بدر شاكر السياب
والده:شاكر بن عبد الجبار بن مرزوق السياب...
والدته:كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب...
شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة...ويؤكد الباحث جمال الدين الكيلاني(باحث متخصص بالانساب)ان ال السياب في البصرة من قبيلة ربيعة العدنانية..وان جدهم سياب من امراء ربيعة..وهذاما أكدته الروايات والمصادر التاريخية المتعلقة بالموضوع..وهذه الاسرة انجبت العديد من رجال العلم والادب والسياسة في تاريخ العراق الحديث..
درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب..ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م..ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و1943م..ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م..والتحق بفرع اللغة العربية..ثم الإنجليزية..ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته...
سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية..وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية..ومنذ1947 انساق وراء السياسة..وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي..وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الإنسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه بثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير..وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي..وما زال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة..ومن ثم بينهما وبين شاذل طاقه والبياتي..وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي..
مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء..وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة..وأخذ السياب موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض...كذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة..كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر تموز عشتار جيكور قريته التي خلدها..وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض..ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية..وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره..وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة..وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في(منزل الأقنان)و(شناشيل ابنة الجلبي)...
سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي..كذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية..وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية..توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير...
حياته
عاش بدر طفولة سعيدة غير إنها قصيرة سرعان ما تحطمت إذ توفيت أمه عام 1932 أثناء المخاض لتترك أبناءها الثلاثة وهي في الثالثة والعشرين من عمرها..وبدا بدر الحزين يتساءل عن أمه التي غابت فجأة وكان الجواب الوحيد:ستعود بعد غد..فيما يتهامس المحيطون به:أنها ترقد في قبرها عند سفح التل عند أطراف القرية..غابت تلك المرأة التي تعلق بها ابنها الصغير وكان يصحبها كلما حنت إلى أمها فخفت لزيارتها أو قامت بزيارة عمتها عند نهر بويب حيث تملك بستانا صغيرا جميلا على ضفة النهر..فكان عالم بدر الصغير تلك الملاعب التي تمتد بين بساتين جيكور ومياه بويب وبينها ما غزل خيوط عمره ونسج حياته وذكرياته..وما كان أمامه سوى اللجوء إلى جدته لأبيه(أمينة)وفترة علاقته الوثيقة بأبيه بعد أن تزوج هذا من امرأة أخرى سرعان ما رحل بها إلى دار جديدة بعيدا عن بدر وأخويه..ومع أن هذه الدار في بقيع أيضا..غير أن السياب وأخويه انضموا لدار جده في جيكور القرية الأم..ويكبر ذلك الشعور في نفس بدر بأنه محروم مطرود من دنيا الحنو الأمومي..ليفر من بقيع وقسوتها إلى طرفه تدسها جدته في جيبه أو قبلة تطبعها على خده تنسيه مايلقاه من عنت وعناء..غير أن العائلة تورطت بمشكلات كبيرة ورزحت تحت عبء الديون..فباعت الأرض تدريجيا وطارت الأملاك..ولم يبق منها إلا القليل يذكر بالعز القديم الذي تشير إليه الآن أطلال بيت العائلة الشاهق المتحللة ويذهب بدر إلى المدرسة..كان عليه أن يسير ماشيا لقرية باب سليمان غرب جيكور لينتقل بعدها لمدرسة المحمودية الابتدائية في أبي الخصيب التي شيدها محمود جلبي أحد أعيان أبي الخصيب..وكان بالقرب من المدرسة البيت الفخم الذي تزينه الشرفات الخشبية المزججة بالزجاج الملون الشناشيل**والتي ستكون فيما بعد اسما لمجموعة شعرية متميزة هي شناشيل ابنة الجلبي(الجلبي لقب للأعيان الأثرياء)وفي هذه المدرسة تعلم أن يردد مع أترابه أهزوجة يرددها أبناء الجنوب عند هطول المطر..ضمنها لاحقا في إحدى قصائده :
