اخواني اخواتي اليوم حبيت ان اكتب لكم شيئا بسيط عن بلدتي وقريتي


(الغبرة)



تعتبر قرية الغبرة واحده من اربع قرى تضم عشيرة الحسون * وتقول احدى الروايات بان سبب التسمية ان هذا المكان كان ميدانا لسباق الخيل مما يثير الغبار عند السباق فدرج هذا الاسم الى ان تحول الى اسم ( الغبرة ) لقد سكنها الناس منذ مئات السنين * فهي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات يحدها من الشمال قرية السيال ومن الجنوب مزرعة عشائر .




وكان مايعرف بــ ( السيباط ) هو المنزل الذي تسكن فيه العائلة * ويعمل هؤلاء السكان ( اهل الغبرة ) بالزراعه كحرفة رئيسية وتربية الأغنام * حيث كان لهم موسمان موسم يقضونه في البادية وهو الشتاء والربيع وموسم اخر يقضونه فيما يعرف بــ ( الزور ) وهو موسم الخريف والصيف وتسمية ( الزور ) هو الامتداد الزراعي المحاذي لنهر الفرات على طول امتداده .


ولقد مرت هذه القريه المباركه بمراحل متعدده تمثلت هذه المراحل بضروف قاسية متعاقب فقد شهدت هذه القريه حكم مصطفى كمال بكل ماتضمنته هذه المرحله من مشاكل وصعاب وضلم وقهر وكان لسكان هذه القريه رغم ضروفهم القاسيه مواقف مشرفه في مقاومة الاحتلال البريطاني حتى انتهى ليحل محله الاحتلال الفرنسي الغاشم وكانت هذه القريه كغيرها من القرى ترفض الاحتلال والذل والتهاون فكانو مثلا رائعا للصمود والمقاومه الشعبيه وتفتخر هذه القريه بانها كانت معقل الشيخ مشرف الدندل فارس وشيخ الحسون وقائد ثورات هذه المنطقه .


ولقد كانت قرية الغبرة منطلقا هاما لمقاومة الفرنسيين * فمنها الرجال الذين لازال التاريخ يذكرهم ويذكر مأثرهم وبطولاتهم ومواقفهم المشرفه وهذا مايزيد هذه القريه فخرا واعتزاز ونذكر على سبيل المثال (الهامه) الذي ضرب اروع الامثله في مقاومة الفرنسيين وكان بحق فارسا وشاعرا .......


ومن الضروف التي مرت بها هذه القريه هي الضروف الاجتماعيه والمعيشيه القاسيه فلقد بدأت هجرة سكانها الى الخليج في الخمسينيات من القرن العشرين وبالتحديد إلى دولة الكويت لكنها كانت هجره قليله * حيث كان الناس يتعايشون على هذه الارض الطيبه التي اعطتهم خيراتها واخذت منهم الجهد والتعب وعلمتهم الصبر والصمود وتعلمت منهم العزه والكرامه * مع أن الضروف كانت قاسيه لا كهرباء ولا تعليم ولا مستشفيات لكن الصبر حل لكل مشكلة وامامه تهون كل الصعاب * وتمر الايام والسنين على هذه القريه حتى تتخلص من براثن الاحتلال وتبزق شمس الحريه فتتغير الاحوال بشكل تدريجي وتتحسن الضروف وتبدء عجلة التطور بالدوران ويستقر السكان بشكل افضل وتنتشر المدارس والمستشفيات والكهرباء * وكان لسد الفرات الدور الكبير في استقرارهم حيث اصبحت الزراعه منتضمه وانطلقت حركة العمران من ( السيباط ) الى بيوت من الطين ثم الى احدث .


ويسكن قرية الغبرة أبناء عشيرة الحسون وهم الحمودي سكان الغبرة الأصليين ( نسبة إلى حمود العلي الحسون ) وهم حمادة ( الحمودي ) ومحمد ( الجرو ) وعلي ( المعاقيد) ويشاركهم ايضا العبد من الحسون نسبة إلى ( عبد الحمد العلي الحسون ) ويشاركهم ايضا العيش في هذه القريه مجموعات من القبائل الاخرى مثل الجوابره والبسيسات وهم من عشيرة المشاهده وكما يسكنها ايضا الحليبيين والعبالوه والطليبات والشحيمات من الدليج والبوشعبان ومن اللافت للنضر بان جميع هذه الاطياف تشكل نموذجا رائعا للتعايش مما يجعلك تشعر بان جميع هؤلاء السكان هم اهل بيت واحد * فتجدهم يتقاسمون الحزن والفرح وتجدهم يتعاونون في كل شارده ووارده * فقد قاوموا الاحتالال بمراحله متكاتفين * وزرعو ارضهم سويا * وعمروا قريتهم سويا * وساندوا بعضهم في السراء والضراء .


وتقسم قرية الغبرة الى عدة احياء ( الغبرة ) وهي القسم الأكبر * و ( الحويجة ) التي تضم العبد والحليبيين والعبالوه * و ( الحاوي ) و من اجزاء قرية الغبره واحيائها ( يبسان + التينه + المذاريع + الحصان + عثمان ... واستمر التوسع العمراني حتى استحدثت احياء اخرى مثل حاوي الغبرة + الفتح + البطين ) نتيجة التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي أثر إيجاباً على قرية الغبرة * فهي منارة بالكهرباء وفيها محطه لتصفية مياه الشرب ومركز صحي ومركز بلده وفيها اكثر من ثمانية مساجد واكثر من عشر مدارس ابتدائيه واعداديه وثانويه ووحده ارشاديه ومقسم للهواتف .


وقد اصبح عدد الدارسين في هذه القريه يتزايد بشكل ملحوظ فهناك مايقارب العشرين خريجا جامعيا منهم الطبيب والمهندس والضابط والمحامي والمدرس كما شهدت الحركه التربويه دخول الكثير من الفتيات في حقل التعليم وكل هذا التطور يعود للاستقرار المادي والاجتماعي في هذه القريه التي لازالت تواكب التطور بكل اشكاله المختلفه حتى اصبح عدد سكانها مايقارب الـ 17 الف نسمه يمثلون كما ذكرنا نسيجا اجتماعيا رائعا تسوده روح الألفة والموده والمحبه والتعاون .


هذه هي قرية الغبرة التي هي جزء جغرافي من أرضنا الطيبه * وهؤلاء هم أبنائها الذين هم جزء اجتماعي هام من ابناء عشيرة الحسون الذين تربطهم ببعضهم وحدة الدم وكلمة ( عيال حسن ) وتربطهم بغيرهم وحدة (الحب والإحترام ) .......................


اليكم جميعا باسم ابناء قرية الغبرة دعوة مفتوحة للجميع بأن نجعل من قلوبنا بيوتا كبيرة تتجاوز حدود المكان والزمان وأن نكون كما كان الأجداد والأباء وأن نبني من محبتنا قريتنا ( الغبرة )


ولكم تحيات أبن قرية الغبرة أخوكم ابوزياد