تسجيل جديد
اختر لونك المفضل
مجلس أعـــلام وشخـصـيات عقيدية>سيف جدنا الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟
 إبن الفرااات
 05:51 AM
 14.12.07
الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟

لم يبلغ سيف من سيوف العرب ما بلغه "الصمصامة" سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي، من شهرة وما مر عليه من أحداث، وما دار حوله من حكايات، فغدا أسطورة ، وأصبح أشهر من ملوك كثيرين، تلك الشهر التي صنعها له عمر بن معد يكرب وهناك أناس لا نجد أنفسنا في حاجة إلى ذكرهم، أو تذكرهم، لولا ارتباط أسمائهم- وإن مصادفة- بهذا السيف الذي توغل بداياته في عالم الحكايات، وتنطوي نهايته في مرحلة رديئة صنعها فساد الحكم.

عراقة الصمصامة:

يذكر بعض الرواة أن الملكة بلقيس أهدت إلى الملك سليمان خمسة أسياف هي: ذو الفقار، وذو النون، ومجذوب، ورسوب، والصمصامة.
وجميعها مشهورة قبل الإسلام، فقد كان ذو الفقار لمنبه بن الحجاج أخذه الرسول منه يوم بدر. ومجذوب ورسوب للحارث بن جبلة الغساني، وذو النون والصمصامة لعمرو بن معديكرب الزبيدي أحد مشاهير الأبطال في الجاهلية والإسلام.

ويروي بعضهم أن "الصمصامة" من بقايا السيوف اليرعشية الحميرية، وأن الملك الحميري علقمة بن ذي قَيْفان أهداه لعمرو بن معديكرب الذي يقول فيه:


وسيفٍ لابن ذي قَيفانَ عندي *** تخيَّرهُ الفتى من عهدِ عادِ

ولهذا البيت رواية ثانية تنسب "الصمصامة" إلى كنعان جد الكنعانيين:

وسيفٍ من لَدُنْ كنعانَ عندي *** تُخيِّرَ نَصْلُهُ من عهدِ عادِ

ويقال أن حديد "الصمصامة" من جبل "نقم" في اليمن، ويروي آخرون أن حديدة وجدت عند الكعبة، مدفونة في الجاهلية، فصنع منها ذو الفقار، والصمصامة
وهذه الروايات لا تخلو من المبالغة، أو أضافها الرواة المعجبون مع الأيام، ليضيفوا على أقاصيصهم مزيداً من التشويق والإدهاش، ومهما يكن من أمر فلهذه الأقاصيص أهداف معنوية هامة، فهي تمنح صاحبها ثقة بقدراته، وتملأ نفسه بعزة أمته، في السلم والحرب.


صفاته:

الصمصامة، والصمصام السيف الصارم الذي لا يثنيه شيء، وصمصم السيف: مرَّ في العظام وقطعها،
ووصفه شاعر متأخر بقوله من أبيات:


أخضر المتنِ بين حدَّيه نورٌ *** من فرندٍ تمتدُّ فيه العيونُ

وفي رواية ثانية من الأبيات ذاتها:

سيف عمرو قد كان فيما سمعنا *** خير ما أغْمِدت عليه الجفونُ
أوقدتْ فوقه الصواعقُ ناراً *** ثم شابتْ به الزعافَ القيونُ


وقد ذكره ابن عباس بقوله لبعض اليمنيين: "لكم من السماء نجمها يعني سهيلاً، ومن الكعبة ركنها، يقصد الركن اليماني، ومن السيوف صمصامها" يعني صمصامة عمرو

مقدرته على القطع:

تحدث الرواة كثيراً عن صرامة هذا السيف، وأول من تغنى بذلك عمرو بن معد يكرب، كما في قوله، أو المنسوب إليه:

وصمصاماً بكفِّي لا *** يذوقُ الماءَ من يَرِدهُ

وفي قصيدة ثانية يذكر عمرو أنه قد أعد للحرب درعاً طويلة، وجواداً غليظاً قوياً، وسيفاً قاطعاً يقدُّ الخوذ، والأجساد المكسوة بالدروع:

أعددت للحدثان سا *** بغةً وعدَّاءً عَلَنْدَا
نهداً، وذا شطبٍ يقـ *** ـدُّ البيضَ والأبدانَ قدّا


وإذا كانت الأبيات السابقة تحتمل أن يكون المقصود فيها "الصمصامة" أو غيره من سيوف عمرو، فهناك أبيات واضحة الدلالة كهذه:

وسيف لابن ذي قَيفان عندي *** تخيره الفتى من عهد عادِ
يقدُّ البيض والأبدان قدّاً *** وفي الهام الململم ذو احتدادِ


وفي هذا المعنى حول مقدرة "الصمصامة" على القطع ما أشار إليه عمرو من أبيات قالها عندما أهدى سيفه لخالد بن العاص عامل الرسول على اليمن:

خليلٌ لم أخُنْهُ ولم يخنِّي *** إذا ما الخطبُ أنحى بالعظام
وودعتُ الصفيَّ صَفيَّ نفسي *** على الصمصام أضعافُ السلام


ومن القصص المشهورة ما روي من ان ملك الهند قد أرسل وفداً إلى هارون الرشيد يحمل معه هدايا ثمينة بينها عشرة سيوف من أجود سيوف الهند، وحين قُدِّمتْ إليه دعا بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب ليختبرها فقُطعت به السيوف سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل، من غير أن تنثني له شفرة، أو يفلّ له حدّ

وروي أن عمر بن الخطاب سأل يوماً عن أمضى سيوف العرب، فقيل له: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي)

وهكذا يبدو لنا أن صرامة "الصمصامة" أمر مؤكد، وإلا لما تسابق المحاربون، والأمراء، والخلفاء للحصول عليه، ودفع بعضهم في سبيله أموالاً طائلة.
وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى أن نوع المعدن ونقاءه، وما يشوبه، ودرجة الحرارة التي يصنع فيها، وطريقة التبريد، وظروفها، وخبرة الصائغ... الخ.. كلها لها أثرها في مواصفات السيف، ومدى صلابته، ومقدرته على القطع. ولذلك لا نجد غرابة من وجهة النظر العلمية في أن يتمتع سيف أكثر من غيره بصرامة متفوقة. لكن الصمصامة حين آل إلى الخليفة العباسي الواثق بالله، أو المهدي في رواية ثانية دعا بصيقل، فلما سُقي السيف تغير، وقل قطعه.


رحلة الصمصامة:


تطرقنا في البداية إلى شيء مما يحيط ببدايات هذا السيف من غموض يمتزج فيها الديني بالتاريخي. والأمر المؤكد أنه كان أحد سيوف عمرو بن معد يكرب الزبيدي حتى جاء خالد بن سعيد بن العاص عاملاً للرسول على اليمن فوهبه له عمرو.
ويتضح من الأخبار أن "الصمصامة" ظل مع خالد بن سعيد إلى يوم (مرج الصفر) جنوبي دمشق- عام 13هـ- 634م حين دارت رحى معركة دامية مع الروم صبيحة الليلة التي تزوج فيها أمَّ الحكم بنت الحارث المخزومي أرملة عكرمة بن أبي جهل- الذي استشهد في اليرموك- فقضى خالدٌ شهيداً، ووجده معاوية فاخذ الصمصامة منه، ثم طالب به فيما بعد سعيد بن العاص بن سعيد.. فتقاضيا عند عثمان فقضى له، وظل عنده إلى أن وقع (يوم الدار) ووقع مروان بن الحكم على مقربة منه. فأخذ الصمصامة رجل من جهينة، ودفعه الجهني إلى صيقل ليجلوه، وحين رأى الصيقلُ السيف عرف قدره، واستبعد أن يكون للجهني، فرفض أن يعيده له، وأتى به إلى مروان بن الحكم، وهو والي المدينة حينذاك، فسأل الجهنيَّ عنه، فحدثه بما حدث معه يوم الدار، فقال مروان: (أما والله لقد سُلبت سيفي يوم الدار، وسُلب سعيد بن العاص سيفه) وحين جاء سعيد عرف السيف، فاسترده، وختم عليه، ثم بعث به إلى عمرو بن سعيد الأشدق، وهو في مكة فمات سعيد، وبقي السيف عند عمرو بن سعيد، ثم أصيب عمرو بدمشق، فأخذ السيف أخوه محمد بن سعيد، ثم صار إلى يحيى بن سعيد، وبعد موته انتقل إلى عنيسة بن سعيد بن العاص.. ولما أصبح في يد أبان بن يحيى بن سعيد حلاه بحلية ذهبية وعندما آلت الخلافة إلى العباسيين تمكن المهدي من الحصول عليه، بعد بحث، فاشتراه من أيوب بن أبي أيوب بن سعيد.. بنيف وثمانين ألفاً، ورد حليته الذهبية إليه
أما أبو عبيدة فيذكر أن المهدي حين كان في واسط أرسل إلى بني العاص يطلب "الصمصامة" فقالوا: (إنه في السبيل محبساً) فقال: (خمسون سيفاً قاطعاً في السبيل أغنى من سيف واحد) وأعطاهم خمسين سيفاً، وأخذه
وفي رواية أخرى أن "الصمصامة" لم يزل في آل سعيد إلى أيام هشام بن عبد الملك فاشتراه خالد القسري بمال كثير، وأوصله إلى هشام الذي كان يجد في البحث عنه، ولم يزل عند بني مروان حتى آلت الأمور إلى بني العباس. فطلبه السفاح، والمنصور، والمهدي، فلم يجدوه، وجدّ الهادي في طلبه حتى ظفر به
أما الهيثم بن عدي فيذكر أن أولاد سعيد بن العاص ظلوا يتوارثون "الصمصامة" إلى مجيء موسى الهادي- بعد وفاة المهدي- فاشتراه منهم بمال كثير، وكان موسى من أوسع بني العباس خلقاً، وأكثرهم عطاءً للمال، فجرده، ووضعه بين يديه، وأذن للشعراء بالدخول ودعا بإناء واسع فيه دنانير مكافأة لمن يحسن وصف "الصمصامة" فقال أحدهم:


حازَ صمصامةَ الزبيديِّ من بيـ *** ـن جميع الأنام موسى الأمينُ
سيف عمرو وكان فيما سمعنا *** خيرَ ما أغمدتْ عليه الجفونُ
أوقدت فوقه الصواعق ناراً *** ثمَّ شابت به الزعافَ القيونُ
فإذا ما هززتَه بهرَ الشمــ *** س ضيــاءً فلم تكد تستبينُ
يستطير الأبصارَ كالقبس المش *** ـعل ما تستقر فيه العيونُ
وكأن الفرندَ والجوهرَ الجا *** ريَ في صفحتيه ماءٌ معينُ
نعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهيـ *** ـجا بعضَّاتها ونعمَ القرينُ
ما يبالي إذا انتضاهُ لضربٍ *** أشمالٌ سطت به أم يمينُ
وكأن المنونَ نِيطتْ إليه *** فهو من كلِّ جانبيهِ منونُ


فقدم الهادي السيف والإناء للشاعر، ففرق الشاعر الدنانير على الشعراء، واكتفى بالسيف، الذي اشتراه منه الهادي ثانية بمال كثير
وحين أصبح "الصمصامة" في يد المتوكل قدمه هدية إلى غلامه التركي (باغرا) فقتله به. وعند (باغرا) ينقطع خبر هذا السيف ويغيب حدُّه المشرق.

 الحسيني
 05:43 PM
 14.12.07
حازَ صمصامةَ الزبيديِّ من بيـ *** ـن جميع الأنام موسى الأمينُ
سيف عمرو وكان فيما سمعنا *** خيرَ ما أغمدتْ عليه الجفونُ
أوقدت فوقه الصواعق ناراً *** ثمَّ شابت به الزعافَ القيونُ
فإذا ما هززتَه بهرَ الشمــ *** س ضيــاءً فلم تكد تستبينُ
يستطير الأبصارَ كالقبس المش *** ـعل ما تستقر فيه العيونُ
وكأن الفرندَ والجوهرَ الجا *** ريَ في صفحتيه ماءٌ معينُ
نعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهيـ *** ـجا بعضَّاتها ونعمَ القرينُ
ما يبالي إذا انتضاهُ لضربٍ *** أشمالٌ سطت به أم يمينُ
وكأن المنونَ نِيطتْ إليه *** فهو من كلِّ جانبيهِ منونُ




موضوع رائع ومميز اخي ابو محمد عن رحلة سيف جدنا الصمصامة


حقيقة معلومات رائعة اول مرة اسمع بها كيف لا وقد كانت العرب قبل الاسلام وبعده يعدون السيف اشرف الاسلحة

وقد تغنى الشعراء به كثيرا ومنه قول ابي تمام

السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب

وتشبيه عنتره لحب عبلة بقوله


ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثـغرك المتبسـم




تسلم الايادي
 إبن الفرااات
 03:38 AM
 15.12.07
مرور كريم من أخ كريم
فشكرا" لمرورك العطر أخي عبد القادر
 جاسم محمد العقيدي
 03:45 PM
 03.03.08
تسلم أخوي بو محمد على المعلومات الطيبة


وهذا عهدنا فيك
 إبن الفرااات
 05:18 PM
 07.03.08
أشكر مرورك الكريم واهتمامك أخي العزيز الوافي
موضوع شيق عن سيف سيوف العرب (( الصمصامة ))

شكراً لك أخي ابو محمد على هذا الموضوع الذي عرفنا من خلاله قصة هذا السيف .

 ابن حسرات
 10:53 AM
 23.05.10
من اروع ماقرأت موضوع فيه الكثير من المعلومات المهمة شكرا لك اخي
 احمد الحايش
 11:21 AM
 23.05.10
الله يعطيك العافيه عالمعلومات القيمة والضرورية جداً

تقبل مروري

 ابو محمد ال دميمي
 11:47 AM
 23.05.10
موضوعك
قيم اخي الحبيب
شكرا لك
 إبن الفرااات
 04:34 AM
 25.05.10
شكرا" أخي العزيز رامي لاهتمامك
والشكر موصولا" لكل الإخوة الأفاضل الذين مروا من هنا
عبد الكريم
احمد
ابومحمد
Up