دعِ المُشتاقَ يَثملُ في هواهُ
فَكلُّ الخَلقِ رَقَّتْ مِن بُكَاهُ
فَبُعدُ الإِلْفِ شَيءٌٌ مِن مُصابِه
وضيقُ العَيشِ مِمَّا لا تَراهُ
يُقَطِّعُ لَيلهُ شَوقاً و ذِكرى
ويجعلُ دَمعهُ خمراً سَقاهُ
أكُلُّ العُمرِ دمعٌ و افتراقٌ
أما مِن بَهجةٍ تُطفي لظاهُ
يكادُ الجَمرُ يَقطُنُ في عُروقي
ونارُ الشَّوقِ أقسَى ما عَنَاهُ
أُكَفكِفُ دمعتي كِبَراً وخوفاً
فَيهطُلُ في سُهادي لَن تَراهُ
أباحَ دَمِي عَزيزُ الفَقدِ ظُلمَاً
فكيفَ تُحِلُّ يا هذا دِمَاهُ
شَغَلتَ القلبَ شَوقاً واحتراقاً
ولِمتَ الجَفنَ بُعدَاً عن كَرَاهُ
فَويلٌ مِن غَدي أضحى قريباً
وويلٌ ثمّ ويلٌ كَم شَكاهُ
أودِّعُكِي بقلبٍ قد تَفَطَّرَ
وَبَعدَكِ قد تغيَّرَ ما دَهَاهُ
إلى أن نلتقي بجوارِ لَحدٍ
أَبَعْدَ الموتِ لُقيا يا تُراهُ
ربيع السليمان