يا مطرا يا حلبي
عبر بنات الجلبي
يا مطرا يا شاشا
عبر بنات الباشا
وفي هذه المرحلة المبكرة بدأ ينظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة في وصف الطبيعة أو في السخرية من زملائه..فجذب بذلك انتباه معلميه الذين شجعوه على النظم باللغة الفصيحة..وكانت العطلة الصيفية التي يقضيها في جيكور مجلبة لسروره وسعادته إذ كان بيت العبيد الذي غدا الآن مهجورا المكان المحبب للعبهم برغم ما يردده الصبية وخيالهم الفسيح عن الأشباح التي تقطنه..وكانت محبة جدته أمينة تمنحه العزاء والطمأنينة والعطف غير انه سرعان ما فقدها إذ توفيت في أيلول 1942ليكتب في رثائها قصيدة:
جدتي من أبث بعدك شكواي؟
طواني الأسى وقل معيني
أنت يا من فتحت قلبك بالأمس
لحبي أوصدت قبرك دوني
فقليل علي أن اذرف الدمع
ويقضي علي طول أنيني
وتفاقم الأمر إذ باع جده ما تبقى من أملاكه مرغما إذ وقع صغار الملاك ضحية للمالكين الكبار وأصحاب مكابس التمر والتجار والمرابين..وكان بدر يشعر بالظلم واستغلال القوى للضعيف..وكانت طبيعته الرومانسية تصور له مجتمعا مثاليا يعيش فيه الناس متساوين يتعاون بعضهم مع بعض بسلام..هذه النظرة المثالية عمقها شعور بدر بأن أسرته كانت عرضه للظلم والاستغلال..فضلا عما لحق به إذ فقد أمه وخسر أباه وأضاع جدته وسلبت حبيبته منه..وكان قد بدأ يدرك انه لم يكن وسيما..هذا كله احتشد في أعماق روحه ليندلع فيما بعد مثل حمم بركان هائج تدفق شعرا ملتهبا في مدينة بغداد صيف1943
أنهى بدر دراسته الثانوية وقبل في دار المعلمين العالية ببغداد(كلية التربية)وكان في السابعة عشرة من عمره ليقضى فيها4أعوام وعثر(محمود العبطة)على درجات الشاعر في الصف الثالث من الدار المذكورة بمكتبة أبي الخصيب وبحيازة مأمورها الأستاذ عبد اللطيف الزبيدي هي من جملة الوثائق التي أودعتها زوجة المرحوم السياب في المكتبة عندما زار وفد من مؤتمر الأدباء العرب السادس ومؤتمر الشعر العربي أبي الخصيب وقرية الشاعر جيكور وهي وريقة بحجم الكف مطبوعة على الآلة الكاتبة تشمل المعلومات التالية
نتائج الطلبة 1946 - 1947
اسم الطالب : بدر شاكر السياب
الصف والفرع : الثالث – اللغة الإنكليزية
اللغة العربية 97 /
اللغة الإنكليزية 91/
اللغة الفرنسية 90/
الأدب الإنكليزي 76 /
التاريخ الإنكليزي 72/
علم النفس 89/
التعليم الثانوي 84/
الترجمة 88/
المعدل 86
النتيجة : ناجح الثاني في صفه
عميد دار المعلمين
كتب السياب خلال تلك الفترة قصائد مترعة بالحنين إلى القرية والى الراعية هالة التي احبها بعد زواج وفـيقة ويكتب قصائده العمودية أغنية السلوان وتحية القرية.. الخ
ويكسب في بغداد ومقاهيها صداقة بعض من أدبائها وينشر له ناجي العبيدي قصيدة في جريدته الاتحاد هي أول قصيدة ينشرها بدر في حياته..تكونت في دار المعلمين العالية في السنة الدراسية 44-1945 جماعة أسمت نفسها أخوان عبقر..كانت تقيم المواسم والحفلات الشعرية حيث ظهرت مواهب الشعراء الشبان..ومن الطبيعي تطرق أولئك لأغراض الشعر بحرية وانطلاق..بعد أن وجدوا من عميد الدار الدكتور متى عقراوي أول عميد رئيس لجامعة بغداد ومن الأساتذة العراقيين والمصريين تشجيعا...
كان السياب من أعضاء الجماعة كما كانت الشاعرة نازك الملائكة من أعضائها أيضا بالإضافة إلى شاعرين يعتبران المؤسسين للجماعة هما الأستاذان كمال الجبوري والدكتور المطلبي وكان من أعضائها شعراء آخرون منهم الأستاذ حازم سعيد من مواليد 1924 وأحمد الفخري وعاتكة الخزرجي..ويتعرف بدر على مقاهي بغداد الأدبية ومجالسها مثل مقهى الزهاوي ومقهى البلدية ومقهى البرازيلية وغيرها يرتادها مع مجموعة من الشعراء الذين غدوا فيما بعد (رواد حركة الشعر الحر) مثل بلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم ويلتقي امرأة يحبها وهي لا تبادله هذا الشعور فيكتب لها
أبي.. منه جردتني النساء
وأمي.. طواها الردى المعجل
ومالي من الدهر إلا رضاك
فرحماك
فالدهر لا يعدل
ويكتب لها بعد عشرين عاما(وكانت تكبره عمرا)يقول
وتلك..
