الطير الحر . . الذي يأكل من عرق جبينه ؟
ذاك الطير الجميل القوي الثمين الذي يرمز إلى القوة في القديم والحاضر إنه الصقر أو الحر .
الموطن الأصلي للصقر :
هي جبال هيمالايا و منغوليا والباكستان وروسيا وأوزبكستان وإيران والصين . يتميز الصقر من حيث الشكل واللون والحجم ومنه الأبيض والأشقر والأشعل والأحمر والسنجاري * ومن صفاته من حيث الشكل يتراوح من / 16- 18 / إنشاً سواء من حيث الطول أو العرض ويأخذ الطول من أعلى الكتف حتى نهاية الذيل كما يتصف بغلاظة الأصابع واتساع حدقة العين والمنقار القوي كما يزن الحر حوالي (( 2.5 )) كغ .
والأنثى هي الأقوى والأكثر شراسة وتدعى جرناس وصغير الحر يسمى سنجاري وهو نادر في العالم والصقر الأبيض هو الأغلى ثمناً والأكثر طلباً .
أنواع الصقور :
الصقر يُسمى بـ ( الطير الحر ) لأنه لا يأكل إلا ما يصطاده * وهناك نوعان من الصقور في سورية حسب ما ذكر لي بعض الصيادين في دير الزور .
الصقر والشاهين :
يتميز الشاهين عن الصقر بقصر عمره أقل من عام وهو أسرع بالنسبة للصيد * أما الصقر فهو قابل للتدجين كما أنه أكثر مقدرة على الطيران والبقاء فترة طويلة في الجو * وهناك نوع آخر في سورية هو القرناصة وعمره يتراوح بين عامين وثلاثة أعوام على الأكثر ويطلق عليه بعد أن يكبر صقراً أو شاهيناً .
وتعد بلاد الشام وخاصة سورية في بوادي ( دير الزور – الحسكة – الرقة – حماه – حمص – أبو الشامات – التنف – الرحيبة في ريف دمشق ) أهم مناطق الصيد في سورية وخاصة الصقورر منذ قديم الزمان .
هجرة الصقور :
تهاجر الصقور إلى الأماكن الدافئة على شكل موجات خلال أشهر آب وأيلول و تشرين الأول في سورية * هذا ما أكده لي الصيادون في دير الزور حيث قال لي أن الحر يفرّخ في جبل البشري بدير الزور وجبل عبد العزيز في الحسكة .
ومن هنا أصبحت سورية مرتعاً للصيادين من دول الخليج العربي حيث يبنون الخيم الحديثة وينصبون الشباك طيلة مدة فترة الصيد وتتم طريقة الصيد على الشكل التالي :
يقوم الصيادون ويقدر عددهم بـ ( 8 ) صيادين يعملون سوياً فيتم الصيد بالشبكة فقط التي تعلق بطير حمام بري أو أهلي * ويحاول الصقر اصطياده فتعلق قدماه بالشبكة عندها يصبح من السهل مطاردته والامساك به .
وقد روى لي أحد الصيادين في دير الزور السيد أمين المفتاح من قرية البوليل أنه كان يتجول في أرضه في حاوي البوليل ولفت نظره طير يشبه الحر وعندما اقترب منه وإذا به حر قد حط على أرضه من الجوع والعطش وقد وضع على حجله اسم ورقم مالك هذا الطير * وقام الصياد المفتاح بالاتصال على الرقم وإذا هو أحد الأمراء في المملكة العربية السعودية وقال له أن الحر ملك لي ولك مكافأة مادية لقاء المحافظة عليه وقد استرجعه الأمير السعودي . .
أماكن الصيد في دير الزور : (( معيزيلة – حميمة – الشولا – أبو السبلات – أبو حيايه – رويشد – الزراب – دفينة – خديجان ))
ومن أهم الصيادين في دير الزور وريفها :
- حاضر الزاوي وأولاده ثامر وفارس وجابر وأحفادهم خالد وياسر * ويعتبر حاضر الزاوي البالغ من العمر (( 88 )) عاماً المرجع وصاحب الخبرة والتمييز بين الطيور بشكل عام .
- سعيد حمود الغريب ويُعد من قدماءالصيادين في دير الزور وموحسن وله خبرة طويلة ومرجع أساسي في هذا الموضوع .
- مهند شعيتي – خضر الكريم – أدهم البعاج – خليل العلوش – عدنان طبال – حامد المداد – هايل الهلال – غنام الكردي – ناصر الكاس – نهاد البوكمالي : ذلك المحظوظ الذي يصطاد كل سنة طيراً حراً وهو من مدينة البوكمال – سليمان الغضبان – عامر المداد – أبو زهدي من الميادين كما هو معروف في مدينة الميادين بأبي مهند السراوي .
وقد زاد اهتمام أبناء دير الزور بهذا الطائر الجميل والقوي لغلاء ثمنه والاهتمام به وصار يضرب به الأمثال : (( كن حراً ولا تكون عقعقاً )) * (( الحر إذا وقع بالشبك ما يلبط )) * (( المايعرف الحر يشويه )) * (( عينه عين حر )) .
على أحمد الهلال
المصدر : مجلة منارة الفرات