رجل أوقف الفرنسيين بدمه
- بطولات ومآثر
- 02 يونيو 2019
- d M Y
- 4837 مشاهدة
هذه المعركة وقعت في دير الزور
مكان هذه المعركة الطريق الممتد بين مدينة دير الزور والبصيرة على الضفة اليسرى لنهر الفرات يوم أن أرسلت القيادة الفرنسية حملة أخرى إثر فشل الحملة السابقة
لفرض غرامات مالية ولجمع الأسلحة من العشائر , فلقد كان الفرنسيون يظنون بأنهم يستطيعون جمع أسلحة العشائر بسهولة تامة .
ولكن الحملة اصطدمت بعدد كبير من أبناء العشائر الذين وقفوا في وجهها لعرقلة مسيرها ولإفساد الخطة التي رسمتها القيادة * فتصدوا لها ببنادقهم العتيقة ودارت المعركة الحامية بين الطرفين واستمر الأمر هكذا حتى عصر اليوم الأخر ” الثاني ” اذ استعمل القائد الحملة أسلحته الثقيلة يدك بها خنادق الثوار بكل وحشية *
حتى هدأ إطلاق النار من جميع البنادق حيث تسلل الثوار منها والتفوا خلف موضع الجنود الفرنسيين ليقطعوا عليهم خط الرجعة ولكن خندقا واحدا بقي يطلق النار بشده دون انقطاع ورصاصه لا يخيب فقد عطل عشرات السيارات المصفحة عن المسير واستطاع من في الخندق أن يقضي على كثير من الجنود الذين ينزلون من سياراتهم حتى دب الخوف في نفوسهم ولم يجرؤ أي جندي على مغادرة مقعده وهو في سيارته * إذ ظل إطلاق النار مستمراً .
وما هي إلا ساعات حتى هدأ الجو وعاد السكون ‘لأرض المعركة بعد أن توجهت إليه المدافع الثقيلة من كل الجهات تقذفه بحممها مرة واحدة . عاد الهدوء * وترجل القائد وصحبه نحو الخندق الصغير ليرى ؟
لقد كان يظن أن عشرات من الرجال قد قضى عليهم في هذا الخندق * وهم الذين صمدوا حتى النهاية ولكن ياللهول …!!!؟
إنه لم يشاهد إلا جثتين :
رجل وامرأة * وبندقية قديمة ولم يعثر على شيء من الذخيرة .
كان البطل يقاتل في الخندق وزوجته بقربه تقدم له الذخيرة بسرعة عجيبة * حتى قتلت وتبعها هو بعد نفاذ الذخيرة .
إذ أمطروا بوابل من القنابل * لقد علم القائد بالأمر والتفت إلى صحبه وهز رأسه وكأني به يقول : هذا بطل سيخلد ذكره على مر السنين * رجل واحد يوقف مسيرة حملة ويعطل آلياتها .
ونزل الجنود ليروا ما رأى قائدهم فذهلوا واصطفوا بأمر من القائد حول الخندق ليؤدوا التحية للجثمان الطاهر والروح التي صعدت إلى دنيا الخلود * احتراما وتقديرا ..
وعادوا إلى سياراتهم الباقية واستداروا نحو المدينة ليشرحوا خطة جديدة لعدوان جديد * عادت الحملة مخلفة ورائها أثار الجريمة الشنعاء التي ارتكبها بحق هذا البطل .
لقد وجد الأهل جثة البطل وقد فصل الرأس عنها بحد سكين وفتشوا بين الأنقاض عن رأسه فلم يجدوه *
لقد حمل الطغاة الرأس ……… ولكن الى اين يأخذوه وما حاجتهم به …..
هناك قول تتناقله بعض الألسنة في المنطقة وفحواها بأن جمجمة الرجل قد أرسلت إلى باريس فوراً وهي موجودة حالياً في أحد المتاحف وقد كتبت قصة بطولته بقربها .
والأن أقول بأن الرجل هومن العنابزة واسمه حمود الحمادي
وما يزال المعمرون من أبناء المنطقة يذكرون ثورة العنابزة هذه ضد الفرنسيين ويذكرون عنها البطولات
وبطولة هذا الرجل وزوجته .
رامي المنادي
نشرت في منتديات قبيلة العقيدات في 13.10.2008 تحت هذا الرابط
http://www.ugaidaat.net/vb/showthread.php?t=5176
.
.
احدث الردود