يـذكـر أن رجل من قبيلة مطيـر هو عبدالله بن هذال القريفة (شاعر اشتهر بالشجاعة والكرم) حل عليه ضيـوف واقلطوا عليه ** وكان الناس في ظل ظروف قاسـية .. والقريفة ماعنده ما يعشي ضيوفه عليه واستفزع فيمن حوله من ربعه وهم يدرون أنه ماعنده شي يذبحه لضيوفه *** واتفقوا اذا طلب من احد ذبيحة يقوله ماعندي شي وكلمـا راح لواحد منهم قاله مثل ما اتفقوا عليه : ماعـنـدي شي ...
يوم ضاقت وإلا عنده ناقته اللي يتمنحها هو وعياله وهو يلقيها للقبلة وينحرها .. وطبخوها اهل البيت وهو يبرك الناقة على الصينية ويعزم جيرانه واللي حوله مع الضيوف يوم شربوا القهوه قال للضيوف والحاضرين : اقلطوا مرحبا والله ومسهلا ...
اصحابه عارفين ماعنده شي ومتوقعين الغداء بدون لحم .. حتى حين يضيفوا الضيف يحطون رز مثل القريفة ولا يلحقهم شرهه ومنقود ... استغرب ربعه كلهم مما شاهدوه وقال صاحبنا القريفة وهم على العشاء هذه الابيات :
ياجماعة كيف مافيكم حميا
كيف صياح الضحى ماتسمعونه
ماتعونوني على ربعٍ أهنيّا
من بغى درب المراجل يمنعونه
المراجل ما تهيا ها سويا
كود من عض النواجذ في سنونه
ان بغيت الشح درب الطيب عيا
حالفٍ مارد نفسي للمهونه
ماعليّه من منقلت الحكيا
كان باب الرزق منهم يقطعونه
وان بغيت الهون ساس الطيب عيّا
حالفٍ ما أرضى لنفسي بالمهونة
حالف ماجوز من جية هويا
دام بيت الله خلقه يدهلونه
ماعلينا من مساريد القفيا
كان حبل الرزق معهم يقطعونه
من لحومي الدانيه شفت الجفيا
من بغى درب الشكالة يذهبونه
هذا إن دل على شيء *** فهو يدل على كرم وشجاعة الأولين رغم ضيق ذات اليد