لأنها في العمر أكبر
أم لأن الحسن أغراها
بأني غير كفء
خلفتني كلما شرب الندى ورق
وفتح برعم مثلتها
وشممت رياها؟
غلام ضاو نحيل كأنه قصبة ركب رأسه المستديركحبة الحنظل على عنق دقيقة تميل إلى الطول وعلى جانبي الرأس أذنان كبيرتان وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدب متدرج أنف كبير يصرفك عن تأمله العينين الصغيرين العاديتين على جانبيه فم واسع تبرز(الضبة)العليا منه ومن فوقها الشفة بروزا يجعل انطباق الشفتين فوق صفي الأسنان كأنه عما اقتساري..وتنظر مرة أخرى لهذا الوجه الحنطي فتدرك أن هناك اضطرابا في التناسب بين الفك السفلي الذي يقف عند الذقن كأنه بقية علامة استفهام مبتورة وبين الوجنتين الناتئتين وكأنهما بدايتان لعلامتي استفهام أخريين قد انزلقتا من موضعيهما الطبيعيين..وتزداد شهرة بدر الشاعر النحيل القادم من أقصى قرى الجنوب وكانت الفتيات يستعرن الدفتر الذي يضم أشعاره ليقرأنه فكان يتمنى أن يكون هو الديوان...
ديوان شعر ملؤه غزل
بين العذارى بات ينتقل
أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته
والحب والأمل
وستلتقي أنفاسهن بها
وترف في جنباته القبل
يقول محمود العبطة:عندما أصدر الشاعر ديوانه الأول أزهار ذابلة في1947 وصدره بقصيدة من الشعر العمودي مطلعها البيت المشهور(ديوان شعر ملؤْه غزل بين العذارى بات ينتقل)اطلع على الديوان الشاعر التقدمي الأستاذ علي الوردي فنظم بيتا على السجية وقال للسياب (كان الأولى لك أن تقول ديوان شعر ملؤْه شعل بين الطليعة بات ينتقل)وفي قصيدة أخرى يقول:
يا ليتني أصبحت ديواني
لأفر من صدر إلى ثان
قد بت من حسد أقول له
يا ليت من تهواك تهواني
ألك الكؤوس ولى ثمالتها
ولك الخلود وأنني فاني؟
ويتعرف السياب على شعر وود زورت وكيتس وشيلي بعد أن انتقل إلى قسم اللغة الإنجليزية..ويعجب بشعر اليوت واديث سيتويل..ومن ثم يقرأ ترجمة لديوان بودلير أزهار الشر فتستهويه..ويتعرف على فتاة أضحت فيما بعد شاعرة معروفة غير أن عائق الدين يمنع من لقائهما فيصاب بإحباط آخر فيجد سلوته في الانتماء السياسي الذي كانت عاقبته الفصل لعام دراسي كامل من كليته ومن ثم سجنه عام1946لفترة وجيزة أطلق سراحه بعدها ليسجن مرة أخرى عام1948 ..
بعد أن صدرت مجموعته الأولى أزهار ذابلة بمقدمة كتبها روفائيل بطي أحد رواد قصيدة النثر في العراق عن إحدى دور النشر المصرية عام1947 تضمنت قصيدة هل كان حبا حاول فيها أن يقوم بتجربة جديدة في الوزن والقافية تجمع بين بحر من البحور ومجزوءاته أي أن التفاعيل ذات النوع الواحد يختلف عددها من بيت إلى آخر..وقد كتب روفائيل بطي مقدمة للديوان قال فيها: نجد الشاعر الطليق يحاول جديدا في إحدى قصائده فيأتي بالوزن المختلف وينوع في القافية محاكيا الشعر الإفرنجي فعسى أن يمعن في جرأته في هذا المسلك المجدد لعله يوفق إلى أثر في شعر اليوم فالشكوى صارخة على أن الشعر العربي قد احتفظ بجموده في الطريقة مدة أطول مما كان ينتظر من النهضة الحديثة إن هذه الباكورة التي قدمها لنا صاحب الديوان تحدثنا عن موهبة فيه وان كانت روعتها مخبوءة في اثر هذه البراعم (بحيث تضيق أبياته عن روحه المهتاجة وستكشف الأيام عن قوتها)ولا أريد أن أرسم منهجا مستقبليا لهذه القريحة الأصيلة تتفجر وتفيض من غير أن تخضع لحدود وقيود ولكن سير الشعراء تعلمنا أن ذوي المواهب الناجحين هم الذين تعبوا كثيرا وعالجوا نفوسهم بأقصى الجهد وكافحوا كفاح الأبطال حتى بلغوا مرتبة الخلود...
