1
- تعريف العصبية القبيلية : ( تضامن قوم تجمعهم أُصرة النسب أو الحلف * لنصرة بعضهم ضد من يناوئهم * ظالمين أو مظلومين ) .
2-
مفهوم القبيلة : إن مفهوم مجتمع القبيلة في العصر الجاهلي بعلاقته * وعاداته * وأعرافه * فهو مجتمع يولد فيه العربي * ثم ينشأ متشرباً عاداته وأعرافه التي تُبنى على دعامة أساسية هي النسب * وحينما يفتح الفرد عينيه على ما حوله يجد أن لكل امرئ قبيلته يتغنى بانتمائه إليها ويعتد بأرومته بدءاً من والده وأخوته * وانتهاءً برهطه وعشيرته .
فجنسية المرء هي جنسية القبيلة المنحدر منها وهويته التي يحملها في حلّه وترحاله وهي (( اسم القبيلة )) *ذلك الاسم الذي يميزه عن أفراد القبائل الأخرى ويعصمه من أن يتيه بينهم .
إن الناظر في النظام الاجتماعي عند العرب يدرك أن مفهوم القبيلة كان متوسعاً فيه زمن الجاهلية * ثم جاءَ الإسلام فهذبه * فأقرّ بعضه ونهى عن بعضه * وتتمثل سعة النظام الاجتماعي القبلي في العهد الجاهلي في إقراره انضمام أفراد للقبيلة سواءً نسباً أو تحالفاً .
ومن خلال ما تقدم يجب علينا النظر ما بين النسب والعصب * للقبيلة * وبين القبيلة نسباً وتحالفاً .. الخ ومن هذه الصور ما يلي :
*-
المستعربون : هم ناس وفدوا الى جزيرة العرب وخالطوا أهلها * فنطقوا بلسانهم وأتقنوه * فصاروا منهم * فلنا في اسماعيل عليه السلام وأمه هاجر .. فقد كانت أمه مثال ناصع وهو من شرفت به العرب جميعاً * حيث جاء الى مكة صبياً فاستقر بها وشبّ وخالط العرب وصاهر جٌرهماً فصار بينهم كأنه منهم وقد أجمعت معاجم اللغة العربية على أن لفظ ( العرب المستعربة ) إنما يُطلق على أولئك الذين دخلوا في العروبة فصاروا بعدها عرباً .
*-
الحلفاء : وهم قوم نزحوا من مكان الى مكان داخل جزيرة العرب * فاستقروا مع قوم من قبيلة غير قبيلتهم فحالفوهم فصاروا منهم * ومن هؤلاء من هو معروف القبيلة والنسب * والأمثلة على ذلك عديدة فمنهم :
- حذيفة بن اليمان العبسي – نسبه معلوم في بني عبس .. فأصاب أبوه دماً في قومه فنزح الى المدينة وكان اسمه ( حُسيلاً ) وقيل : ( جروة ) فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه (اليمان) لأنه حالف اليمانية .
*-
الموالي : وهم من يكون من الأحرار فيقع عليه ظلماً في السبي * فيصير بعدها مملوكاً يُباع ويُشترى - ولا يخفى أن هذا من أعظم الظلم الذي حذر منه الاسلام .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : 1- رجل أعطى بي ثم غدر 2- ورجل باع حراً قأكل ثمنه 3- ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطِ أجره )) .
*-
التبني : كان التبني واقعاً متداولاً قبل الاسلام يلجأ إليه الناس * إما لكون أحدهم عقيماً أو مئناثاُ لم يرزق ذكوراً * أو أبتر لا يعيش له أولاد ذكوراً *أو لأي سبب آخر .. ليصير المتبنى الدخيل بعدها إبناً منتسباً - له من الحقوق ما لأبناء الرجل من صلبه وعليه من الواجبات ما عليهم - وقد يكون المتبنى معروف النسب والقبيلة " كالصحابي زيد بن حارثة الكلبي " رضي الله عنه الذي تبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد يكون معروف الجهة غيرمعروف القبيلة والنسب " كسالم مولى ابي حذيفة " * ولولا أن الإسلام قد وضع حدا لهذه العادة المستحكمة لأضحى بعض المنتسبين لقبائل العرب الكبرى ممن ليسوا معروفي النسب أعضاء فيها - ومما لاريب فيه أن المشرع الحكيم حين منع عادة التبني لم يكن من مقاصده أن يكرس للأعراف القبلية وإنما أراد بذلك وضع الأمور في نصابها وتنظيم حياة الناس على أُسس قويمة لا إعوجاج فيها .
3-
العصبية القبلية من منظور إسلامي :
ليس بغريب علينا جميعاً فما تزال العصبية القبلية تتفشى في بعض المجتمعات الاسلامية والعربية فقد أنبأنا باستمرار ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرناً - فأخبر بأن أربعاً من خصال الجاهلية تبقى آثارها في أمته ولا يدعها أهل الاسلام منها :
◄- التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب : فقال عليه الصلاة والسلام : ( أربعُ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركهن : (( الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب - والاستسقاء بالنجوم - والنياحة ) أخرجه مسلم .
إن التعصب القبلي مع كونه خصلة مستمرة في أمة الاسلام كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام لكن بقاءه لا يعني أنه أصبح أمراً مقبولاً أو واقعاً محتوماً يعذر المسلم فيه إذا سايره أو انخرط فيه * فليس ذلك مقصود هذا الإخبار النبوي بل القصد فيه تحذير الأمة من الاستمرار في اتباع تلك العادات الجاهلية والانسياق خلف دعاواها الباطلة .
و لا يزال كثير من الناس الى يومنا هذا تدور بينهم المفاخرة بالآباء والأجداد * والتغني بمآثرهم وأمجادهم وبغلو واضح وكأن الأمة عقيمة لم تنجب أبطالاً غيرهم .
خاص للمنتدى الرسمي لقبيلة العقيدات