[COLOR="Blue"] يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :(( تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربى بأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تُقتص آثارهم ويُقتدى بأفعالهم ويُنتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في ثلتهم وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظُلَم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر فيه تعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يُعرف الحلال من الحرام وهو إمام العمل والعمل تابع له يُلهمه السعداء ويُحرمه الأشقياء))[/COLOR]
فكن يا رعاك الله حريصاً على طلب هذا العلم، كن يا رعاك الله حريصاً على قضاء عمرك في تعلم هذا العلم لا سيما في هذا الشهر المبارك وانظر إلى هذه المحاورة بين جاهل قتل روحه يوم جهل هدى الله وجعل جسده قبراً لروحه يقول في قصدية له بعنوان الطلاسم:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حر طليق أم أسيرٌ في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنى أنني أدري ولكن لست أدري
وطريقي ما طريقي أطويل أم قصير
هل أنا أصعد أم أهبط فيه أم أغور
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
أم كلانا واقف والدهر يجري لست أدري
أتراني قبل ما أصبح إنسياً سوياً كنت محواً أو محالاً
أم تراني كنت شيئاً لست أدري
ألهذا اللغز حلٌّ أم سيبقى أبدياً لست أدري
ولماذا لست أدري لست أدري
وبين عالم يكون على بصيرة بنفسه يعلم مَن هو من أين جاء ما هدفه ما دوره في الحياة وإلى أين يسير وما منتهاه فيقول ردا" على هذا الجاهل :
أنت حي قد ذراك الله في هذا الوجود
أنت حر غير أن الله أعطاك الحدود
فتبصر في طريق دربه فيه السعود
لو سمعت الحق يوماً فتتبعت كلامه سوف تدري
إن بعد الموت هولاً وظلاماً للقبور ...
للذي قد حاد كِبْراً عن هتافات النذير
والذي قد قال حقاً لظلام القبر نور
أتراكم في نعيم أم تراكم في جحيم سوف تدري
فطريق الخير معروف بنور شع منه
وطريق الشر شوك من رآه فرَّ عنه
فلماذا تهت درباً... إنك قد جئت منه
أترى الإنكار ظلم أم ترى الإنكار جرم سوف تدري
إن بعد العظم حق ستراه فهو حقاً وترى ما كان يخفى وترى ما كان دقا
سوف تدري عندها أن كل شيء كان صدقاً
فلماذا أنت تدري ثم كِبْراً تتمطى.. لست تدري
أو ما بالعقل فكّر أن هذا الليل يسري
ثم من بعدُ يعود وكذا فالعمر يجري
فهو حق ليس يُذكر فلماذا لستَ تدري