اختر لونك المفضل
مجلس التــراث والعادات والتقاليد>(( البوكمال والنهر ))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البوكمال والنهر
إن معالم وادي الفرات مازالت غير واضحة ، وشبه مجهولة بالنسبة للسوريين أنفسهم، وأبناء الأقطار العربية، لندرة ما كتب عنه، وعن تراثه العظيم 0
ولم أجد وادياً بين كل الوديان يضاهي الفرات في المساحه وغزارة المياه وخصوبة الأرض والتاريخ المجيد والحضارات الرائعة 00 نال من أهمال الباحثين والكتاب في العصور الحديثة ماناله وادي الفرات من الإهمال 0
التسمية والتاريخ :
الفرات في اللغة : هو كل ماء عذب ، ويقال : ماء فرات ومياه فرات ، والتسمية وردت في القرأن الكريم ( وأسقيناكم ماء فراتا ) ويرجع بعضهم التسمية إلى كلمة آرامية قديمة ( فرت ) وتعني الخصب والنمو ، والفرات كان ولم يزل نهر الخير والعطاء ، وحيثما مر طريقه بين التلال والبوادي تنتشر الخضرة والحياة في ربوع واديه ، وإن كان أهله قد ضيعوه اليوم ، ولوثوه بالنفايات ، فأجدادهم في الماضي قد عمروه وأقاموا على ضفافه الحضارات القديمة ، ومازلنا نجد آثار الترع والسدود والنواعير والقلاع والحصون تتناثر على جوانبه 0 قال عمر أبي ربيعة :
يا أهـــل بابـل مانفســــــت عليكــــم 00000 مـن عيشــــــكم إلا ثلاث خلال
مــاء الفـــــرات وطيــب ليــل بـارد 00000 وســـماع منشــدتين لا بن هلال
وقد دلت الحفريات الأثرية على أن الإنسان قد عمر الفرات منذ فجر التاريخ ، وقبل بدء الكتابة في العصر الحجري ، فكوخ الإنسان القديم الذي أكتشف في قرية بقرص خير شاهد على ذلك ، وقدر زرت الموقع ومتحف دير الزور ، وشاهدت ماخلفه الإنسان الفراتي القديم من آثار : كالقدور الحجرية ، والمناكيش والسهام ، والادوات الصوانية ومن بينها الزجاج البركاني ( الأوبسدي ) الذي كان يستخدمة في حلاقة شعره ، ولا يتوفر إلا في تركيا ، مما يؤكد تجواله في طول الفرات وعرضه من الشمال إلى الجنوب ، ووجدت في الكوخ بقايا عظم الثيران العملاقة وعظام الماعز والحيوانات الداجنة 0
أما في عصر الكتابة فقد تكشفت الرقم الحجرية التي تروي كتاباتها حضارة ماري وترقة وجرابلس ( كركميش ) وغيرها من الحضارات ، ومن الناحية الجيولوجية تدل الأبحاث على أن المنطقة العربية كانت نغطاة بمياه البحر ( الميزوحي ) القديم ، وتكشف هذا البحر في منتصف الحقب الثالث الجيولوجي عن المنطقة الممتدة من تدمر إلى وادي الفرات تاركاً رسوبيات ووحولاً جفت وتكاملت صخورها بثخانة وسطية تقدر ب(10) كم ولكنها تقترب تحت دير الزور حتى تصل إلى (3)كم ، وبعمليات الطي وتكون الجبال انبجس الماء من صخور الهضبة التركية ، وسال ليحفر الوادي الجميل منذ ثلاثين مليون سنة على وجه التقريب ، فهل بعد هذا التاريخ من تاريخ ؟!
