الله عساهـــــم للفـنـــى والـزوالــي
الف صديق ولا عدو واحد فكيف اذا كانو كلهم مثل هذا البدوي الطيب تسلمين اخت سراب موضوع مميز