صورة له في الموانئ
ويتخرج السياب ويعين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في مدينة الرمادي التي تبعد عن بغداد تسعين كيلومترا غربا تقع على نهر الفرات..وظل يرسل منها قصائده إلى الصحف البغدادية تباعا وفي يناير 1949 ألقي عليه القـبض في جيكور أثناء عطلة نصف السنة ونقل لسجن بغداد واستغني عن خدماته في وزارة المعارف رسميا في25 يناير1949 وافرج عنه بكفالة بعد بضعة أسابيع ومنع إداريا من التدريس لمدة عشر سنوات فعاد لقريته يرجو شيئا من الراحة بعد المعاملة القاسية التي لقيها في السجن ثم توجه للبصرة ليعمل(ذواقة)للتمر في شركة التمور العراقية ثم كاتبا في شركة نفط البصرة..
إخطار الطرد في الجريدة
وفي هذه الأيام ذاق مرارة الفقر والظلم والشقاء ولم ينشر شعرا قط ليعود لبغداد يكابد البطالة يجتر نهاراته في مقهى حسن عجمي يتلقى المعونة من أصحابه اكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف عمل بعدها مأمورا في مخزن لإحدى شركات تعبيد الطرق في بغداد وهكذا ظل يتنقل من عمل يومي لآخر عام 1950 ينشر له الخاقاني مجموعته الثانية(أساطير)بتشجيع من أكرم الوتري مما أعاد لروحه هناءتها وأملها بالحياة وقد تصدرتها مقدمة لبدر أوضح فيها مفهومه للشعر الجديد الذي يبشر به ويبدأ بدر بكتابة المطولات الشعرية مثل أجنحة السلام واللعنات وحفار القبور والمومس العمياء وغيرها...
صورة له في الكويت
ويضطرب الوضع السياسي في بغداد عام 1952 ويخشى بدر أن تطاله حملة الاعتقالات فيهرب متخفيا لإيران ومنها للكويت بجواز سفر إيراني مزور باسم(علي آرتنك)على ظهر سفينة شراعية انطلقت من عبادان يناير 1953 كتب عنها فيما بعد قصيدة اسمها فرار1953 وهناك وجد له وظيفة مكتبية في شركة كهرباء الكويت حيث عاش حياة اللاجئ الذي يحن بلا انقطاع لأهله ووطنه وهناك كتب أروع قصائده غريب على الخليج يقول فيها:
مازلت اضرب مترب القدمين أشعث
في الدروب تحت الشموس الأجنبية
متخافق الأطمار
أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى
ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبية
بين احتقار وانتهار
وازورار.. أوخطيه
والموت أهون من خطيه
من ذلك الإشفاق
تعصره العيون الأجنبية
قطرات ماء.. معدنية
عام 1955 تزوج من إقبال وهي معلمة في إحدى المدارس الابتدائية...
صورة له مع ابنه
شتاء عام 1957 تعرف على مجلة (شعر) اللبنانية التي كان يحررها يوسف الخال وسرعان ما أصبح بدر أحد كتابها العديدين من دعاة التجديد في الشعر العربي مثل أدونيس وأنسي الحاج وجبرا إبراهيم جبرا وتوفيق صايغ لتبدأ قطيعته مع مجلة الآداب التي تبنت نتاجه المدة السابقة...
وكان بدر ينتقل بين بيروت وبغداد و باريس ولندن من أجل العلاج ولكن العلاج لم يفده في شيء فقد كان الجزء الأسفل من جسمه يضمر ويضمر والقروح تأكل ظهره وحين جربوا معه العلاج الطبيعي كسرت عظمت الساق لهشاشتها...
ومات بدر يوم 24/12/1964.وكان ديوانه (شناشيل ابنة الجلبي) قد صدر ولكنه لم يصله قبل الوفاة...
وهذا تمثاله على ضفاف شط العرب في محافظة البصره جنوب العراق
دواوينه
أزهار ذابلة 1947م
أعاصير 1948م
أزهار وأساطير 1950م
فجر السلام 1951م
حفار القبور 1952م قصيدة مطولة
المومس العمياء 1954م قصيدة مطولة
الأسلحة والأطفال 1955م قصيدة مطولة
أسمعه يبكي
في يوليو 1960 ذهب إلى بيروت لنشر مجموعة من شعره هناك وتوافق وجوده مع مسابقة مجلة شعر لأفضل مجموعة مخطوطة فدفع بها إلى المسابقة ليفوز بجائزتها الأولى عن مجموعته (
أنشودة المطر)التي صدرت عن دار شعر بعد ذلك...
المعبد الغريق 1962م
منزل الأقنان 1963م
شناشيل ابنة الجلبي 1964م
سفر أيوب
في المستشفى
ونشر ديوان
إقبال نسبة لزوجته 1965م وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش...
وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث ومختارات من الأدب البصري الحديث. وله مجموعة مقالات سياسية سماها(
كنت شيوعيا)...