ومما يساعد على جريان النهر من الشمال الى الجنوب ميل الأرض بشدة في الهضاب التركية ، وميلها التدريجي في الأرض العربية إذ يبلغ ارتفاع سرير النهر عند جرابلس (300) م فوق سطح البحر ، وعند دير الزور (240)م وعند البوكمال (193)م ودوران الأرض حول نفسها من المغرب إلى المشرق يدفع الماء ليهاجم الأجراف الغربية من النهر أكثر من مهاجمته للأجراف الشرقية 0
يبلغ طول نهر الفرات (2300)كم ، منها (420)كم في الأراضي التركية ، وفي سورية (680)كم ، وفي العراق (1200)كم 0 تحتل البوكمال على ضفاف الفرات ثلاثين كيلومتراً ، وتتناثر في هذه المسافة أكثر من خمس عشرة بلدة ومدينة أو مزرعة ، في مساحة إجمالية تقدر بأربعين ألف كم2 ، فيها الترب اللحقية والصلصالية والغضارية ، وتشمل المنطقة المزروعة ربع المساحة الكاملة 0 وتزرع الأشجار المثمرة في سهول البوكمال والقطن والشمندر والقمح والذرة والخضار والنخيل ، ومن قبل كانت المنطقة مغطاة بالأحراش من الطرفاء والحور الفراتي (الغرب) والصفاف ، ومن المؤسف أن نجد غابات الفرات الجميلة تقطع ، فتحرم المنطقة من غطائها النباتي الجميل وتتحول إلى أرض مليحة أو جرداء ، بعد أن هجرها أهلها للعمل في الخليج0
قال النابغة الذبياني في وصف الفرات :
فـما الفــــراتُ إذا هــــــب الريــــاح لــه00000 تـرمـــي غـواربُهُ العبريــنِ بالـزبـــدِ
يمــــــده كـــــــل وادٍ متــــــــــرع لجـب 00000 فيـــه ركام مـــن الينبـــوتِ والخضد
يظــل مـن خوفـه المـــــــــلاحُ معتصمـاً 00000 بالخيزرانة بعـــد الأيــن والنجـــــــد
يومــاً بـأجــــودَ منــــه سيــــــبَ نافـلـــة 00000 ولا يحـــولُ عـــطاء اليـــوم دون غـدِ
المصدر ( شعب ومديتة على الفرات الأوسط )
الكاتب والباحث / الأستاد أســــعد الفارس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البوكمال والنهر
إن معالم وادي الفرات مازالت غير واضحة ، وشبه مجهولة بالنسبة للسوريين أنفسهم، وأبناء الأقطار العربية، لندرة ما كتب عنه، وعن تراثه العظيم 0
ولم أجد وادياً بين كل الوديان يضاهي الفرات في المساحه وغزارة المياه وخصوبة الأرض والتاريخ المجيد والحضارات الرائعة 00 نال من أهمال الباحثين والكتاب في العصور الحديثة ماناله وادي الفرات من الإهمال 0
التسمية والتاريخ :
الفرات في اللغة : هو كل ماء عذب ، ويقال : ماء فرات ومياه فرات ، والتسمية وردت في القرأن الكريم ( وأسقيناكم ماء فراتا ) ويرجع بعضهم التسمية إلى كلمة آرامية قديمة ( فرت ) وتعني الخصب والنمو ، والفرات كان ولم يزل نهر الخير والعطاء ، وحيثما مر طريقه بين التلال والبوادي تنتشر الخضرة والحياة في ربوع واديه ، وإن كان أهله قد ضيعوه اليوم ، ولوثوه بالنفايات ، فأجدادهم في الماضي قد عمروه وأقاموا على ضفافه الحضارات القديمة ، ومازلنا نجد آثار الترع والسدود والنواعير والقلاع والحصون تتناثر على جوانبه 0 قال عمر أبي ربيعة :
يا أهـــل بابـل مانفســــــت عليكــــم 00000 مـن عيشــــــكم إلا ثلاث خلال
مــاء الفـــــرات وطيــب ليــل بـارد 00000 وســـماع منشــدتين لا بن هلال
وقد دلت الحفريات الأثرية على أن الإنسان قد عمر الفرات منذ فجر التاريخ ، وقبل بدء الكتابة في العصر الحجري ، فكوخ الإنسان القديم الذي أكتشف في قرية بقرص خير شاهد على ذلك ، وقدر زرت الموقع ومتحف دير الزور ، وشاهدت ماخلفه الإنسان الفراتي القديم من آثار : كالقدور الحجرية ، والمناكيش والسهام ، والادوات الصوانية ومن بينها الزجاج البركاني ( الأوبسدي ) الذي كان يستخدمة في حلاقة شعره ، ولا يتوفر إلا في تركيا ، مما يؤكد تجواله في طول الفرات وعرضه من الشمال إلى الجنوب ، ووجدت في الكوخ بقايا عظم الثيران العملاقة وعظام الماعز والحيوانات الداجنة 0
أما في عصر الكتابة فقد تكشفت الرقم الحجرية التي تروي كتاباتها حضارة ماري وترقة وجرابلس ( كركميش ) وغيرها من الحضارات ، ومن الناحية الجيولوجية تدل الأبحاث على أن المنطقة العربية كانت نغطاة بمياه البحر ( الميزوحي ) القديم ، وتكشف هذا البحر في منتصف الحقب الثالث الجيولوجي عن المنطقة الممتدة من تدمر إلى وادي الفرات تاركاً رسوبيات ووحولاً جفت وتكاملت صخورها بثخانة وسطية تقدر ب(10) كم ولكنها تقترب تحت دير الزور حتى تصل إلى (3)كم ، وبعمليات الطي وتكون الجبال انبجس الماء من صخور الهضبة التركية ، وسال ليحفر الوادي الجميل منذ ثلاثين مليون سنة على وجه التقريب ، فهل بعد هذا التاريخ من تاريخ ؟!
ومما يساعد على جريان النهر من الشمال الى الجنوب ميل الأرض بشدة في الهضاب التركية ، وميلها التدريجي في الأرض العربية إذ يبلغ ارتفاع سرير النهر عند جرابلس (300) م فوق سطح البحر ، وعند دير الزور (240)م وعند البوكمال (193)م ودوران الأرض حول نفسها من المغرب إلى المشرق يدفع الماء ليهاجم الأجراف الغربية من النهر أكثر من مهاجمته للأجراف الشرقية 0
يبلغ طول نهر الفرات (2300)كم ، منها (420)كم في الأراضي التركية ، وفي سورية (680)كم ، وفي العراق (1200)كم 0 تحتل البوكمال على ضفاف الفرات ثلاثين كيلومتراً ، وتتناثر في هذه المسافة أكثر من خمس عشرة بلدة ومدينة أو مزرعة ، في مساحة إجمالية تقدر بأربعين ألف كم2 ، فيها الترب اللحقية والصلصالية والغضارية ، وتشمل المنطقة المزروعة ربع المساحة الكاملة 0 وتزرع الأشجار المثمرة في سهول البوكمال والقطن والشمندر والقمح والذرة والخضار والنخيل ، ومن قبل كانت المنطقة مغطاة بالأحراش من الطرفاء والحور الفراتي (الغرب) والصفاف ، ومن المؤسف أن نجد غابات الفرات الجميلة تقطع ، فتحرم المنطقة من غطائها النباتي الجميل وتتحول إلى أرض مليحة أو جرداء ، بعد أن هجرها أهلها للعمل في الخليج0
قال النابغة الذبياني في وصف الفرات :
فـما الفــــراتُ إذا هــــــب الريــــاح لــه00000 تـرمـــي غـواربُهُ العبريــنِ بالـزبـــدِ
يمــــــده كـــــــل وادٍ متــــــــــرع لجـب 00000 فيـــه ركام مـــن الينبـــوتِ والخضد
يظــل مـن خوفـه المـــــــــلاحُ معتصمـاً 00000 بالخيزرانة بعـــد الأيــن والنجـــــــد
يومــاً بـأجــــودَ منــــه سيــــــبَ نافـلـــة 00000 ولا يحـــولُ عـــطاء اليـــوم دون غـدِ
المصدر ( شعب ومديتة على الفرات الأوسط )
الكاتب والباحث / الأستاد أســــعد الفارس
مشكور أخوي على الموضوع
أختيار موفق
أختيار موفق
العفووو
اشكرك على
مرورك العطر
والمميز
اشكرك على
مرورك العطر
والمميز
مشكور عزيزي على هل موضوع ويعطيك ألف عافيه
الله يعافيك
اخوي الحسراوي
حياك الله
مشكور على مرورك العطر
اخوي الحسراوي
حياك الله
مشكور على مرورك العطر
Powered by vBulletin® Version 3.7.3
.Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Lt
جميع الحقوق محفوظة ومواضيع الأعضاء الموجودة في المنتدي لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع إنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها
